فوجئ الكثيرون في بلادنا بغياب المونولوجست اليمني فؤاد الشريف عن الساحة الفنية، وغياب عدد كبير من الفنانين الشعبيين في عدن، وأصبحت الساحة الفنية تشهد انحساراً خطيراً في الاهتمام بالفن الشعبي، وهذا مايؤكد أن الفنان الشعبي يعيش مأزقاً لا مخرج منه، إلا بالمزيد من الإبداع المتميز، وهكذا نجد فناننا المعروف فؤاد الشريف يجد نفسه في سباق لا يتعين عليه فيه أن يتجاوز سقف قدراته فحسب، وإنما يجب عليه أن يحلق عالياً ربما ليتجاوز موهبة من سبقوه من الفنانين الشعبيين وهو لا يمكن التقليل من جسامته بحال إذا تذكرنا ما أنجزه المونولوجست فؤاد الشريف في الستينات من القرن الماضي قبل الاستقلال من الاستعمار البريطاني وبعد الاستقلال، حيث ظل نجماً ساطعاً في سماء الفن الشعبي رغم الظروف الصعبة التي مر بها وهو يغني أغنيته الشعبية المشهورة: طفران ولا بيسه والبيت بالخيسه لا ايركنديشن إلا حمى النيسه وعن الهموم الاجتماعية التي يسببها القات في الأسرة اليمنية يقول المونولوجست فؤاد الشريف: يابسر القات يابجاه القات ياابو زربين هاتهم بس هات .. هات من عدن إلى لحج يصرفوا شلينات كثروا بالقات علشان التخدير حتى شرب الماء قطروه تقطير يصرفوا المئات أو ألوف شلينات ياابو زربين هاتهم بس هات .. هات وعن مشاكل المرأة اليمنية وما تعانيه من هموم ومضايقات نتيجة انطلاقها للعمل ومشاركة الرجل في بناء الوطن يقول المونولوجست اليمني فؤاد الشريف : يامحترم عيب البصوص بالله عليك يكفي بصوص بنت الرجال مش للبصوص اصله تذوب سكر عصوص عيب عيب عيب عيب البصوص شوفه مليحه مشدره تخبي الدحل بالعصفره ونخرته راس مخدره أصله تذوب سكر عصوص ومن المعروف أن المونولوجست فؤاد الشريف من الفنانين الشعبيين المألوف لديهم أن ضيق ذات اليد من صفات المثقفين فقد أطلقوا أقوالاً مأثورة لعل من أشهرها قولهم: فلان أدركته حرفة الأدب والفن؟ بمعنى انه فقير مملق، ويعود سبب فقره إلى انه فنان مثقف، وأنت عزيزي القارئ تجد في أغاني هذا الفنان الشعبي فؤاد الشريف هموم ومعاناة المجتمع في عدن منذ الستينات حتى وقتنا الحاضر وما عاناه أبناء عدن من ظلم واستبداد الاستعمار البريطاني حتى الاستقلال وقيام الدولة المستقلة. ومن المعروف أن المونولوجست فؤاد الشريف من الفنانين الذين اهتموا بتغذية الفكر وهندسة الكلمة حتى يبلغ من شدة اهتمامه انه قد ينفق مدة طويلة في دراسة الأغنية المراد تقديمها إلى الجمهور، وقد شاركه في الحان معظم أغانيه الفنان الكبير محمد مرشد ناجي .. وهكذا نجد أن المونولوجست فؤاد الشريف فنان شعبي كسب راحة الضمير، فهو يعيش في الواقع المعيشي للشعب ويقدم فناً أصيلاً صادقاً، يستجيب له الجمهور ويسعى إلى ترديد كلماته. وفناننا فؤاد الشريف لا يسمح لنزوة فنية ان تقف حائلاً بينه وبين الجماهير الواسعة.