والطفر معروض في كل عصر ومكان أما البيسه فربما هي مفردة هندية قدمت إلى الشواطىء اليمنية كماقدمت مفردة «هلله» من تركيا.. وكانت أحد اجزاء الريال بعد الثورة ولاتزال تستخدم في السعودية. المهم هذا العنوان دائماً مايذكرني بالمونولوجست اليمني الكبير.. وهو باكورة اعماله الفنية في الخمسينيات من القرن الماضي.. حيث لايزال فؤاد الشريف يتمتع بروح النكتة وبشاشة الوجه، ولقد التقيته منذ اسابيع في عدن وكان كعادته صاحب نكتة أو كما يقول المصريون ابو دم خفيف، لكثرة قفشاته ونكاته وتعليقاته الطريفة.. وكلما التقيته يذكرني بقصة الفنان الراحل حسين فقيه الذي كانت تربطنا علاقة صداقة باحد الزملاء في صنعاء وهو الشاعر عبدالصمد عبدالجبار.. وتتلخص قصة الفنان فقيه مع صاحب المنزل الأخ عبدالصمد وهو شاعر غنائي ان الأخير كان يضع اكياس اللحم في ثلاثة المطبخ وكان الفنان فقيه قبيل مغادرته المنزل عند المساء يمر عبر المطبخ ، ويضع احد الاكياس على شباك المطبخ الذي كان يطل على الشارع.. ويودعنا ويداه خاليتان قائلاً : تصبحون على خير. واستمرت هذه الحالة لفترة طويلة دون ان يعلم صاحب المنزل إلى أن حدث ذات ليلة عندما فوجىء الجميع بمن فيهم فؤاد الشريف - عودة الفنان حسين فقيه وقد رمى بكيس اللحم أمام صاحب المنزل.. قائلاً له : اللحم هذه الليلة طلع راس كبش «!». ولايزال الفنان الشريف يذكرني بهذه القصة كلما التقيته.. مترحمين على الفنان حسين فقيه الذي قدم لوطنه عصارة فنه واغانيه.. وادعو - بالمناسبة - الأخ الزميل الدكتور خالد الرويشان وزير الثقافة إلى لمسة حانية من لمساته الانسانية في الالتفاته إلى اسرة المرحوم الفنان حسين فقيه.. عندما طرحت هذه الفكرة على الفنان فؤاد الشريف علق عليها ضاحكاً.. لامانع، لكن الاحياء قبل الميتين !! قلت له : ماشاء الله احوالك طيبة.. ومعاك تلفون سيار والخير تمام..! اجاب صادحاً : طفران ولابيسه والبيت في الخليسه لا أركنديشن الاحمى النيسه تذكرت هذه الخواطر، وانا استعرض غياب البرامج الترفيهية في الفضائية اليمنية أو القناة الثانية في عدن.. واتسائل .. لماذا لايفكر القائمين عليها باستقدام المونولوجيست الفنان فؤاد الشريف وتوفير ظروف ظهوره في برنامج تلفزيوني ترفيهي اسبوعي.. فقد يضفي على المشاهدين جواً من السرور والحبور في اوقات لاتطالعنا فيه الفضائيات إلا بالحروب والدم أو في احسن الحالات باغاني بص شوف !! - اقتراح بالمناسبة كشفت المسابقات المتنوعة التي تعدها عدد غير قليل من الفضائيات العربية عن مواهب يمنية مدفونة في مختلف الفنون والابداعات.. لماذا لايكون للفضائية اليمنية سبق إعداد برنامج على المستوى الوطني لاكتشاف المواهب ويدعى إليه نخبة من كبار الفنانيين اليمنيين والعرب.. والاسماء كثيرة وعديدة بلفقيه - المرشدي- ايوب- فتحي الحارثي الابن وغيرهم ممن لديهم قدرات تقويم تلك المواهب وصقلها لانطلاقتها.. ففي ذلك احياء لجانب مهمل من ابداعات وملكات ومواهب شبابنا التي تدفن كل يوم على طريق اللامبالاة والاهمال! واخيراً اقول.. الطفر الحقيقي ليس في الفلوس، بل في الافكار والرؤى !