في محاولة جديدة لإرهاب الإعلاميين، حاول أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي، بعد أن تجمعوا أمامها أمس الجمعة، ضمن فاعليات المليونية التي دعا إليها التحالف الوطني أمس، ولكن قوات الأمن المسئولة عن تأمين المدينة تصدت لهم، مطلقة قنابل الغاز المسيلة للدموع أمام البوابة «4»، وأجبرتهم على الفرار، فيما يدعو البعض منهم إلى الدخول في اعتصام أمام المدينة. في الوقت نفسه، من المنتظر وصول عدد آخر من المسيرات، ومنها التي انطلقت من بعض الميادين مستقلين حافلات وميكروباصات للذهاب إلى المدينة. وكان عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي قد توافدوا إلى مدينة الإنتاج الإعلامي، أمام البوابة «4» للمطالبة بعودة محمد مرسي للسلطة مرة أخرى، وذلك بعد أن دعا التحالف الوطني إلى التجمع أمام مدينة الإنتاج الإعلامي ضمن فاعلية مليونية أمس، وبدأ التوافد على المدينة منذ الصباح. وكان قد تحرك عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ظهر أمس الجمعة، من ميدان النهضة، مستقلين حافلات وميكروباصات للذهاب إلى مدينة الإنتاج الإعلامي، لتنظيم مسيرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي. وشهد محيط مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر تعزيزات أمنية بعدما تسربت أنباء مفادها زحف عدد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى بالمدينة لمحاصرتها والتظاهر أمامها بسبب القنوات الفضائية المناهضة لهم، على حد قولهم. وتم الدفع بعدد من مدرعات الجيش وقوات الأمن المركزي خاصة أمام البوابتين «2» و«4» للتصدي لمؤيدي المعزول ومنع إلحاق أعمال تخريبية بالمدنية، وتأمين دخول وخروج الإعلاميين ومعدي البرامج والعاملين بالمدنية. من ناحيته أكد مصطفى بكري، الكاتب الصحفي، أن تظاهر أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أمام مدينة الإنتاج الإعلامي يهدف إلى إرهاب الإعلاميين، واقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي، وليس التعبير عن الرأي، مشيرا إلى أنه من حق الجهات الأمنية التصدي لهذه المجموعات. وقال بكرى خلال مداخلة هاتفية لفضائية «المحور»، أمس، إن مظاهرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي تأتى ضمن خطة انتشار بالعديد من المناطق للضغط على الجهات المعنية حتى لا يتم فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة. في السياق استنكر خبراء وسياسيون ونشطاء حادث الاعتداء الذي تعرض له الوفد الحقوقي أول من أمس الخميس، خلال زيارته لاعتصام رابعة العدوية، مؤكدين رغبة جماعة الإخوان في إخفاء ما يحدث في الاعتصام، وأن هذا الاعتداء يؤكد صحة المعلومات عن وجود أسلحة داخل «رابعة العدوية». من جهته قال أحمد فوزي، الناشط الحقوقي إن اعتداء جماعة الإخوان على الوفد الحقوقي في رابعة العدوية، يعني خسارتها كل الأوراق التي قد تساعدها في الخروج من الأزمة الحالية. وأضاف فوزي أن الإخوان يريدون استفزاز كل الفئات في المجتمع، سواء كانوا معارضين لهم أو متعاطفين معهم، وذلك ليظهروا أمام العالم أنهم مضطهدون، كما أنهم ماتوا شهداء..مؤكداً أن الإخوان سيكونون حريصين على أن يقدموا شهداء دون الحفاظ على شبابهم من الهلاك..لافتا إلى أن معظم الشباب من الإخوان عليهم ألا يدافعوا عن جماعة تدفعهم للموت من أجل مصالحها. وأشار معتز صلاح الدين، المستشار الإعلامي لحزب الوفد، إلى أن جماعة الإخوان دائما ما ترغب أن توجه خطابها للخارج وليس للداخل، رافضا الاعتداء على الوفد الحقوقي بالأمس (أمس الأول)، مؤكدا على منظمات المجتمع المدني أن تقوم بدورها وتكتب تقريرا مفصلا عما يجري في اعتصام رابعة العدوية. وأضاف صلاح الدين أن جماعة الإخوان مازالت ترغب في إقامة دولة داخل الدولة، وترفض تطبيق القانون في مصر، معلقا «لا نعلم ما الداعي للتحفظ من جانبها على ما يدور داخل اعتصام رابعة العدوية». ولفت محمد نعيم، عضو المكتب السياسي للحزب المصري الديمقراطي، إلى أن جماعة الإخوان اشتبكت مع الوفد الحقوقي ، وأن هناك شهادات مختلفة عما جرى داخل الاعتصام، مشددا على أن الاعتداء على الوفد الحقوقي يؤكد أنهم يريدون إخفاء الكثير داخل الاعتصام، وحريصون ألا يعلم المصريون عنه شيئا، خاصة بعدما تواردت أنباء مختلفة عن وجود أسلحة داخل الاعتصام. وأشارت داليا زيادة، المديرة التنفيذية لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إلى أن الاعتداء على الوفد الحقوقي في إشارة رابعة العدوية، ، يؤكد لنا أن جماعة الإخوان، تريد إخفاء ممارستها داخل الاعتصام التي تقوم على العنف، وتمهد له في المستقبل القريب. وتابعت المديرة التنفيذية لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية «لو كان اعتصام الإخوان في رابعة العدوية سلمياً كما يزعمون، لكان المسئولون عن الاعتصام قد أفسحوا المجال أمام الوفد الحقوقي، لتفقد الاعتصام بحرية، دون التضييق عليه أو توجيه الاتهامات لأعضائه». وأوضحت زيادة أن اتهام عبد الرحمن عز وأحمد المغير للوفد بالتحريض على تصوير المتظاهرين بأنهم يرتكبون أعمال عنف ما هو إلا اتهام واهٍ بعيدا عن الواقع، خاصة أن بعض أعضاء الوفد لهم مواقف مؤيدة للمعتصمين المطالبين بعودة الرئيس المعزول مرسي، ومنهم محمد عادل عضو حركة 6 أبريل. جدير بالذكر أن الوفد ضم ممثلين عن خمس منظمات هي النبيل، وهشام مبارك، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومركز القاهرة لحقوق الإنسان.