عبرت الناشطة الحقوقية اليمنية - الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكّل كرمان عن سعادتها بتركيز تقرير اللجنة رفيعة المستوى لصياغة خطة جدول اعمال التنمية لِما بعد 2015، الذي صدر أمس في نيويورك على مسألة تمكين الشعوب من المشاركة في مساءلة حكوماتهم في القرارات والاجراءات التي تتخذها. وأوضحت كرمان في بيان أصدرته عقب صدور التقرير وتلقت صحيفة (14 اكتوبر) نسخة منه: إن النقاط الثلاث المبتكرة التي يحتوي عليها هذا التقرير مقارنةً بالأهداف الانمائية للألفية السابقة والتي ستنتهي مدتها في عام 2015، تشمل اعتبار الحقوق المدنية والسياسية التي تسير جنباً الى جنب مع المؤسسات العامة الشفافة والخاضعة للمساءلة، جوهرية للتنمية .. فضلا عن التأكيد على أهمية الدور الذي تؤديه الجهود النشطة في تعزيز السلام في إيجاد النمو الشامل والمستدام الى جانب التأكيد على الحاجة الى اتخاذ اجراءات عاجلة لتعزيز قدرة النساء والشباب في المشاركة في عملية التحول داخل مجتمعاتهم. وعبرت الناشطة اليمنية عن يقينها بأن الشعور بالأمل والثقة سيزداد لدى الشعوب التي تكافح من اجل حرية التعبير، وتكوين الجمعيات والانضمام اليها، والاحتجاج في حال عدم استجابة الحكومات، والحصول على الحماية من الاجراءات التعسفية من قِبَل الشرطة والمدعين العامين والقضاة على حد سواء، عندما ترى تلك الشعوب بأنه تمَّ ادراج هذه العناصر بشكل محدد ضمن قائمة تقرير الاهداف الانمائية العالمية.. مشددة على أهمية الزام الحكومات على اتاحة كافة المعلومات والبيانات التي تمتلكها للشعب بما يمنح المواطنين اداة قوية لفضح الفساد الأمر الذي سيطلق العنان ل "ثورة المساءلة" اذا تمَّ تنفيذ التوصيات الواردة في التقرير كاملاً. واستطردت قائلة :« وسوف يرى أولئك الذين يسعون الى بناء السلام في المجتمعات التي تمزقها الصراعات املاً عندما يدركون انه تمَّ ادراج اهداف محددة تتعلق بالتحرر من العنف والخوف، وباتخاذ الاجراءات التي تضمن عزل الاسباب التي تؤدي الى الصراعات والنزاعات ، مثل النشاطات الاجرامية، على المستوى الوطني و الاقليمي والدولي، كجزء من جدول اعمال تنمية شامل". . معتبرة أن المؤسسات القادرة على حل الصراعات بشكل سلمي تشكِّل الأساس لمجتمع يسوده السلام والاستقرار، وهذا ما تمَّ الاشارة اليه بوضوح في التقرير. ومضت قائلة :« كما ستدرك النساء و كذلك الشباب الذين تمَّ تهميش مساهمتهم في تنمية مجتمعاتهم لفترة طويلة انه تمَّت معالجة العديد من القيود التي اعاقت مشاركتهم الكاملة.. وهذا ماتضمنه جدول أعمال التنمية في التقرير حين شمل الاهداف المحددة تلك التي تتعلق بالحد من البطالة في صفوف الشباب، وتعزيز قدرة المرأة على التمتع بحقوق متساوية مع الرجل، وحصول الجميع على التعليم، ووضع حد لعمالة الاطفال وزواج الاطفال، و - بشكل حاسم - عدم التسامح اطلاقاً مع العنف ضد النساء والفتيات". وأشارت الناشطة الحقوقية اليمنية - الحائزة على جائزة نوبل للسلام - توكّل كرمان إلى أن الحقوق المدنية والسياسية، وبناء السلام، وتمكين المرأة والشباب، تشكل مساهمات بارزة في جدول اعمال اللجنة لعصر ما بعد الاهداف الانمائية للألفية. واختتمت كرمان بيانها قائلة :« وخلال السنتين القادمتين، سيتعين على الحكومات اختيار ما إذا كانت ستعتمد هذا الإطار وهذه الخطة الجديدة للتنمية التي تتمحور حول الشعوب وهي صوتهم ، ولربما أثناء ذلك سنسمع مطالبات من القادة السياسيين المتضررين بالتراجع عن هذه البنود نحو منهج اكثر امناً واكثر تقليدية ، وبالتالي من المهم أن تظل الحركة الشعبية العالمية يقظة ومتنبهة وتعمل على ضرورة تشكيل الضغط الضروري من اجل اعتماد هذه الخطة والعناصر التحولية لهذا التقرير الرائد".