دار حديث بيني وبين مواطن عادي فتح الله عليه بحرفة كهربائي عن الكهرباء والأمور المزعجة التي تحدث والأشياء التي لجأ الناس الطيبون لها والسوق الذي اشتغل والاستيراد الذي نشط في توريد المواطير بكل أنواعها والشواحن الهندية الجديدة والبطاريات التي تركب عليها وقوتها. والخبر الذي وصلني هو خطر البطاريات داخل البيوت وما تنتجه من مواد سامة تخرج منها فأخذت كلامه وكأنني اسمعه لأول مرة وقلت هذا الكلام ليس من فراغ ولا من باب بث الإشاعة وتخويف الناس، وكذلك العوادم التي تنبعث من المواطير والمواد المكربنة وروائح البترول والديزل. وقرأت في صحيفة محلية أن الأردن أوصى بعدم استيراد المانجو من اليمن لعدم توفر الرقابة الصحية عليه، فتذكرت قول الله عز وجل «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس» فقلت صدق الله العظيم اننا في بلاء عظيم بما كسبته أيدينا حتى مساحيق التجميل من صوابين وأعشاب وكلها يشهد لها بائعوها بالطبيعية وهي اسمها خراب جيوب وخراب صحة وتذكرت قولاً لأحد العلماء عندما قال: «إن الجمال جمال الأخلاق وليس الجمال جمال الحلاق» وقال الآخر «ليس الجمال باثواب تزينها إن الجمال جمال العلم والأدب». أعود لأقول إنه لو خرج 10 اقتصاديون وعملوا دراسة شاملة كاملة لمصيبة الوطن الكبرى وهي الكهرباء ومن استفاد منها بحسب مقولة (مصائب قوم عند قوم فوائد).. هؤلاء الاقتصاديون لو عملوا نزولاً فقط لمحافظة عدن بمديرياتها الثمان وسألوا الناس ماذا عملت فيكم الكهرباء كم مواطير قد اشتروها وبكم ركبوها وكم صرفوا عليها من ديزل وبترول وكم شواحن وكم سراجات وكم شمعات وكم مراوح يدوية، ماذا سوف يقولون وبماذا سيخرجون؟ اعتقد ان الحسبة ستكون ميزانية الوطن لثلاث سنوات، وقد يقول قائل من أين أتى هؤلاء الناس بهذه الأموال، الجواب عندي ما عملوه كشف حالهم منهم من أخذها قرضاً ومنهم من ارسل له أحد أقربائه مبلغا من الخارج. المهم الحال صعب والأمور إلى الأسوأ ولابد من وجود دولة قوية بقادتها وأمنها واقتصادها تنقذ الناس الذين تحكمهم والذين انتخبوها حباً لا كرهاً. انقذوا الوطن افعالاً واقوالاً منفذة محمية مصانة.. اللهم ردنا إليك مرداً جميلاً ولا تجعل للمصائب إلينا وعلينا سبيلاً. آمين اللهم آمين.