طالب باحثان أمريكيان بارزان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتبني موقف أكثر حزماً تجاه سياسات الرئيس مرسي وتنظيم الإخوان، المعادية للديمقراطية. وأوضح الباحثان، وهما توماس كاروثرز، من مؤسسة كارنيجي للسلام، وناثان براون، الأستاذ بجامعة هارفارد، في مقال بصحيفة «واشنطن بوست»، أن إدارة «أوباما» ما زالت متشبثة بموقفها تجاه الإخوان رغم تدهور الأوضاع الداخلية في الشهور ال5 الماضية؛ فهي ما زالت تعتبر التنظيم «حسن النية، وإن كان قليل الخبرة وثقيل اليد». وقال الباحثان، في المقال المشترك: إن هذا التوجه يجعل أمريكا غير مرنة وواهمة. واعتبرا أن الرسالة الأمريكية ل«مرسي» يجب ألا تكون «نحن معك، ولكن انتبه لبعض التفاصيل الصغيرة في تصرفاتك»، ولكن يجب أن تكون الرسالة «نحن قلقون للغاية بشأن انتهاكاتك للمبادئ الديمقراطية والقانونية الأساسية، ولا يمكن أن نكون شركاء على النحو الذي نوده وتحتاجه، إذا كنت تقوض طموحات شعبك إلى تحقيق الديمقراطية»، لكن هذه الرسالة ستعني نهاية سياسات التبرير التي تتبعها واشنطن تجاه تصرفات الإخوان السلبية، وتعنى أيضا ربط المساعدات الأمريكية بسياسات الإخوان المحلية. وشدد الباحثان على ضرورة أن يكون واضحاً أن هذه الرسالة لا تعني احتضان أمريكا للمعارضة، أو الترحيب بالتدخل العسكري في السياسة المصرية، ولا تعني أيضا أن واشنطن تدير ظهرها للإخوان، لكنها تعنى أن الأمريكان منحازون بشكل حاسم للمبادئ الديمقراطية. وأوضح الباحثان أن السخط يعم البلاد، والإخوان لم يخلقوا كل هذه المشاكل التي تواجه الرئيس الآن، لأنه ورث تركة ثقيلة ويواجه معارضة عنيدة، كثيرا ما تكون مطالبها غير واقعية، لكن سياسات الإخوان فاقمت هذه المشاكل، وأظهرت رغبة التنظيم في استغلال وليس إصلاح الآليات الاستبدادية الموروثة من عهد «مبارك»، وفي بعض الأحيان يسعون لتعميق الممارسات الاستبدادية.