أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور احمد قاسم العنسي أهمية دور منظمات المجتمع المدني للنهوض بالقطاع الصحي وخفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال وتحسين المؤشرات الصحية . وقال في افتتاح اللقاء السنوي الثالث للمنتدى الأول للسكان لمنظمات المجتمع المدني الذي تنظمه جمعية رعاية الأسرة اليمنية بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان والمجلس الوطني للسكان في الفترة 11-12 يونيو الجاري بالعاصمة صنعاء تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية وتحت شعار ( القضية السكانية .. الواقع والتطلعات) أن القطاع الصحي في بلادنا يواجه تحديات كبرى وقد مر خلال الفترة الماضية بأوضاع صعبة منها ما هو مرتبط بالموارد المادية والموازنات المعتمدة ومنها ما هو مرتبط بالتحديات الأمنية وغياب خدمات النظافة والمياه والكهرباء وانتشار العديد من الأوبئة والتي استطاعت الوزارة بجهود حثيثة وبتعاون مختلف الشركاء التعافي منها وتحقيق تقدمات ملحوظة. وأوضح أن الشراكة المجتمعية ودور منظمات المجتمع المدني ضروري وهام لتحقيق النجاحات المطلوبة مشددا ضرورة إشراك كافة الإطراف المعنية في الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في رسم وتنفيذ السياسات وتقييمها مؤكدا أهمية إجراء تقييم شامل لأداء المجتمع المدني وتعزيز قدراتها لتحقيق الشراكة المطلوبة مطالبا منظمات المجتمع المدني بالعمل بالتنسيق مع القطاع الحكومي وتحقيق التناغم فيما بينها لتحقيق الأهداف المرجوة. وقال أن الوزارة ستعمل على ما من شأنه الوصول إلى تنمية شاملة وتحقيق الأهداف الوطنية والدولية في الجانب الصحي. من جانبه أكد الأمين العام للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة أهمية عقد هذا اللقاء لتطوير وتوسيع قاعدة الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وتسخير القدرات التطوعية في إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقييم السياسة الوطنية للسكان. وقال أن منظمات المجتمع المدني في بلادنا قد أثبتت فعاليتها وقدرتها على القيام بأدوار ايجابية في العديد من المجالات الإنسانية والثقافية والصحية والاجتماعية والبيئية ما يجعلها مؤهلة للقيام بدور هام ومحوري في مواجهة المشكلة السكانية التي تعاني منها بلادنا. وأوضح أن هناك تحسناً نسبياً في بعض المؤشرات السكانية بالمقارنة بما كان عليه الوضع خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي. ولفت إلى أن النمو السكاني بمستواه الحالي البالغ 3 % سنويا في ظل تشتت سكاني واسع ومحدودية الموارد والإمكانيات يمثل تحديا كبير ا أمام جهود التنمية . ودعا إلى تكثيف الجهود لمواجهة التحديات والخروج من الوضع الراهن وتحقيق طموحاتنا في تحقيق التنمية المستدامة. من جهته أوضح رئيس المنتدى الأول للسكان الدكتور عبد السلام العاقل أن هذا اللقاء سيقف علي قضية من أهم القضايا التي تشكل حاضر ومستقبل امتنا . وقال إن منظمات المجتمع المدني الفاعلة تعلب دورا هاما في تنمية المجتمع. مؤكدا أهمية الشراكة في صنع السياسات وتنفيذها .والحاجة إلى إعادة صياغة دور المجتمع المدني في عملية التنمية لافتا إلى أن العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني تكاملية وشراكة تستند علي توزيع الأدوار . واستعرض جملة من المؤشرات السكانية التي تبين حجم التحديات التي تواجهها بلادنا وتتطلب جهوداً مشتركة لمواجهتها مشيدا بالدور المهم الذي يلعبه صندوق الأممالمتحدة للسكان في دعم وتطوير آليات وبرامج مواجهة التحديات السكانية والتزامهم نحو تعزيز دور منظمات المجتمع المدني الفاعلة كمكون أساسي واستراتيجي على كافة المستويات. بدوره ثمن ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان مارك فندنبرغي الجهود المبذولة لعقد هذا اللقاء. وقال أن اليمن استطاعت أن تحقق الكثير من النجاحات لخفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال مؤكدا أهمية مواصلة الجهود لتحقيق مزيد من النجاحات ومواجهة التحديات التي لا زالت تواجه القطاع الصحي والسكاني في اليمن موضحا أن وفيات الأمهات والأطفال لا تزال تمثل عقبة أساسية أمام تحقيق التنمية. وقال انه من خلال تحسين الخدمات الخاصة بالإنجاب ستكون الأسر قادرة علي تقديم الرعاية والتعليم اللازمين للأطفال بما يمكنهم مستقبلا من تحسين وتطوير تنمية البلد. وأعرب عن استعداد الصندوق لرفع مخرجات هذا اللقاء إلى مؤتمر السكان والتنمية المرتقب في القاهرة وتضمينها ضمن ما سيصل من البلدان المختلفة في تقرير يرفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة لعرضها في تقريره المقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة . ولفت إلى أن أجندة ما بعد 2015 وبعد أن يتم الوقوف علي ما تحقق من أهداف الألفية تمثل برنامجاً كونياً عالمياً سيتم من خلاله رسم ملامح المستقبل لمختلف بلدان العالم ومواصلة الجهود لتحسين المؤشرات الصحية والسكانية وخفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال. وكان المشاركون في المنتدى قد ناقشوا يوم أمس ورقتي عمل تناولتا السياسات السكانية ودور منظمات المجتمع المدني في تنفيذ السياسة السكانية ، التقرير الوطني للجمهورية اليمنية حول المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ما بعد 2014م. وسيواصل المنتدى جلسات أعماله اليوم والخروج بتوصيات تلبي تطلعات النهوض بالوضع السكاني في بلادنا. حضر افتتاح المنتدى عدد واسع من المسئولين من الجهات ذات العلاقة والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني من مختلف المحافظات وعدد من ممثلي المنظمات الدولية المهتمة بهذا الجانب.
