ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 55,908 شهيدا و 131,138 مصابا    الرهوي يشيد بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية    نجم مانشستر سيتي في طريقه للدوري التركي    الطوارئ الإيرانية: إصابة 14 من طواقم الإسعاف وتضرر 7 سيارات جراء العدوان الصهيوني    السلطات الإيرانية تقبض على جاسوس أجنبي للموساد في يزد    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    تقرير دولي يحذر من عودة قوات صنعاء لهجماتها البحرية في حال توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي    الشغدري يتفقّد مشاريع خدمية في دمت بالضالع    وزيرالكهرباء ومحافظ المحويت يناقشان أوضاع مشاريع المياه والصرف الصحي    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    إخماد حريق في منزل بمنطقة شملان    تفكيك عبوة ناسفة إلكترونية لشبكة تجسس صهيونية غرب طهران    الصهاينة يشكون التكتيكات الإيرانية ويصفونها بحرب استنزاف    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    رئيس الوزراء يناقش مع وزير العدل مستوى تنفيذ خطة الأولويات العاجلة    نقاط تقطع مسلحة للحرابة ودعوة المتحاربين إلى حضرموت    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    عن "حروب الانهاك والتدمير الذاتي واهدافها"    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    هل أعداء الجنوب يلبسون طاقية الإخفاء    الأرصاد يتوقع هطول امطار على بعض المرتفعات ورياح شديدة على سقطرى ويحذر من الاجواء الحارة    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    شبكة حقوقية تدين إحراق مليشيا الحوثي مزارع مواطنين شمال الضالع    بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر    علي ناصر يؤكد دوام تآمره على الجنوب    بقيادة كين وأوليسيه.. البايرن يحلق إلى ثمن النهائي    الأحوال الجوية تعطل 4 مواجهات مونديالية    حشوام يستقبل الأولمبي اليمني في معسر مأرب    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    هذا أنا .. وفي اليمن روحي    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    قبل أن يتجاوزنا الآخرون    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    كارثة كهرباء عدن مستمرة.. وعود حكومية تبخرّت مع ارتفاع درجة الحرارة    الذهب في طريقه لتكبد خسائر أسبوعية    المبرّر حرب ايران وإسرائيل.. ارتفاع أسعار الوقود في عدن    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    نتائج الصف التاسع..!    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    كأس العالم للاندية : ميسي يقود انتر ميامي لفوز ثمين على بورتو    فعاليتان للإصلاحية المركزية ومركز الحجز الاحتياطي بإب بيوم الولاية    جماعة الإخوان الوجه الحقيقي للفوضى والتطرف.. مقاولو خراب وتشييد مقابر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحثون: انعدام القيود في العالم الافتراضي ينتج مشكلات كثيرة أبرزها الزواج الصامت والتفكك الأسري
البشر والعالم الافتراضي.. غرام ينتهي بالإدمان وتبديد الوقت
نشر في 14 أكتوبر يوم 29 - 08 - 2012

نوع جديد من التكنولوجيا يسمى (الواقع الافتراضي) فرض نفسه على الساحة الالكترونية عالمياً، وتجلت الغاية من تطويره في العديد من الفوائد إلى جانب الرغبة في الترفيه أو تقديم طرق مختلفة للعب مثلاً، فقد سعى خبراء تكنولوجيا الانترنت إلى تصور ابتكار استخدامات جديدة لهذا الواقع الافتراضي.
وذهبت تصورات البعض عنه أنه سيصبح لكل إنسان قرين له يبيع ويشتري ويمشي في الأسواق ويلتقي بأشخاص ويناقش ويحاور الجميع عبر مواقع الإنترنت التي تقدم حياة افتراضية أو حياة ثانية على الإنترنت يعيش فيها ملايين البشر.
وذهبت تصورات البعض عنه أنه سيصبح لكل إنسان قرين له يبيع ويشتري ويمشي في الأسواق ويلتقي بأشخاص ويناقش ويحاور الجميع عبر مواقع الإنترنت التي تقدم حياة افتراضية أو حياة ثانية على الإنترنت يعيش فيها ملايين البشر.
وذهبت تصورات البعض عنه أنه سيصبح لكل إنسان قرين له يبيع ويشتري ويمشي في الأسواق ويلتقي بأشخاص ويناقش ويحاور الجميع عبر مواقع الإنترنت التي تقدم حياة افتراضية أو حياة ثانية على الإنترنت يعيش فيها ملايين البشر.
مستقبل افتراضي
يقول د. حمدي إسماعيل شعبان أستاذ التكنولوجيا بجامعة طنطا المصرية «تأسست فكرة المواقع الافتراضية من قبل شخص يسمى (كابور) وكان الهدف منذ البداية من هذه المواقع مادياً بحيث نجد الدخل الشهري لهذه الشركات والمؤسسات بملايين الدولارات في اليوم الواحد، وهذه الشركات تريد أن تحبب الناس بهذه المواقع من خلال الضرب على أوتار المشكلات التي يعاني منها الناس في الواقع، حيث يتم تصوير الربح السريع والحلول لمختلف المشكلات في الحياة، وفي النهاية سنجد الناس تقع في الإدمان وإضاعة المال والوقت».
ويضيف «إن التأثير الذي تسببه هذه المواقع في الإنسان كبير، حيث تجعله شخصاً منعزلاً عن المجتمع وصداقاته وعلاقاته الاجتماعية قليلة وتجد تفكيرهم منصباً في الحياة الافتراضية فقط في الأشخاص الموجودين في ذلك العالم وعلاقتهم وكيفية التواصل معهم فقط وتبادل الأفكار معهم وهذا العالم يشكل غموضاً بالنسبة للفرد، فتجد عنده الدافع لاكتشاف هذا الغموض، وهي تجعل الفرد أيضاً يلبس أقنعة ويتصرف بحرية أكبر من الحياة الواقعية».
وهناك ملايين الأشخاص الوهميين يعيشون في العوالم الافتراضية والعدد في ازدياد وهي فرصة للشركات للإعلان والتسويق، فهناك أهداف اقتصادية أبرزها أن المواقع تقوم بالتشجيع للدخول إليها كنوع من الجذب للناس وهناك أساليب أخرى يتم استخدامها تدريجياً مع الأشخاص ليكونوا ضمن هذه المجتمعات الافتراضية.. هناك مشكلات حقيقية نواجهها في عالمنا الواقع فيجب علينا أن نقوم بحلها بدل الهروب منها إلى العوالم الافتراضية ونترك العالم الواقع.
إنتاج حياة جديدة
ويرى د. عبد الوهاب جودة أستاذ علم الاجتماع أن تقدم وسائل الاتصال وأساليب وتقنيات التواصل مع البشر ساهم في إنتاج حياة جديدة على الانترنت والشبكة الافتراضية وجدت في أوروبا منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن «مفاهيم العالم الخيالي موجودة مع تقدم التكنولوجيا، وهذا الجانب مهم جداً وله إيجابيات وسلبيات بشكل كبير، ويمكن استغلاله إذا أحكمت العملية بصورة مجموعة من الضوابط وهذه الضوابط ترشد هذه العملية».
ويضيف «نتيجة القصور في الرؤية والجهل بأهمية هذا العالم الافتراضي يتخبط الأفراد في سلوكياتهم في تعاملهم مع هذا العالم؛ وغالبا سلوكياتهم تتجه نجو الجوانب السلبية، وهناك دراسات أجريت على التأثيرات الاجتماعية للعالم الافتراضي على الأفراد؛ وهناك مشاكل كثيرة تنتج مثل الزواج الصامت والتفكك الأسري والخلافات».
ويقول إن المشكلات التي يعاني منها الإنسان في العالم الواقعي هي التي تدفعه إلى التوجه إلى المواقع الافتراضية، لأنها لا تتطلب الكشف عن الهوية، والقواعد الاجتماعية التي تحكم العالم الحقيقي غير موجودة في العالم الافتراضي الذي لا يعطي أي اعتبار للقيم والعادات الاجتماعية سواء المتصلة بالجيل أو الجنس أو الهوية. و«الإنسان ينسحب إليها وتصبح ظاهرة مرضية، حيث يقوم الأفراد بإشباع رغباتهم المختلفة المكبوتة عبر هذه المواقع».
ويتابع «الشباب العربي مثل بقية الشباب في العالم فإنه يتجه إلى هذه المواقع وبكثافة وبدون أهداف أو طموحات معينة؛ فالشباب الغربي يدخل ويخرج وليس عنده ضوابط لا في الواقع ولا في العالم الافتراضي، وبالتالي يستغل هذه المواقع استغلالاً أمثل حيث يقوم بتكوين شبكات اجتماعية فاعلة وإقامة الحوارات والنقاشات، ولكن الشباب العربي يستغل هذه المواقع في الجوانب السلبية ويترك الإيجابية منها».
علاج افتراضي
وتطورت آليات استخدام المواقع الافتراضية إلى العلاج باستخدام التكنولوجيا الذي جاء بعد أبحاث مختلفة بدأت بشكل مركز في الوكالة لمشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية لمساعدة الجنود الذين تعرضوا لإصابات خلال حرب الخليج الثانية.
وقام الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا بقيادة ألبرت ريزو بصنع مدينة عراقية افتراضية، تمكن 16 من بين 20 جندياً شاركوا في التجربة من تجاوز المشكلات التي كانوا يعانون منها.
أما الأبحاث الأقل تمويلاً فهي تلك غير المرتبطة بالاستخدامات العسكرية ورغم ذلك فهي أكثر تعقيداً، إذ تتعلق بالبحث في الحد الفاصل بين العقل والجسد، والعلاج الإلكتروني يكون في حالات يوجد فيها تأثير للجانب الجسدي للمريض؛ كالسمنة المفرطة وحالات فقدان الشهية وللوصول إلى فهم أفضل حول آلية عمل العلاج الإلكتروني.
ويؤكد معهد (ماساتشوستس) للتكنولوجيا أن القدرات التي يكتسبها المرضى خلال تواجدهم في العوالم الافتراضية تنتقل معهم إلى عالمهم الحقيقي.
كذلك وجد الباحثون أن الواقع الذي تتم محاكاته باستعمال الكمبيوتر قادر على مساعدة الأشخاص الراغبين في الإقلاع عن عادة التدخين، وقادر بصورة تدريجية على إزالة الخوف المرضي لبعض الأشخاص من الأماكن المغلقة أو المرتفعة أو ركوب الطائرة، وغني عن الذكر أن العديد من الدورات التدريبية للطيارين العسكريين والمدنيين تعتمد على هذه التكنولوجيا.
(عن وكالة الصحافة العربية)
مستقبل افتراضي
يقول د. حمدي إسماعيل شعبان أستاذ التكنولوجيا بجامعة طنطا المصرية «تأسست فكرة المواقع الافتراضية من قبل شخص يسمى (كابور) وكان الهدف منذ البداية من هذه المواقع مادياً بحيث نجد الدخل الشهري لهذه الشركات والمؤسسات بملايين الدولارات في اليوم الواحد، وهذه الشركات تريد أن تحبب الناس بهذه المواقع من خلال الضرب على أوتار المشكلات التي يعاني منها الناس في الواقع، حيث يتم تصوير الربح السريع والحلول لمختلف المشكلات في الحياة، وفي النهاية سنجد الناس تقع في الإدمان وإضاعة المال والوقت».
ويضيف «إن التأثير الذي تسببه هذه المواقع في الإنسان كبير، حيث تجعله شخصاً منعزلاً عن المجتمع وصداقاته وعلاقاته الاجتماعية قليلة وتجد تفكيرهم منصباً في الحياة الافتراضية فقط في الأشخاص الموجودين في ذلك العالم وعلاقتهم وكيفية التواصل معهم فقط وتبادل الأفكار معهم وهذا العالم يشكل غموضاً بالنسبة للفرد، فتجد عنده الدافع لاكتشاف هذا الغموض، وهي تجعل الفرد أيضاً يلبس أقنعة ويتصرف بحرية أكبر من الحياة الواقعية».
وهناك ملايين الأشخاص الوهميين يعيشون في العوالم الافتراضية والعدد في ازدياد وهي فرصة للشركات للإعلان والتسويق، فهناك أهداف اقتصادية أبرزها أن المواقع تقوم بالتشجيع للدخول إليها كنوع من الجذب للناس وهناك أساليب أخرى يتم استخدامها تدريجياً مع الأشخاص ليكونوا ضمن هذه المجتمعات الافتراضية.. هناك مشكلات حقيقية نواجهها في عالمنا الواقع فيجب علينا أن نقوم بحلها بدل الهروب منها إلى العوالم الافتراضية ونترك العالم الواقع.
إنتاج حياة جديدة
ويرى د. عبد الوهاب جودة أستاذ علم الاجتماع أن تقدم وسائل الاتصال وأساليب وتقنيات التواصل مع البشر ساهم في إنتاج حياة جديدة على الانترنت والشبكة الافتراضية وجدت في أوروبا منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن «مفاهيم العالم الخيالي موجودة مع تقدم التكنولوجيا، وهذا الجانب مهم جداً وله إيجابيات وسلبيات بشكل كبير، ويمكن استغلاله إذا أحكمت العملية بصورة مجموعة من الضوابط وهذه الضوابط ترشد هذه العملية».
ويضيف «نتيجة القصور في الرؤية والجهل بأهمية هذا العالم الافتراضي يتخبط الأفراد في سلوكياتهم في تعاملهم مع هذا العالم؛ وغالبا سلوكياتهم تتجه نجو الجوانب السلبية، وهناك دراسات أجريت على التأثيرات الاجتماعية للعالم الافتراضي على الأفراد؛ وهناك مشاكل كثيرة تنتج مثل الزواج الصامت والتفكك الأسري والخلافات».
ويقول إن المشكلات التي يعاني منها الإنسان في العالم الواقعي هي التي تدفعه إلى التوجه إلى المواقع الافتراضية، لأنها لا تتطلب الكشف عن الهوية، والقواعد الاجتماعية التي تحكم العالم الحقيقي غير موجودة في العالم الافتراضي الذي لا يعطي أي اعتبار للقيم والعادات الاجتماعية سواء المتصلة بالجيل أو الجنس أو الهوية. و«الإنسان ينسحب إليها وتصبح ظاهرة مرضية، حيث يقوم الأفراد بإشباع رغباتهم المختلفة المكبوتة عبر هذه المواقع».
ويتابع «الشباب العربي مثل بقية الشباب في العالم فإنه يتجه إلى هذه المواقع وبكثافة وبدون أهداف أو طموحات معينة؛ فالشباب الغربي يدخل ويخرج وليس عنده ضوابط لا في الواقع ولا في العالم الافتراضي، وبالتالي يستغل هذه المواقع استغلالاً أمثل حيث يقوم بتكوين شبكات اجتماعية فاعلة وإقامة الحوارات والنقاشات، ولكن الشباب العربي يستغل هذه المواقع في الجوانب السلبية ويترك الإيجابية منها».
علاج افتراضي
وتطورت آليات استخدام المواقع الافتراضية إلى العلاج باستخدام التكنولوجيا الذي جاء بعد أبحاث مختلفة بدأت بشكل مركز في الوكالة لمشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية لمساعدة الجنود الذين تعرضوا لإصابات خلال حرب الخليج الثانية.
وقام الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا بقيادة ألبرت ريزو بصنع مدينة عراقية افتراضية، تمكن 16 من بين 20 جندياً شاركوا في التجربة من تجاوز المشكلات التي كانوا يعانون منها.
أما الأبحاث الأقل تمويلاً فهي تلك غير المرتبطة بالاستخدامات العسكرية ورغم ذلك فهي أكثر تعقيداً، إذ تتعلق بالبحث في الحد الفاصل بين العقل والجسد، والعلاج الإلكتروني يكون في حالات يوجد فيها تأثير للجانب الجسدي للمريض؛ كالسمنة المفرطة وحالات فقدان الشهية وللوصول إلى فهم أفضل حول آلية عمل العلاج الإلكتروني.
ويؤكد معهد (ماساتشوستس) للتكنولوجيا أن القدرات التي يكتسبها المرضى خلال تواجدهم في العوالم الافتراضية تنتقل معهم إلى عالمهم الحقيقي.
كذلك وجد الباحثون أن الواقع الذي تتم محاكاته باستعمال الكمبيوتر قادر على مساعدة الأشخاص الراغبين في الإقلاع عن عادة التدخين، وقادر بصورة تدريجية على إزالة الخوف المرضي لبعض الأشخاص من الأماكن المغلقة أو المرتفعة أو ركوب الطائرة، وغني عن الذكر أن العديد من الدورات التدريبية للطيارين العسكريين والمدنيين تعتمد على هذه التكنولوجيا.
(عن وكالة الصحافة العربية)
مستقبل افتراضي
يقول د. حمدي إسماعيل شعبان أستاذ التكنولوجيا بجامعة طنطا المصرية «تأسست فكرة المواقع الافتراضية من قبل شخص يسمى (كابور) وكان الهدف منذ البداية من هذه المواقع مادياً بحيث نجد الدخل الشهري لهذه الشركات والمؤسسات بملايين الدولارات في اليوم الواحد، وهذه الشركات تريد أن تحبب الناس بهذه المواقع من خلال الضرب على أوتار المشكلات التي يعاني منها الناس في الواقع، حيث يتم تصوير الربح السريع والحلول لمختلف المشكلات في الحياة، وفي النهاية سنجد الناس تقع في الإدمان وإضاعة المال والوقت».
ويضيف «إن التأثير الذي تسببه هذه المواقع في الإنسان كبير، حيث تجعله شخصاً منعزلاً عن المجتمع وصداقاته وعلاقاته الاجتماعية قليلة وتجد تفكيرهم منصباً في الحياة الافتراضية فقط في الأشخاص الموجودين في ذلك العالم وعلاقتهم وكيفية التواصل معهم فقط وتبادل الأفكار معهم وهذا العالم يشكل غموضاً بالنسبة للفرد، فتجد عنده الدافع لاكتشاف هذا الغموض، وهي تجعل الفرد أيضاً يلبس أقنعة ويتصرف بحرية أكبر من الحياة الواقعية».
وهناك ملايين الأشخاص الوهميين يعيشون في العوالم الافتراضية والعدد في ازدياد وهي فرصة للشركات للإعلان والتسويق، فهناك أهداف اقتصادية أبرزها أن المواقع تقوم بالتشجيع للدخول إليها كنوع من الجذب للناس وهناك أساليب أخرى يتم استخدامها تدريجياً مع الأشخاص ليكونوا ضمن هذه المجتمعات الافتراضية.. هناك مشكلات حقيقية نواجهها في عالمنا الواقع فيجب علينا أن نقوم بحلها بدل الهروب منها إلى العوالم الافتراضية ونترك العالم الواقع.
إنتاج حياة جديدة
ويرى د. عبد الوهاب جودة أستاذ علم الاجتماع أن تقدم وسائل الاتصال وأساليب وتقنيات التواصل مع البشر ساهم في إنتاج حياة جديدة على الانترنت والشبكة الافتراضية وجدت في أوروبا منذ فترة طويلة، مشيراً إلى أن «مفاهيم العالم الخيالي موجودة مع تقدم التكنولوجيا، وهذا الجانب مهم جداً وله إيجابيات وسلبيات بشكل كبير، ويمكن استغلاله إذا أحكمت العملية بصورة مجموعة من الضوابط وهذه الضوابط ترشد هذه العملية».
ويضيف «نتيجة القصور في الرؤية والجهل بأهمية هذا العالم الافتراضي يتخبط الأفراد في سلوكياتهم في تعاملهم مع هذا العالم؛ وغالبا سلوكياتهم تتجه نجو الجوانب السلبية، وهناك دراسات أجريت على التأثيرات الاجتماعية للعالم الافتراضي على الأفراد؛ وهناك مشاكل كثيرة تنتج مثل الزواج الصامت والتفكك الأسري والخلافات».
ويقول إن المشكلات التي يعاني منها الإنسان في العالم الواقعي هي التي تدفعه إلى التوجه إلى المواقع الافتراضية، لأنها لا تتطلب الكشف عن الهوية، والقواعد الاجتماعية التي تحكم العالم الحقيقي غير موجودة في العالم الافتراضي الذي لا يعطي أي اعتبار للقيم والعادات الاجتماعية سواء المتصلة بالجيل أو الجنس أو الهوية. و«الإنسان ينسحب إليها وتصبح ظاهرة مرضية، حيث يقوم الأفراد بإشباع رغباتهم المختلفة المكبوتة عبر هذه المواقع».
ويتابع «الشباب العربي مثل بقية الشباب في العالم فإنه يتجه إلى هذه المواقع وبكثافة وبدون أهداف أو طموحات معينة؛ فالشباب الغربي يدخل ويخرج وليس عنده ضوابط لا في الواقع ولا في العالم الافتراضي، وبالتالي يستغل هذه المواقع استغلالاً أمثل حيث يقوم بتكوين شبكات اجتماعية فاعلة وإقامة الحوارات والنقاشات، ولكن الشباب العربي يستغل هذه المواقع في الجوانب السلبية ويترك الإيجابية منها».
علاج افتراضي
وتطورت آليات استخدام المواقع الافتراضية إلى العلاج باستخدام التكنولوجيا الذي جاء بعد أبحاث مختلفة بدأت بشكل مركز في الوكالة لمشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية لمساعدة الجنود الذين تعرضوا لإصابات خلال حرب الخليج الثانية.
وقام الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا بقيادة ألبرت ريزو بصنع مدينة عراقية افتراضية، تمكن 16 من بين 20 جندياً شاركوا في التجربة من تجاوز المشكلات التي كانوا يعانون منها.
أما الأبحاث الأقل تمويلاً فهي تلك غير المرتبطة بالاستخدامات العسكرية ورغم ذلك فهي أكثر تعقيداً، إذ تتعلق بالبحث في الحد الفاصل بين العقل والجسد، والعلاج الإلكتروني يكون في حالات يوجد فيها تأثير للجانب الجسدي للمريض؛ كالسمنة المفرطة وحالات فقدان الشهية وللوصول إلى فهم أفضل حول آلية عمل العلاج الإلكتروني.
ويؤكد معهد (ماساتشوستس) للتكنولوجيا أن القدرات التي يكتسبها المرضى خلال تواجدهم في العوالم الافتراضية تنتقل معهم إلى عالمهم الحقيقي.
كذلك وجد الباحثون أن الواقع الذي تتم محاكاته باستعمال الكمبيوتر قادر على مساعدة الأشخاص الراغبين في الإقلاع عن عادة التدخين، وقادر بصورة تدريجية على إزالة الخوف المرضي لبعض الأشخاص من الأماكن المغلقة أو المرتفعة أو ركوب الطائرة، وغني عن الذكر أن العديد من الدورات التدريبية للطيارين العسكريين والمدنيين تعتمد على هذه التكنولوجيا.
(عن وكالة الصحافة العربية)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.