سقطت قطرة عسل على الأرض فجاءت نملة صغيرة فتذوقت العسل ، ثم حاولت الذهاب لكن يبدو أن مذاق العسل قد راق لها، فعادت وأخذت رشفة أخرى ثم أرادت الذهاب، لكن يظهر إنها لم تكتف بما أخذته من العسل ، بل أنها لم تعد تكتفي بارتشاف العسل من على حافة القطرة، و قررت أن تدخل في العسل لتستمع به أكثر وأكثر، ودخلت النملة في قطرة العسل وأخذت تستمتع به، لكنها لم تستطيع الخروج منه لقد كبل أيديها وأرجلها، والتصقت بالأرض ولم تستطيع الحركة وظلت على هذه الحال إلى أن ماتت. فكانت قطرة العسل هي سبب هلاكها، وعدم اقتناعها بما ارتشفته منها (كان سبباً لنهايتها المريرة)، ولو اكتفت بالقليل من العسل لنجت.. وكذلك نحن إن اكتفينا بالحلال وتمتعنا بنعيم الدنيا ضمن الحدود التي شرعها الله دون الانغماس بها والانشغال بها عن التزود بالآخرة لفزنا بنعيم الدارين.