رجح خبراء ومحللون إعطاء الأولوية للحل السياسي في سورية، والذي تناغمت لهجته مؤخرا في التغطية الإعلامية الاميركية مع تغيير خطاب الإدارة الأميركية فجأة، وظهور معارضة قوية داخل مجلس العموم البريطاني من قبل حزب العمال المعارض وسبعين شخصا من حزب المحافظين حيث اتفقت الآراء على عدم التسرع في توجيه ضربة غير محسوبة العواقب على سوريا، والتاكيد على ان يتم ذلك من خلال اجماع دولي في مجلس الامن. وذكر معهد ستراتفور الإستخباري، وثيق الص لة بالأجهزة الأمنية، معسكر الحرب أن سورية تمتلك "منظومة ومنشآت أسلحة كيميائية معقدة" ما يعد عاملاً "رادعا لشن حرب سريعة مضمونة النتائج"، مضيفا: أن عامل دخول روسيا النشط على المعادلة الدولية، بخلاف ما جرى سابقاً، "قد يدفعها لاستخدام كل ما بوسعها (من امكانيا ت) لتقويض الهجوم الأميركي، وإطلاق العنان لديبلوماسيتها المناهضة لأميركا على نطاق العالم أجمع بصورة أشد فعالية" من العهود السابقة. وحول الخيارات "المتبقية" للرئيس اوباما، أفاد المعهد أنه "يواجه مأزقاً أشد وطأة مما واجهه سلفه بيل كلينتون في كوسوفو.. بل يواجه حدثاً حاسماً من شأنه اختبار مدى التزامه بهدف إبعاد الولاياتالمتحدة عن رمال المنطقة المتحركة، وتتلخص خياراته بالتالي: شن غارات عسكرية محدودة تعرضه للمغامرة بالظهور بموقف ضعيف، خاصة بعد لغة الخطاب السياسي العالية التي أطلقها وزير خارجيته جون كيري، بالاضافة الى أن خيار إسقاط النظام يشكل مغامرة لإطلاق كابوس الجهاد من عقاله، وخيار وسط محسوب بدقة لتقويض قاعدة الدعم للرئيس الأسد وتوجيه رسالة في الوقت ذاته إلى روسيا وإيران لحملهما على مساعدته للتفاوض على حل لتسليم السلطة في دمشق بسلاسة، لكن الخيار المذكور أمر يصعب تحقيقه بالتأكيد. الى ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس الخميس، إنه "لا يمكن التفكير" في أن تقوم بريطانيا بعمل عسكري ضد سوريا لمعاقبتها وردعها عن استخدام الأسلحة الكيماوية اذا كانت هناك معارضة قوية داخل مجلس الأمن الدولي. ولدى سؤاله عما اذا كانت بريطانيا ستتحرك إذا كانت هناك معارضة قوية داخل الأممالمتحدة قال للبرلمان "لا يمكن التفكير في المضي قدما إذا كانت هناك معارضة كاسحة داخل مجلس الأمن الدولي". واكد خبير سياسي تراجع احتمالات الحرب على سوريا بسبب خوف الولاياتالمتحدة على امن اسرائيل وامدادات الطاقة ، واعتبر ان هناك تحشيدا دوليا بدا يتبلور ضد العدوان الغربي المحتمل على سوريا، مشيرا الى ان تسريبات تقول ان اميركا بدأت تعرض على الروس مجرد القبول بصدور ادانة لسوريا في مجلس الامن ولينتهي الموضوع. وحذر النائب السابق في الكونغرس الاميركي "دنيس كوسينيتش" من تداعيات العدوان الاميركي المحتمل على سوريا وقال ان "هذا الاجراء يعني مساعدة الجيش الاميركي لتنظيم القاعدة" المتطرف. وذكرت وكالة أنباء "ارنا" ان كوسينيتش عبر عن قلقه من تداعيات ما أسماها المغامرة العسكرية في سوريا وقال ان اوباما سينتهك القوانين الاميركية في حال اصدر اوامره بشن هجوم على سوريا بدون ترخيص من الكونغرس. واكد العضو السابق في الحزب الديمقراطي، ان اي هجوم حتى وان كان ضيقا سوف لن يكون سهلا وسيحمل تداعيات خطيرة جدا، محذرا من ان الهجوم على سوريا سيقوي التنظيم العالمي للقاعدة ويعني مساعدة الجيش الاميركي لهذه المنظمة. وكانت صحيفة "الأخبار" نقلت ان الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ قياداته أنه "منذ بداية الأزمة، وأنتم تعلمون جيداً أننا ننتظر اللحظة التي يطلّ بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلاً. وأعرف أن معنوياتكم مرتفعة وجاهزيتكم كاملة لاحتواء أي عدوان والحفاظ على الوطن. ولكن أطالبكم بأن تنقلوا هذه المعنويات إلى مرؤوسيكم والمواطنين السوريين. فهذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين". وأبلغ مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الخطط الغربية للتدخل عسكرياً في سورية هي "تحد صريح" لميثاق الأممالمتحدة. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس أن غاتيلوف قال لبان كي مون مساء الأربعاء في لاهاي إن "الخطط المعلنة لدى بعض الدول لتوجيه ضربات عسكرية إلى سورية تشكل تحدياً صريحاً لميثاق الأممالمتحدة وغيرها من معايير القانون الدولي". وبحسب المعلومات فإن غاتيلوف قال لبان "في هذه المرحلة يجب استخدام كل الأدوات السياسية الدبلوماسية الممكنة، وفي المقام الأول السماح لخبراء الأممالمتحدة بأن يتمموا تحقيقهم حول الهجوم الكيميائي المفترض ويقدموا تقاريرهم الى الاممالمتحدة". وكانت تطورات الملف السوري محور اتصال بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني حيث أكدا على ضرورة تركيز الجهود على منع أي عملية عسكرية ضد سورية. ولفتا إلى "أن القيام بعمليات عسكرية ضد أي دولة يعد انتهاكاً فاضحاً للقوانين الدولية وأمراً يفتقد إلى الشرعية". وأعرب روحاني عن شكره لبوتين على مواقف روسيا الثابتة من سورية. وحشدت كلا من امريكاوبريطانياوروسيا قواتهما في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية شخلال الايام الماضية.