ما هو الدور الذي يلعبه المسلحون والجهاديون الأجانب الذين يقاتلون ضمن الفصائل المسلحة المعارضة في سورية؟ ما هي النوايا الحقيقية لدى القوى الخارجية الممولة والموجهة لهم ؟ وهل أصبحت المعارضة السورية بل والانتفاضة السورية عموما رهينة لدى المقاتلين الغرباء والمرتزقة الأجانب ومن يرعاهم؟ بينت أحداث الشهور الأخيرة في سورية أن المقاتلين والمرتزقة الأجانب، وليس السوريون فقط، باتوا يلعبون دورا متزايدا في محاولة إسقاط نظام الرئيس الأسد بقوة السلاح ومهما كلف الثمن. ومعظمهم من المرتزقة والمجاهدين المتطوعين من ليبيا والأردن والعراق ولبنان والجزائر وتونس وباكستان وبلدان أخرى، بل وحتى من بريطانيا. ويتلخص تكتيكهم أساسا في تدبير الهجمات التخريبية المباغتة والعمليات الإرهابية المدوية. وبذلك يدفعون العسكريين السوريين الى الرد بعمليات قتالية جوابية لابد ان تطال المدنيين وتوقع ضحايا بين العامة العزل. ولا ريب في أن القوات الحكومية أيضا تتحمل مسؤولية هذه الضحايا المتزايدة ولكن حتى وسائل الإعلام الغربية لم تعد تستطيع ان تتجاهل الجرائم التي يقترفها المقاتلون الأجانب في سورية مثل تصفية الأسرى والرهائن وخطف المراسلين البريطانيين والهولنديين فضلا عن الصحفيين السوريين ثم أن تزويد جماعات المجاهدين بالمال والسلاح من قبل بعض الدول الغربية يوفر الإمكانية لاجتذاب المزيد من المقاتلين الجدد. وليس خافيا على احد ان العقيدة الإسلاموية المتشددة لهؤلاء المقاتلين لا علاقة لها بالمطالب السياسية للمعارضة السورية. ومع تصاعد العنف يصعب على المعارضة التنصل عن أفعال المقاتلين والمرتزقة الأجانب طالما إنهم يقاتلون في الغالب بالتعاون مع وحدات ما يسمى ( الجيش السوري الحر)، بل ويعتبرون من أفراده. وبالتالي تتمحور المسألة اليوم حول مدى تأثير القوى الخارجية الموجهة للمقاتلين الأجانب على صورة الثورة السورية وما مدى أهمية مصالح عامة السوريين والدولة السورية بالنسبة للمقاتلين الأجانب والقوى التي تمولهم؟ * عن صحيفة « الاوسط» الكندية