طبرق مدينة ساحلية ليبية تبعد عن العاصمة طرابلس بمسافة تقدر ب1500 كيلو متر شرقا، وهي شبه جزيرة تحيط بالبحرالمتوسط لمسافة 8 كم تقريبا. وهي تقابل جزيرة كريت تماما من الجهة الأوروبية. تحوي ميناء طبرق البحري. وتتميز بالمناظر الطبيعية البحرية وهضاب وخلجان. كانت مدينة طبرق تبعد عن مدينة بنغازي حوالي 470 كم عبر الطريق الساحلي الليبي، ولكن هذه المسافة تم اختصارها إلى 450 كم بعد تعبيد طريق الخروبة- التميمي الصحراوي، كما تم تقليص المسافة بينها وبين أجدابيا من 620 إلى حوالي 410 بعد تعبيد طريق طبرق-أجدابيا. تعتبر طبرق بوابة ليبيا الشرقية حيث تبعد عن الحدود المصرية بمسافة 150 كم، وهي بذلك مركز تجاري. والآن تعد لكي تكون منطقة حرة. لكنها رغم ذلك تعاني من أن مياهها الجوفية مالحة ولا تصلح للشرب، ولذلك أقيم فيها محطات لغرض تحلية المياه. والان محطة تحلية اضافية تحت الإنشاء أكبر محطة في الشرق الأوسط بالطاقة النووية. يقع بها مسجد العتيق الذي شيد عام 1880 وهو أحد أقدم المساجد في المنطقة أزيل موخرا، وأقيم في مكانه مسجد طبرق العتيق الجديد القائم حاليا. أصل التسمية هو شبة الجزيرة المارماريكية أو إقليم مارماريكي الذي أشار إليه الجغرافي كلاوديوس بطوليميوس، وهي تحريف للتسمية الإغريقية أنتِپرقوس وتعنى المقابلة لبيرجوس وهي مدينة في جزيرة كريت. ويجدر الذكر هنا أن هذه المدينة شيدت قبل عهد الاستيطان الإغريقي لليبيا ثم جاء الإغريق وانشؤوا فيها حضارة أخرى مدينة «أنتِپرقوس « بجانب مصفاة طبرق وقامت عليها حضارات قديمة منها الملكة بردية بعد عهد سليمان علية السلام. ووجد العلماء اسماً لقبيلة ليبية حكمت مصر في أحد نقوش المعابد في حضارة وادي النيل كانت تسكن منطقة طبرق الآن، ويوجد بها العديد من الآثار الإغريقية والرومانية والإسلامية داخل وخارج المدينة. في العهود القديمة كان الحجاج من ليبيين وإغريق يتجمعون في طبرق من كل أنحاء العالم القديم، ثم يرحلون برا عبر الجغبوب إلى سيوة Ammonum الذي اتحدت عبادته مع الإله الإغريقي وأصبح يطلق عليه زيوس - آمون إلهاً مشتركاً لليبيين والإغريق وفي العهد التركي صارت طبرق مديرية، وشيدت بها قلعة دفاعية أطلق عليها اسم " الناظورة " لأنها أعلى مكان في المنطقة، ووقعت عندها معركة شهيرة ضد الغزاة الإيطاليين"الحرب العثمانية الإيطالية" كما شيد بها قصر مقر المديرية هدم مؤخراً، ولم يعد له من أثر. كما شيد بطبرق عام 1880 مسجد جامع، أزيل هو الآخر موخرا، واقيم في مكانه مسجد طبرق العتيق القائم حالياً، وفي عام 1897 جاءت هجرة من كريت إلى طبرق، حينما نقلت السلطات التركية عدداً من العائلات المسلمة إلى بعض المدن الليبية لإنقاذها من الاضطهاد الصليبي.