بانياس أو بانياس الساحل كما تسمى تمييزا لها عن بانياس الجولان هي مدينة ساحلية سورية تطل على البحر الأبيض المتوسط وتتبع محافظة طرطوس، وهي المركز الإداري لمنطقة بانياس. وهي تمتاز بتركيبة طائفية متنوعة تشمل المسلمين السنة والعلوية والمسيحية. يجري عبر المدينة نهر بانياس كما يتدفَق قربها نهر السن، ويوجد فيها عدد من المواقع الأثرية المهمة، منها قلعة المرقب وبرج الصبي وخان بيت جبور، ويجعل منها ذلك مدينة سياحية مهمة، حيث يتوافد إليها ما يربو على عشرة آلاف سائح سنوياً من مختلف أنحاء العالم. كما حظيت المدينة خلال العقود الأخيرة بأهمية اقتصادية كبيرة، من جهة لموقعها على ساحل البحر المتوسط وأهمية مينائها في استقبال السفن التجارية التي تتوافد إلى المنطقة، ومن جهة أخرى لبناء عددٍ من المنشآت الصناعية البارزة فيها، أهمها على الإطلاق مصفاة النفط الأكبر في سوريا ومحطة لتوليد الكهرباء هي واحدة من خمس محطات تمد كامل سوريا بالطاقة الكهربائية، إلا أن المدينة تواجه مشكلةً حادَّة في التلوث المائي والهوائي نتيجةً لعمل هذه المنشآت الصناعية. ذكرت مدينة بانياس منذ القدم في السجلات التاريخية، وقد اكتشفت فيها العدد من الآثار المهمة، ويعتقد أن تاريخها يعود إلى حقبة ما قبل التاريخ. اكتسب موقعها أهمية خلال العصور الوسطى لقربها من قلعة المرقب، حيث دارت في محيطها عدة معارك بين المسلمين والصليبيّين للسيطرة على القلعة التي كانت قد سقطت خلال الحملة الصليبية الأولى، ولم يستعدها المسلمون حتى سنة 1285م عندما فتحها السلطان قلاوون. شهدت المدينة توسعا كبيرا في العصر الحديث، واكتسبت أهمية اقتصادية كبيرة، وقد كانت أحد المراكز الأولى التي انطلقت منها الثورة السورية في مطلع سنة 2011، ما أدى إلى حصار واجتياح الجيش النظامي لها فيما بعد، ولا زالت تعيش المدينة تحت طوقٍ أمني مشدد منذ ذلك الحين. يعتقد أن تاريخ مدينة بانياس يعود إلى حقبة ما قبل التاريخ. كانت فيما مضى مدينة فينقية تتبع مملكة أرواد، حيث مثلت في ذلك العصر ميناءً بحرياً مهما. عُرِفت المدينة في العهد الإغريقي باسم بالانيا، ثم تغيَّر اسمها فيما بعد إلى بلنياس، أي الحمامات (وقد عثر بالفعل على عدد من الحمامات الأثرية قرب منبع نهر بانياس).