بون مدينة تقع في جنوب ولاية شمال الراين وستفاليا في غرب ألمانيا ،و تبعد عن مدينة كولونيا 18 كلم ، كانت حتى عام 1990م عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى أن تم نقل العاصمة إلى برلين بعد اتحاد الألمانيتين. يوجد بها إذاعة صوت ألمانيا التي تبث برامجها ومنها اللغة العربية منذ عام 2003 م. وكانت من قبل تثب برامجها من مدينة كولونيا من عام 1953 وهو تاريخ نشوء الإذاعة إلى غاية 2003 وفي صيف العام نفسه انتقلت الإذاعة إلى مدينة بون ومن هناك باشرت. تبدأ الرحلة إلى المدينة من سورها القديم والعائد للعصر الروماني، والذي يضيف عليها جواً خاصاً من القدم والعراقة رغم صغر حجم الأجزاء المتبقية منه. بعدها الوصول إلى الكاتدرائية، معلَم المدينة الشهير، والتي يرجع بدء بنائها إلى منتصف القرن الرابع الميلادي مع وصول المبشرين الرومان إلى المدينة حيث بدأ العصر المسيحي في منطقة الراين. وما زالت تلك الكنيسة القديمة الصغيرة تقع تحت الكنيسة التي نراها اليوم والتي أعيد بناؤها في القرن الثاني عشر الميلادي. وهي تتميز بطرازها المعماري الفريد حيث تتلاقى الأساليب الفنية المختلفة من الرومانسي إلى القوطي في تناغم لم يسبق له مثيل ، و مقابل الكنيسة يقع ميدان واسع يشكل مركز المدينة، ويختلط فيه التاريخ بالفن بالحياة اليومية، فأمام الكنيسة نرى مبنى البريد القديم المميز. ويقع السوق اليومي أمام دار البلدية المبني عام 1737 على طراز الباروك. وفي الناحية المقابلة للسوق، يبدأ الشارع الصغير المسمى زقاق بون، وفي المنزل رقم 20 منه ولد عام 1770 الموسيقار العبقري لودفج فان بيتهوفن. وتتميز مدن ألمانيا عموما بقلاعها، ولا تستثنى بون من هذه القاعدة، ففي جنوب بون في منطقة بادجودسبرج تقع أطلال قلعة جودسبورج الشهيرة على ارتفاع 32 متراً. وقد تركت الخمسون عاما التي كانت فيها المدينة عاصمة جمهورية ألمانيا آثارها الواضحة عليها(1949 - 1990)، فما زالت مباني الحكومة القديمة التي شهدت العديد من الأحداث مزارات مهمة وأهمها قصر شاومبورج وفيللا هامرشميت، إضافة إلى مبنى العاملين في البرلمان الألماني الشهير ب "أويجين الطويل" نسبة إلى رئيس البرلمان السابق أويجين جيريستينماير والذي اتخذ قرار البناء عام 1969، ويزيد طول المبنى عن 114 متراً، وبعد انتقال البرلمان إلى برلين يستخدم المبنى حالياً كمقر لكاتب تابع للأمم المتحدة. ومكانة بون الثقافية لاتقل عن مكانتها الإدارية، فلها تاريخ طويل في فن المسرح، وبها العديد من المتاحف في مختلف المجالات، منها بيت التاريخ، ومتحف الفن، ويقع معظمها في التجمعين ومربع الفن و متحف بون للآثار المصرية. وتعتبر جامعة بون من أكبر الجامعات في ألمانيا من حيث عدد العاملين والدارسين بها، كما أن أربعة من باحثيها حصلوا على جائزة نوبل في الطبيعة والاقتصاد والكيمياء. وتعتبر نسبة عدد الطلبة الأجانب في بون هي الأكثر على الإطلاق في ألمانيا حيث تصل نسبتهم إلى 16.3 %. وإلى جانب الجامعة هناك بعض المعاهد المهتمة بالبحوث العلمية والاجتماعية والاقتصادية ومن أهمها معهد كايزر (CAESAR)، ومعاهد تابعة للجامعة مثل معهد التكامل الأوروبي ومعهد أبحاث التطوير.