عبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن أسفه لصدور فتاوى «هابطة» تكفر الآخرين وتدعو إلى القتال ضد الحكومة السورية فيما أكد إن ما يحصل من تظاهرات في تركيا ما هي إلا ردة فعل على التدخلات التركية في المنطقة. وأضاف المالكي خلال كلمة ألقاها في احتفال مركزي بمناسبة يوم السجين السياسي العراقي، عقد في العاصمة بغداد إن الشعب التركي انتفض رفضا «لكثرة التدخلات في شؤون الآخرين». وأوضح أن الشعب التركي خرج إلى الشوارع احتجاجا على منهج أن «تنصب نفسك بديلا عني وتفكر نيابة عني وتخطط لي»، وقال إنه لا يعتب على الشعب التركي في هذا الصدد. وفي الشأن السوري عبر رئيس الوزراء العراقي عن أسفه لصدور فتاوى «هابطة» تكفر الآخرين وتدعو إلى القتال ضد الحكومة السورية. وقال المالكي في بغداد «مع الأسف الشديد نرى مقامات كنا نعتبرها شامخة تفتي فتاوى هابطة باتجاه تكفير الآخر والدعوة إلى قتاله ودعوة الآخرين للذهاب إلى القتال». وكان مؤتمر نظمته «رابطة العلماء» في القاهرة قد أعلن «وجوب الجهاد» في سوريا. وأضاف المالكي «نسوا إسرائيل ومعاناة (الشعب الفلسطيني)»،وخاطبهم قائلا «افتوا على إسرائيل إذا كانت لديكم فتوى واقطعوا علاقاتكم معها ان كان قطع العلاقات مفيدا». وعلى اثر المؤتمر أعلن الرئيس المصري محمد مرسي قطع العلاقات مع النظام السوري بشكل تام. وتساءل المالكي «لماذا تذهبون باتجاه العراق ودول المنطقة الأخرى؟ (...) لا اعتراض على المعتقد وليس من حق احد الاعتراض على معتقد الآخر». وحذر المالكي من وقوع حرب طائفية قائلا «إذا أردنا أن نتفاعل مع هذه الرياح والفتاوى وهذه التوجهات سيكون الأمر محزنا». وأضاف «المنطقة تتعرض لاهتزاز وعاصفة هوجاء تحتاج إلى كل الجهود لحماية ما يمكن لأننا لا نستطيع أن نتلافى كل الخطر الذي تفرزه هذه الظاهرة الجديدة في المنطقة». ويدعو العراق الذي يملك حدودا مشتركة بطول نحو 600 كيلومتر مع سوريا، إلى حل سياسي للازمة السورية ويرفض تسليح الجماعات المسلحة في هذا البلد.