أكد الكاتب الأمريكى البارز توماس فريدمان، بصحيفة نيويورك تايمز أن الإخوان المسلمين بحاجة إلى أن يعرفوا أن الديمقراطية ليست مجرد الفوز فى الانتخابات وإنما هي ثقافة إدماج الآخرين والحوار السلمي. وأشار في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز إلى أن القادة يكتسبون احترام معارضيهم من خلال التوصل إلى حلول وسط معهم. وشدد فريدمان على أن مصر تحتاج، أكثر من أي شيء آخر، إلى تطوير ثقافة الحوار والاختلاف السلمي المحترم، بدلا من إلقاء الحجارة أو المقاطعة أو حتى انتظار دعم الأمريكان. وقال فريدمان: «إن إجراء انتخابات دون إجراء حوار فعال بين مختلف فصائل المجتمع يشبه جهاز كمبيوتر دون سوف وير». وتابع فريدمان:«على نقيض الهند، التي تخطو بقوة باتجاه الديمقراطية، والتي شهدت قبل ثلاثة أسابيع تعيين مسئول مسلم، كرئيس لجهاز الاستخبارات الداخلية، فإن مصر ضلت عن طريق الديمقراطية فبدلا من أن تمنح لمواطنيها حقوقهم وتمكنهم من مختلف المناصب بعيدا عن ديانتهم أو انتماءاتهم، فإن الإخوان المسلمين والجيش عقدوا صفقتهم لضمان بقاء كل منهم فى السلطة إلى أجل غير مسمى ليعود الشعب مرة أخرى إلى مقعد المتفرج». وقال فريدمان، «تم تعيين سيد آصف إبراهيم، مديرا لمكتب الاستخبارات الهندي في بلد ذي أغلبية من الهندوس وأكبر تهديد يواجهها هو عنف المتطرفين الإسلاميين. لكن ما حدث هو تطور لتمكين الأقليات». وأشار إلى أن رئيس الوزراء الهندي ورئيس الأركان من السيخ، فيما أن كلا من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ورئيس المحكمة العليا مسلمون. وهذه الأمور بمثابة تعيين قبطي رئيسا للأركان في الجيش المصري، الشيء الذي قد يراه البعض في مصر أنه مناف للعقل. ويرى الكاتب الأمريكي أن مصر تسير سريعا على خطى باكستان، فكل محاولات إرساء الديمقراطية منذ الثورة التى أطاحت بمبارك فشلت، وعقب سقوط مبارك وصعود «الإخوان» للسلطة تم دفع الجيش إلى ثكناته، لكن يبدو أن جنرالات مصر اضطروا إلى عقد صفقة لحماية مصالحهم الاقتصادية الضخمة التي كونوها على مدار السنوات ال 60 الماضية. ونقل فريدمان عن لارى ديموند، خبير الديمقراطية بجامعة ستانفورد قوله: «عندما أطاح الحزب السياسي الأكبر فى الهند بالاستعمار فإنه كان أكثر الأحزاب تعددا للأعراق وكان يتمتع بعقلية ديمقراطية شاملة حيث ناضل من أجل الاستقلال فى القرن ال 20. بينما فى حالة مصر فإنه بسقوط مبارك برزت جماعة الإخوان التي تمثل حزبا دينيا فقط ذا أصول عميقة الاستبداد». ويقارن ديموند، مؤلف كتاب «روح الديمقراطية: النضال لبناء مجتمعات حرة» بين الورثة السياسيين للزعيم الهندي مهاتما غاندي وورثة سيد قطب. ويشير إلى أن نهرو لم يكن قديسا لكنه سعى للحفاظ على روح التسامح والتوافق واحترام القواعد والقانون، وعلى النقيض، أضاف ديموند، فإن قادة «الإخوان» المتشددين، الذين سيطروا على مقعد السائق عقب الثورة، همشوا المعتدلين داخل جماعتهم، واستولوا على سلطات استثنائية واعتدوا على منافسيهم فى الشوارع والآن يسعون إلى فرض دستور يفتقر للإجماع، على رقاب شريحة واسعة من المجتمع المصري تشعر بالظلم والاستبعاد.