ودعت فنزويلا الرئيس هوجو تشافيز الذي توفي امس الثلاثا بعد صراع مع السرطان. وتوفي تشافيز (58 عاما) بعد معركته مع السرطان التي استمرت عامين خضع خلالها لأربع عمليات جراحية في كوبا منذ اكتشاف المرض للمرة الأولى في منطقة الحوض في منتصف عام 2011. ثم عانى من مضاعفات منذ ان أجريت له آخر عملية في 11 من ديسمبر كانون الأول ولم يظهر علانية منذ ذلك الحين . وأعلن وزيرالخارجية الفنزويلي الياس خاوا ان جثمان الرئيس هوغو تشافيز سيعرض اعتبارا من اليوم الاربعاء في قاعة الاكاديمية العسكرية في كراكاس قبل تشييعه في مراسم وطنية الجمعة في . واعلن الحداد الوطني لمدة سبعة ايام . وقال مادورو في كلمة من خلال التلفزيون "في لحظة ألم هائل غلف الوطن في هذه المأساة التاريخية ندعو كل المواطنين الى اليقظة للحفاظ على السلام والحب والاحترام والهدوء . وندعو شعبنا الى ان يترجم هذا الالم الى سلام ." السيرة الذاتية لزعيم الثورة البوليفارية.. هوجو تشافيز ولد هوجو تشافيز الرئيس الفنزويلي الواحد بعد الستين عام 1954 لعائلة متوسطة، وواصل تعليمه في الأكاديمية العسكرية بفنزويلا قبل أن يلتحق بجامعة سيمون بوليفار في كاراكاس. وفي عام 1992، أنشأ ما أسماها بالثورة البوليفارية، المستلهمة من سيمون بوليفار، زعيم استقلال أمريكا اللاتينية، حيث قام بمحاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس اندريس بيريز ليقضي إثر ذلك سنتين في السجن. وبعد الافراج عنه عام 1994، قام ببعث حزب سياسي "حركة الجمهورية الخامسة" والذي مثل نسخة مدنية للحركة الثورية التي كان قد أسسها قبل سنتين من ذلك ليترشح عام 1998 للانتخابات الرئاسية. وفي العام 1999 اصبح تشافيز رئيسا للبلاد في 2 فبراير/ شباط. وعرف بحكومته ذات السلطة الديمقراطية الاشتراكية واشتهر بمناداته بتكامل أمريكا اللاتينية السياسي والاقتصادي مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الشديد لأنصار العولمة من الليبراليين الحديثين وللسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية. وفي العام 1999، وبعد اجراء استفتاء، صوت الشعب لصالحه ب92 في المئة من الاصوات، تم انشاء مجلس تاسيسي أوكلت له مهمة كتابة دستور جديد ليعوض بذلك دستور 1961. وفي سنة 2000، أعيد انتخاب شافيز رئيسا للجمهورية التي باتت تسمى جمهورية فنزويلا البوليفارية غير ان تدهور اسعار النفط في 2001 ادى الى اندلاع ازمة اقتصادية كبيرة في البلاد. واتخذ تشافيز اجراءات لايجاد حلول للازمة الاقتصادية منها تبني اصلاحات زراعية وتاميم قطاع النفط والاستحواذ على مساحات شاسعة من الاراضي الساحلية أدت الى موجة غضب عارمة في صفوف قطاع واسع من السكان. من جانبهم دعت المعارضة وارباب العمل الى شن سلسلة من الاضرابات ما ادى الى تعميق الازمة التي ادت اثر ذلك الى محاولة الانقلاب ضد نظام تشافيز في 2002 غير أن أنصار الرئيس اعادوه الى الحكم في غضون ساعات معدودات. ومكنت ثورة تشافيز الالاف من الفنزوليين من الحصول على التعليم والتمتع بالخدمات الصحية وتأمين مصدر العيش. كما تقلصت نسبة الفقر بشكل كبير رغم تواصل ظاهرة التفاوت الطبقي وتواصل ضعف الاقتصاد الفنزويلي الذي يعتمد كليا على النفط. اما دوليا، فقد تاثرت علاقات تشافيز بفكرة مهيمنة واحدة وهي العداء للولايات المتحدةالامريكية. وعُرف بعلاقته المميزة بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والزعيم الليبي السابق معمر القذافي والرئيس الكوبي السابق فيديل كاسترو، حيث كان تشافيز يسعى الى تكوين ما اسماه "محور الخير" لخلق "قوة مضادة للإمبريالية الامريكية" كما كان يقول. وكان تشافيز يسعى في كل قمة لاتحاد دول جنوبأمريكا الى الدعوة إلى تحقيق اكتفاء ذاتي لهذه الدول، حيث قام باحياء مشاريع تنموية مشتركة وصندوق مالي مشترك لتمويل المشاريع للتخلص من هيمنة صندوق النقد والبنك الدوليين. كما كان يدعو إلى انشاء عملة مشتركة لتحقيق الاستقرار المالي في المنطقة. لكن أصعب صراع في حياة الزعيم كان صراعه مع السرطان الذي اكتُشف في صيف 2011. وخضع تشافيز لعدد من العمليات الجراحية في كوبا ودورات علاج كيميائي. وأثار غياب تشافيز عن شاشات التلفاز منذ عمليته الأخيرة في كوبا إشاعات متضاربة وأدى إلى مظاهرات مطلع مارس/ آذار سواء لدعم تشافيز، أو ضده من المعارضة التي طالبت بكشف الحقيقة عن صحة الرئيس وقدرته على حكم البلاد. ولم يمنع المرض تشافيز من الترشح الى الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة في 2012. ونجح في كسب الرهان مرة أخرى بفوزه في انتخابات 2012 ليبقى أربع سنوات اضافية. وفي الخامس من مارس/ آذار 2013 توفي الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز بعد معركته مع السرطان، ما يعد خسارة للملايين من محبيه الذين كانوا يعشقون حضوره الطاغي ومناهضته للسياسات الأمريكية . المصدر روسيا اليوم +وكالات