عقد الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية صباح أمس بالقاعة الكبرى بدار الرئاسة لقاء موسعاً مع هيئة وأعضاء مجلس الشورى . وجرى خلال اللقاء مناقشة التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية من مختلف جوانبها وذلك في إطار السير الحثيث نحو ترجمة التسوية السياسية التاريخية في اليمن وفقا لمقتضيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة . وفي هذه المناسبة تحدث الأخ الرئيس معربا عن سعادته بهذا اللقاء .. وقال «يسعدني اليوم ان ألتقي بالإخوة أعضاء مجلس الشورى وهم جميعا من القيادات المجربة والمطلعة على الواقع اليمني وملمة بالظرف العام الذي يمر به اليمن». وأشار رئيس الجمهورية الى ان هناك ثلاث أزمات سياسية واقتصادية وأمنية نشبت في وقت واحد مطلع العام الماضي 2011 مع ما تحمله هذه الأزمات الثلاث من تداعيات كل على حدة .. وقال «عندما تأتي الأزمات الثلاث في وقت واحد في أي دولة تطيح بها ونحن في اليمن الحمد لله تغلبت الحكمة وتم توافق القوى السياسية على حل الأزمة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتم التبادل السلمي للسلطة وتم التغلب على اكبر ازمة واجهت اليمن في تاريخه المعاصر . وأضاف « كانت العاصمة مقطعة أجزاء تتحكم فيها قوى سياسية معينة وخطوط الكهرباء وإمدادات النفط تتعرض للاعتداء وكانت مقطوعة وتنظيم القاعدة الإرهابي كان في أبين وأجزاء من شبوة». وشدد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في كلمته على انه ينبغي على الجميع استشعار هذا الخطر الإرهابي الشرير الذي اثر على سمعة اليمن في الداخل والخارج كما اثر على اقتصاده . ونوه بأن 34 شركة كانت تنقب عن النفط والمعادن قد تأثرت ولكننا بالمرصاد لهذا الخطر الإرهابي.. لافتا إلى الإستراتيجية الإرهابية التي يتبناها هذا التنظيم الإرهابي بالتأثير على صغار السن ويوهمهم بالوعود الذهبية الكاذبة ويفترون على الله وعليهم . وأشار الأخ الرئيس إلى أن حادث سيارة كانت مفخخة قد كشف مخططا إرهابيا خطيرا وجهنميا يستهدف تفجير سيارة في وسط مدينة كريتر بمحافظة عدن بالقرب من مقهى وسيارة أخرى تنفجر في باب اليمن في صنعاء وسيارة ثالثة في مدينة تريم يستهدف دار المصطفى . وتساءل رئيس الجمهورية بالقول « كيف لو ان هذه السيارات انفجرت في وقت واحد في هذه الأماكن المشار إليها كما كانوا يخططون كيف ستكون صورة اليمن في الخارج وفي الداخل؟ وما هو الانطباع والتصور الأول لدى كل شخص عند سماعه مثل هذا النبأ الدموي الإرهابي الفظيع». وطالب الأخ الرئيس جميع الإخوة أعضاء مجلس الشورى بكل ما لديهم من قدرات وخبرات علمية وعملية متراكمة .. كما طالب علماء الدين والأعيان وجميع المواطنين رجالا ونساء بالوقوف ضد هذه الأعمال الإرهابية الفظيعة التي باتت تأثيراتها تنعكس على أوجه الحياة الاقتصادية بكل صورها . وقال رئيس الجمهورية : « على الجميع ان يحذر ويرقب تحركات أولاده أين يذهبون وأين يعملون وكيف يتعلمون خصوصا أننا في اليمن منذ قيام الثورة سبتمبر وأكتوبر قد مر علينا نصف قرن وخضنا تجارب مختلفة ومراحل وانعطافات متعددة والى هنا يكفي وهناك أمامنا أمثلة كثيرة لا نريد ان نكون ضحية أخرى للإرهاب او العنف ولا بد من تغليب النظام والقانون وفتح صفحة جديدة ولا احد فوق القانون» . ونوه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في كلمته بالقول « اننا ذاهبون الى الحوار الوطني الشامل الذي يحمل في طياته معالجات لكل المشكلات والقضايا العالقة ونصيغ من خلال نتائجه ومخرجاته معالم اليمن الجديد والحكم الرشيد المرتكز على الحرية والعدالة والمساواة ويحافظ على امن واستقرار ووحدة اليمن ونلج مرحلة جديدة تواكب القرن الحادي والعشرين بكل متطلباته التكنولوجية» . وأكد «إننا نعيش عصر المعلومات ولم يعد اليوم شيء يخفى كما لم يعد للكذب مكانا ، الناس أصبحت تعرف كل شيء من خلال تكنولوجيا المعلومات الحديثة». وشدد الأخ الرئيس في ختام كلمته على ضرورة على أن يتحمل الجميع في مختلف مواقع العمل المسئولية لإنجاح هذه المرحلة وتجاوز كل المصاعب والعراقيل والتعاون في كل ما يهم قضايا الأمن والسكينة العامة للمجتمع حتى نصل جميعا إلى شهر فبراير من 2014 للانتخابات القادمة ونحن عازمون بكل ما نمتلك من إصرار وقوة على تحقيق ذلك . وكان رئيس مجلس الشورى عبدالرحمن محمد علي عثمان قد ألقى كلمة ترحيبية قال فيها : «بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الإخوة والأخوات أعضاء مجلس الشورى .. الحاضرون جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أود أن اعبر باسم أعضاء مجلس الشورى عن بالغ الشكر والتقدير للأخ الرئيس الذي أتاح فرصة هذا اللقاء مع أعضاء المجلس والذي يأتي في ظل انجازات مهمة تحققت خلال الفترة الماضية من عمر المرحلة الانتقالية وكان لها الأثر الواضح في استقرار الوضع السياسي والأمني وفي تجاوز كم هائل من التحديات والصعوبات الميدانية متعددة الأبعاد. وإننا في مجلس الشورى نقدر عاليا الجهود الاستثنائية التي بذلتموها من موقعكم كرئيس منتخب للبلاد حظي ولا يزال بقاعدة راسخة من الاجماع الوطني من اجل المضي بثبات في طريق تنفيذ اتفاق التسوية السياسية ممثلا بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة. وكنا ومازلنا في المجلس ندرك جيدا حجم التحديات والصعوبات التي لا تزال أمامكم وأمام الحكومة وأمام هذا الوطن .. لكن ثقتنا لا حدود لها بحكمة اليمنيين وبقدرتهم على تجاوز الصعاب وحرصهم على استغلال الفرصة التاريخية النادرة التي أتيحت أمامهم ولاحت لهم في أفق حالك السواد وظروف كادت ان تقودهم إلى أتون الاقتتال والفوضى والانهيار. وقال مخاطبا الأخ الرئيس أن إخوانكم أعضاء مجلس الشورى حريصون كل الحرص على أن يكونوا في طليعة الجهد الوطني الذي تقودونه من اجل العبور باليمن إلى مستقبل مستقر وآمن ومزدهر والى دولة مدنية حديثة تعبر عن تطلعات هذا الشعب وتعيد تنظيم قواه المبعثرة وتؤمن له بيئة ملائمة للإنجاز والإبداع والنهوض الحضاري. لقد انشغل المجلس خلال الفترة الماضية بالقضايا الأساسية التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفي المقدمة منها مؤتمر الحوار الوطني الشامل والعدالة الانتقالية ووقف أمام أولويات المرحلة . وان وقوف المجلس أمام تلك القضايا قد جاء امتدادا لجهد لم ينقطع وتفاعل لم يفتر مع مجريات واستحقاقات المرحلة الانتقالية وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية التي انخرط خلالها أعضاء مجلس الشورى كما قد علمتم في مهمة التهيئة والتحشيد لانعقاد ذلك الاستحقاق الانتخابي المهم وإنجاحه . وما من دافع لأعضاء المجلس فيما أنجزوه سوى الشعور بالمسئولية الوطنية التي تمليها عليهم هذه المرحلة الحساسة من تاريخ اليمن .. ووعيهم بدور المجلس كمؤسسة دستورية وغرفة أخرى في المؤسسة التشريعية وحرصهم على إنجاح هذه الصيغة الرائعة من التسوية السلمية للازمة السياسية التي عصفت بالوطن خلال العام الماضي وأسس بها اليمنيون نموذجا يحتذى به في تغليب منطق السلام على منطق العنف ومنطق النظام على منطق الفوضى. يا فخامة الأخ الرئيس: إن مجلس الشورى يتطلع إلى أن ينخرط اليمنيون في اقرب وقت ممكن في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المرتقب الذي يمثل أهم محطة في مسيرة التسوية السياسية لان انعقاد هذا المؤتمر وشروعه في مناقشة القضايا التي سترفعها إليه اللجنة التحضيرية للحوار يعني أن هذا الشعب قد اختار الطريق الصحيح وانه يقترب من نهاية النفق لان الأمة لا تجتمع حين تجتمع الا لكي تنتصر للحق ولتمحق الباطل بكل صورة وأشكاله. والمجلس يضع كل إمكانياته المتاحة بين أيديكم ويأمل بما سيقدمه من جهود في إنجاح هذا المؤتمر وبلوغ أهدافه المنشودة بإذن الله تعالى . ونؤكد لكم يا فخامة الأخ الرئيس ان مجلس الشورى لن يألو جهدا في القيام بدوره وفي إسناد الجهود المشكورة التي تبذلونها ودعم كل الخيارات التي تقود الى مرفأ الأمن والسلام والاستقرار والازدهار في هذا الوطن الكريم. وأخيرا لا يفوتني ان اعبر لكم عن أحر التهاني بنجاح مؤتمر المانحين لليمن الذي عقد مؤخرا في الرياض بالتزامن مع أجواء مناسبة وطنية غالية هي اليوبيل الذهبي للثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر . كل عام وانتم والشعب اليمني بخير وتقدم وسؤدد .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» وقد فتح الأخ الرئيس باب النقاش حيث تحدث العديد من الإخوة أعضاء مجلس الشورى تناولوا فيها عددا من القضايا والموضوعات بشتى جوانبها ومستوياتها وقد عبرت جميعها عن المساندة الكاملة للأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وتأييدها له في كل قراراته وإجراءاته سواء التي تمت أم التي ستتخذ مستقبلا وذلك في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة متحدثين عن النجاحات التي تمت وجنبت اليمن ويلات الحرب الأهلية والانقسام والتشظي . كما أشادت بحكمة وحنكة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي .. مشددين على ان المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة قد مثلت المخرج الأفضل والمشرف وعلى الجميع احترام هذه المسئولية باعتبارها مسئولية وطنية وتاريخية سيحاسب الجميع على كيفية التعاطي مع ذلك .. منوهين بأن اليمن بحكمته قد تجاوز الكثير من الصعوبات والعقبات التي كانت ماثلة أمام تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة متمنين جميعا للأخ الرئيس التوفيق والنجاح في هذه المهمة الوطنية الجسيمة وتعهدوا بان يكون المجلس عونا وسندا للأخ الرئيس حتى تحقيق الأهداف المرجوة. حضر اللقاء مستشار رئيس الجمهورية عبدالله احمد غانم ونائبا رئيس المجلس محسن العلفي وعبدالله البار .