كشفت صحيفة «لو كنار انشيني» الفرنسية أن تقارير الاستخبارات الفرنسية بشأن تطورات الأوضاع في سورية، دفعت بباريس إلى تجميد توريدات الأسلحة إلى المجموعات المسلحة. وأوضحت الصحيفة أن الاستخبارات حذرت الحكومة الفرنسية من أن قسما من الأسلحة التي كانت باريس ترسلها إلى سورية، «قد يقع في أيدي المجاهدين». وأشارت الاستخبارات الفرنسية إلى وجود أوساط دولية تورد راديكاليين للمشاركة في النزاعات المسلحة. وحسب معلومات الإدارة العامة للأمن الخارجي في فرنسا، فإن عدد المتطرفين الأجانب في سورية اليوم يفوق عدد الأجانب الذين قاتلوا ضد القوات السوفيتية في أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن عدد المقاتلين المتطرفين في سورية يبلغ حسب التقييمات، 5 - 8 آلاف شخص، وبينهم ألف وخمسمائة مقاتل من أصول غير سورية. وأوضحت الصحيفة أن الحديث يدور بالدرجة الأولى عن متطوعين عرب يقاتلون في صفوف «جبهة النصرة». كما أشارت الاستخبارات الفرنسية إلى وجود عدة مئات من المرتزقة الأجانب من بريطانياوفرنسا وهولندا وبلجيكا وألمانيا واسبانيا، في صفوف المسلحين السوريين. وتابعت الصحيفة أن «سياحة الجهاد» إلى مناطق النزاعات قد لفتت انتباه استخبارات عدة دول غربية. وأعرب دبلوماسيون أوروبيون عن مخاوفهم من أن المقاتلين الذين سيعودون إلى أوروبا بعد انتهاء الأزمة في سورية، سيشكلون خطرا على أمن الأوروبيين أنفسهم. وكانت فرنسا قد أعلنت الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ أنها ستلتزم بالحظر الأوروبي المفروض على توريد الأسلحة إلى سورية، وهذا بعد أن كانت تدعو مع بريطانيا على مدى الأشهر الماضية، إلى تسليح المعارضة السورية. في سياق متصل، كشف تقرير أصدرته جامعة كلية الملك في لندن أن ما يصل إلى 600 شخصٍ ينتمون إلى 14 دولة أوروبية شاركوا بالقتال في سورية منذ بداية عام 2011، وتعد بريطانيا إحدى الساحات الأساسية ومن الدول الأوروبية المحورية بالنسبة لما يسمى الجهاديين. من جانب آخر تمكن الجيش العربي السوري من السيطرة أمس الأحد على قرية عزيزة الإستراتيجية التي تطل على أحياء في جنوب شرق مدينة حلب في شمال البلاد، بعد اشتباكات استمرت أياما، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد في بيان صباح أمس ، أن الجيش السوري تمكن من السيطرة على قرية عزيزة الإستراتيجية وعلى جسر عسان في ريف حلب، وذلك بعد اشتباكات اشتدت قبل أيام. وتقع القرية على الطريق المؤدي إلى مطار النيرب العسكري شرق مدينة حلب وعلى هضبة مرتفعة تشرف على أحياء في جنوب حلب وتبعد نحو 4 كيلومترات عن حيي المرجة والشيخ سعيد اللذين يسيطر عليهما المسلحون. وكانت المعارك في محيط القرية تصاعدت منذ خمسة أيام وقتل فيها عدد كبير من المسلحين وعناصر الجيش السوري. من جهة ثانية، نقلت وكالة الأنباء السورية أن الجيش السوري هاجم المجموعات المسلحة في أحياء طريق الباب والصاخور ومساكن هنانو في شرق مدينة حلب. وفي ريف دمشق أكمل الجيش إتمام الطوق على الغوطة الشرقية. وفي ريف حمص وحلب وإدلب استهدف الجيش تجمعات للمسلحين ما أدى إلى مقتل عدد منهم إضافة إلى تدمير سيارات مجهزة برشاشات دوشكا.