فيما تحتدم المعارك في عدد من المدن والبلدات سورية بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة لاسيما في ريف دمشق وحلب وريفها، يقول مراقبون أن المقاتلين الإسلاميين باتوا يشكلون الجسد الأبرز للمعارضة السورية المسلحة بعد تدفق مئات «المجاهدين» للحرب ضد الجيش السوري. في هذه الأثناء كشف مصدر عسكري سوري أن تعليمات القيادة العليا للجيش السوري تشدد على القوات العسكرية على مسألة إلقاء القبض على المقاتلين العرب والأجانب بأي شكل دون قتلهم والحرص على عدم تصفيتهم خلال الاشتباكات. المصدر أكد أن الجيش السوري وتحديداً قوات الفرقة الرابعة ألقت خلال شهر أغسطس الماضي سبتمبر الجاري القبض على عشرات المقاتلين العرب والأجانب جرى احتجازهم في السجون بعيداً عن المقاتلين السوريين المعتقلين،وقال المصدر أيضاً أن النسبة الأكبر من المقاتلين العرب تونسيون يليهم المقاتلون الليبيون ثم السعوديون والكويتيون والجزائريون كما تم القبض على مقاتلين باكستانيين ومقاتلين من دول آسيوية إسلامية. وحسب ما ذكرت الأنباء فإن السلطات السورية تسعى جاهدة قدر الإمكان للإمساك بالمقاتلين العرب دون قتلهم والاحتفاظ بهم ليكونوا دليلاً مادياً أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة على أن دمشق تقاتل جهاديين أصوليين بالدرجة الأولى خلال مواجهات الجيش السوري مع المعارضة المسلحة. المصدر العسكري كشف أيضاً أن الجيش السوري يستفيد من هجمات مباغتة يشنها على معاقل مسلحي المعارضة فيهرب المقاتلون السوريون داخل الأحياء والأزقة فيما يفشل قسم من المقاتلين العرب والأجانب في الفرار والتخفي عن جنود الجيش السوري لقلة معرفتهم بالجغرافية المحلية داخل الأحياء السكنية مما يسهّل إلقاء القبض عليهم. لكن المصدر اعترف أيضاً بمقدرات قتالية عالية لدى المقاتلين الأصوليين العرب والأجانب تفوق مهارة المسلحين السوريين، ويعزو المصدر هذه المهارات القتالية إلى أن أغلب هؤلاء شاركوا سابقاً في حروب خاضتها الجماعات والتنظيمات الأصولية التي ينتمون إليها ضد أنظمة عربية لا سيما في الجزائر وليبيا والعراق وتونس ومصر وغيرها، كما أنهم تلقوا تدريبات في معسكرات خاصة قبل مجيئهم إلى ساحة «الجهاد» السورية حسب قوله. إلى ذلك ذكرت الأنباء أن أربعة ممن قالت أنهم أخطر القياديين في صفوف الجماعات المسلحة كانوا قد قتلوا خلال الاشتباكات العنيفة التي جرت بين الجيش السوري ومقاتلي الجيش الحر في مركز البحوث بمحافظة حلب، الشيخ عبدالقهار الملقب أبو عمر الباكستاني 47 عاماً وهو باكستاني الجنسية، وطه عبد الرحمن الملقب أبو خليل المغربي 42 عاماً وهو مغربي الجنسية، وإسماعيل المرزوقي الملقب أبو بلال التونسي 45 عاماً وهو تونسي الجنسية، وعبيدة المانعي الملقب أبو الوليد 25 عاماً يمني الجنسية.