رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن مصر تنتظر قنبلة موقوتة ستنفجر عندما تقوم المحكمة الجنائية بإصدار حكمها ضد 52 من المتهمين فيما عرف إعلاميًا بمذبحة بورسعيد التي حدثت العام الماضي وراح ضحيتها أكثر من 74 قتيلا معظمهم من مشجعي النادي الأهلي. وقالت الصحيفة إن الحكم الذي تنتظره مصر من المؤكد أنه سيرضي أحد الطرفين ولكنه سيغضب الآخر. وأوضحت الصحيفة أن الحكم الذي صدر في ال28 من يناير الماضي بإحالة أوراق 21 متهما من أهالي بورسعيد للمفتي ( الحكم بالإعدام ) أثار تمرد المدينة بعد أن رأى سكانها أن هذا الحكم غير عادل وأتى وسط ضغوطات سياسية. وأكدت الصحيفة أن الأحكام المقرر صدورها اليوم ستدفع إلى مزيد من الاحتجاجات في بورسعيد، وفي المقابل تعهد مشجعو النادي الأهلي المعروفون «بالألتراس» بموجة أشد من الاضطرابات إذا أتت الأحكام مخففة. الشارع يفضح حجج أنصار «مرسي» تحت عنوان «الشارع يفضح حجج أنصار «مرسي»، قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية:» لان الرئيس «محمد مرسي» وأنصاره من جماعة الإخوان المسلمين كانوا يعزون احتجاجات القاهرة إلى أنه تحريض من النُخب السياسية المعارضة. ولكن هذا الاتهام لم يعد فعالًا بعد انتشار الاضطرابات والمظاهرات ضد النظام في معظم محافظات مصر من مدن قناة السويس حتى محافظات الدلتا». ولفتت الصحيفة إلى أن المظاهرات التي ابتعدت بعض الشيء عن العاصمة المصرية «القاهرة» وانطلقت إلى المدن الصناعية تشير إلى اتساع نطاق الغضب الذي من الممكن أن يعصف بالرئيس الإسلامي «محمد مرسي» من فوق كرسي الحكم بعد أشهر قليلة من اعتلائه. وقالت الصحيفة أن مدينة المنصورة انتفضت ضد النظام الذي بات يستخدم الشرطة كأداة من أدوات القمع ليتشابه الرئيس «مرسي» بسالفه «مبارك» في قمع وكبح جماع المعارضة. من جانبه، قال الناشط «إبراهيم فادلوم» إن شرعية الرئيس «مرسي» تتآكل بعد سعيه لجعل البلد بأكلمها تابعة للإخوان، ونحن بعد اليوم لم نعد نعترف به كرئيس للبلاد. وأضافت الصحيفة أن سلسلة التظاهرات بدأت تأخذ طابع التضامن، حيث أتت احتجاجات المنصورة تضامنًا مع الغضب المنفجر في بورسعيد بسبب ما يقولون أنه محاولة من جانب الرئيس «مرسي» للسيطرة على المؤسسات الحكومية بدلًا من تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها. وانتهت الصحيفة قائلة:لا إن الشعب المصري لم يعد يمتلك أي حلول للخروج من أزمة الحكم سوى استخدام الشارع للاحتجاجات والتظاهرات ضد النظام وضد قمع الشرطة والتخلص من هيمنة الإسلاميين». انتقادات بإيران على تأبين نجاد لشافيز تسببت رسالة تأبين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لصديقه الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز في عاصفة سياسية بإيران وانتقادات حادة لنجاد، بينما اُثيرت شكوك حول ما إذا كان البلدان سيستمران في تحالفهما القوي بعد غياب شافيز. وذكرت صحيفة «وول ستريت » الأميركية أمس أن نجاد أعلن الحداد الوطني لمدة يوم بإيران على وفاة شافيز ووجه في موقعه الإلكتروني رسالة تعزية للشعب الفنزويلي، قال فيها إن شافيز سيُبعث مع عيسى المسيح عليه السلام والإمام المهدي لإنقاذ البشرية ونشر العدل في العالم. وقال نجاد أيضا إن شافيز كان الملجأ العاطفي لكل الثوريين والمتطلعين للحرية في المنطقة والعالم و»إن روحه المقدسة وأفكاره الطاهرة ستسطع من السماء وتقود البشرية نحو الكرامة والعدل». وأضاف أن شافيز «شهيد» توفي في ظروف غامضة، مرددا ما قاله نيكولاس مادورو نائب الرئيس الفنزويلي بأن الولاياتالمتحدة مسؤولة عن مرض شافيز. واجتذب ما قاله نجاد إدانات واسعة من مسؤولين إيرانيين ورجال دين ومواطنين عاديين حيث تم نشر التعزية على الصفحات الأولى بصحف إيران. واتهم بعض كبار رجال الدين نجاد علنا باقتراف الحرام نظرا إلى أن قضية عودة الأرواح غير الخالدة مع الإمام المهدي يوم القيامة من النادر مناقشتها حتى في دوائر فقهاء الشيعة الكبار. وقال رجل الدين الإيرانيحجة الإسلام محسن غاراطي «من أنت حتى تقول مثل هذه الأشياء؟ هذا يوضح إلى أي مدى يمكن أن يذهب الإنسان عندما يتخلى عن الدين وكتاب الله». ووزع كثير من الإيرانيين العاديين عبارات السخرية والنكات التي تصف شافيز الاشتراكي ب «الشهيد الإسلامي». واعتبر عدد من البرلمانيين الإيرانيين رد فعل نجاد على وفاة شافيز موقفا سياسيا يهدف إلى إثارة التوتر وسط المجموعات السياسية المنقسمة بالبلاد. يذكر أن إيران وفنزويلا لا يجمعهما الكثير. فليس بينهما حدود جغرافية، ولا روابط دينية أو ثقافية أو تاريخية، لكنهما دولتان منتجتان للنفط خلقتا علاقات سياسية بينهما على قاعدة «العداء للغرب والإمبريالية». وانتعشت علاقاتهما الثنائية خلال رئاسة نجاد التي استغرقت ثمانية أعوام مع زيارة كل من الرئيسين للبلد الآخر ست مرات. واستثمرت إيران مليارات الدولارات بفنزويلا في مشروعات حكومية مشتركة وخاصة، مثل إقامة بنك مشترك، ومصانع لإنتاج الشاحنات، ومشروعات لبناء المساكن، في حين سعى شافيز لتقريب إيران من دول أميركا اللاتينية الأخرى مثل بوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا. وكان نجاد وشافيز يعاملان كل منهما الآخر كالأشقاء ويحييان بعضهما بحرارة ويتبادلان النكات. وسبق لنجاد أن أخذ شافيز عام 2009 إلى مدينة مشهد ليزور ضريح الإمام الرضا الذي لا يُسمح لغير المسلمين بدخوله. وبالنسبة لإيران فإن رحيل شافيز يهدد العلاقات القوية التي اُقامتها بعناية مع أحد الحلفاء القليلين وبوابتها إلى أميركا اللاتينية.