أصدرت الديوان الاميري الكويتيي أمس الأول الخميس بيانا نادرا يحث على طاعة الأمير وذلك بعد سلسلة من تجمعات المعارضة ومظاهرة حاشدة في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وتشهد الكويت مظاهرات بصفة منتظمة منذ العام الماضي بسبب الصراع بين الحكومة وبرلمان شكل فيه أعضاء إسلاميون وعشائريون تكتلا للمعارضة يحظى بأغلبية. وارتفعت أصوات كويتية كثيرة تطالب بوقف حالة الفوضى التي تسيء إلى صورة البلاد وتهدد استقرارها. وزادت التوترات بعد ان حل الشيخ صباح الأحمد الصباح البرلمان الأسبوع الماضي. وتقول شخصيات معارضة إنها تخشى أن تحاول الحكومة إقرار قوانين انتخابية جديدة قد تضعف من فرص حصول الاخوان المسلمين على المقاعد التي يحتلونها في البرلمان في انتخابات ستجرى في وقت لاحق من هذا العام. وقال مراقبون محليون إن إخوان الكويت يطبقون تكتيكات إخوان مصر وتونس واليمن خلال معارضتهم لنظامي مبارك وبن علي، عبر التحرك الإعلامي وتشويه صورة النظام، وتوظيف المنظمات المدنية الأجنبية التي تتصيد الأخطاء لتضخمها واللجوء لتجييش الشارع من اجل التغيير. ويقول هؤلاء المراقبون إن إخوان الكويت، الذين يحلمون بالانقضاض على السلطة كما فعل إخوان مصر وتونس وهو مايسعى اليه حاليا اخوان اليمن، لا يهمهم ما يمكن أن يلحق صورة الكويت ومصالحها من أذى عبر الاحتجاجات الأخيرة، فالمهم هو مصالحهم، ومصالح التنظيم السري العابر للدول الذي يبايعونه «التنظيم العالمي للإخوان». وقال بيان مجلس أسرة الصباح الذي نقلته النشرة الانكليزية لوكالة الأنباء الكويتية "يود معالي ولي العهد بصفته رئيسا للمجلس ... أن يؤكد حق السمع والطاعة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد». واستشهد البيان بآية من القرآن تحث المؤمنين على طاعة الله والرسول «وأولي الأمر منكم». وقال مسؤول بوزارة الداخلية الكويتية إن السلطات ألقت القبض على اثنين من السياسيين المعارضين الخميس واستجوبت ثالثا بعد إدلائهم بتصريحات اعتبر أنها تنتقد أمير البلاد. وجاءت تعليقات أعضاء البرلمان السابقين أثناء مظاهرة قادتها المعارضة وشارك فيها نحو خمسة آلاف شخص الاثنين حيث اشتبك كويتيون في وقت لاحق مع شرطة مكافحة الشغب. وكان السياسيون الثلاثة تحدثوا أيضا في تجمعات أخرى للمعارضة قبل مظاهرة الاثنين بشأن قواعد تصويت ستطبق في انتخابات برلمانية من المتوقع أن تجرى في وقت لاحق من العام الجاري. ولم يتضح على الفور أي التصريحات اعتبر غير قانوني. وقال المسؤول بوزارة الداخلية إن عضوي البرلمان السابقين بدر الداهوم وفلاح الصواغ احتجزا لدى الشرطة. واستدعت النيابة النائب السابق خالد الطاحوس للاستجواب. ورغم ذلك لم يتم القبض على مسلم البراك أحد الشخصيات الاخوانية البارزة في المعارضة. ووجه البراك نداء مباشرا إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الاثنين يطلب منه فيه تجنب "الحكم الفردي». وقال بيان مجلس اسرة الصباح "يؤكد مجلس أسرة آل الصباح ان ما يتم تداوله من موضوعات هي شأن خاص للأسرة الحاكمة ومن ثم فهي ليست قابلة للنشر أو التداول بأي طريق كان.» وكان البيان يشير إلى تقارير في وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة تفيد أن أعضاء في الأسرة الحاكمة قدموا "مذكرة" إلى الأمير. ولكنه لم يذكر اي تفاصيل. وأصدرت وكالة الأنباء الكويتية نسختين باللغتين الإنكليزية والعربية لتقريرها. وجاء في النص العربي "بهذه المناسبة يؤكد سمو ولي العهد رئيس مجلس اسرة آل الصباح بأن المجلس يترسم خطواته بتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى كما يقف خلف سموه في كل ما من شأنه تحقيق صالح الوطن والمواطنين».