قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن لهجة الرئيس محمد مرسي الحادة حيال سوريا تثير المخاوف بشأن ترحيبه بالمقاتلين الجهاديين. وأشارت إلى أنه على النقيض من عهد سلفه مبارك، فإن الجهاد اكتسب درجة من الشرعية فى مصر فى عهد الرئيس الإسلامى. وأضافت الوكالة الأمريكية أن مصر أصبحت مصدرا للمقاتلين المتوجهين للحرب الأهلية فى سوريا. وبينما يسافر المسلحون المصريون للقتال فى سوريا، منذ أكثر من عام، فى تحركات هادئة، فإن عددا من رجال الدين السنة، دعوا مؤخرا، علنا للجهاد فى سوريا ضد نظام الأسد. وقد حث رجال الدين أولئك، مرسي على دعم الدعوة للجهاد ودعم المتمردين فى سوريا، وقد بدا خطاب الرئيس الإسلامى فى الاستاد هذا الأسبوع دعما ضمنيا للجهاد. وأتى هذا بعد تصريحات لمساعد كبير له بأن مصر ربما لا تشجع على السفر لدعم المتمردين فى سوريا، لكن من يرغب فى ذلك فإن الدولة لن تتخذ أى إجراء ضده. ورأى خليل العنانى، الخبير المصرى المختص بشؤون الجماعات الإسلامية بجامعة دورهام، أن حديث مرسي هو تأييد واضح للجهاد فى سوريا، وحذر من أن هذا خطأ استراتيجي من شأنه أن يخلق أفغانستان جديدة فى الشرق الأوسط. وأضاف: "إنه يلقي بمصر فى حرب طائفية ليس لنا مصلحة فيها". وتقول الأسوشيتدبرس إن هذه اللهجة الجديدة لقيادة مصر تخاطر بتأجيج تدفق المقاتلين الجهاديين المصريين إلى سوريا، حيث يزداد الصراع الطائفي اشتعالا. وتلفت الوكالة إلى أن الجيش المصرى حاول أن ينأى بنفسه عن كلمة مرسي، التي تعهد فيها بوقوف الحكومة والجيش وراء كفاح المتمردين السوريين ضد الأسد. ولا توجد هناك أرقام رسمية بشأن عدد المصريين الذين توجهوا للقتال فى سورية، غير أن مسئولين أمنيين يراقبون حركة المسلحين يقدرون العدد ب 2500 شخص، وربما يكون العدد قد تزايد بشكل ملحوظ بعد تدخل حزب الله. وتقول الوكالة إن مصر فى عهد مبارك كانت حصنا كبيرا فى الشرق الأوسط ضد التطرف الدينى، غير أنه بعد سقوط نظام الرئيس السابق فى 2011 وانتخاب مرسي عاد الكثيرون من أولئك المسلحين المتشددين مرة أخرى. ويحظى مرسي وجماعته الإخوان المسلمين، بدعم رئيسي من الجماعة الإسلامية، إحدى جماعات العنف المسلحة المعروفة فى التسعينيات. ونقلت الوكالة عن مسئول رفيع فى وزارة الداخلية قوله أنه خلال الأشهر الأخيرة الماضية تم حذف أسماء 3 آلاف متشدد على الأقل من قائمة المطلوبين. وأضاف المسئول الأمنى أن العديد من أولئك المتشددين تقلدوا مناصب فى حكومة مرسىيبعد عودتهم إلى البلاد والآن هم أحرار يشاركون فى السياسات التى يهيمن عليها الإسلاميون.