عقد أمس بالعاصمة صنعاء لقاء تعريفي موسع لعرض نتائج وتوصيات جلسات الاستماع للأطفال (الأحداث) في أماكن الاحتجاز الذي نظمته هيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية الطفل ضمن مشروع الاحداث ومؤتمر الحوار الوطني . وفي اللقاء الذي حضره عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية ذات العلاقة وقانونيون واعلاميون أكد نائب المنسق العام لهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية لرعاية الطفل محمد كاعش أهمية عقد هذا اللقاء لكشف العديد من الانتهاكات وأشكال العنف التي تعرض لها الأطفال (الأحداث ) في أماكن الاحتجاز وخلال مراحل التحقيق والمحاكمة والتي تم استخلاصها من جلسات الاستماع للأطفال ( الاحداث) وذلك من اجل تكثيف الجهود لإخراج الطفل من المحنة التي يعيشها والارتقاء به و خلق بيئة آمنة تساعده في تعزيز ثقته بنفسه وبالمجتمع المحيط به وتكوين شخصية غير مهزوزة للطفل . وقال إن الهيئة التي تأسست في مدينة المكلا بحضرموت عام 1995م تحت شعار ( لكل طفل حق أصيل في الحياة ) دأبت منذ تأسيسها مع المنظمات التي تعمل في مجال حقوق الطفل بصورة مباشرة وغير مباشرة لتحسين وضع الطفل وفقا للمبادئ الاساسية التي احتوتها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل . وأوضح أن هيئة التنسيق وباعتبارها الائتلاف الوحيد في الوطن العربي حين ذاك كان يعمل على رفع تقرير موحد لمنظمات المجتمع المدني عن واقع الطفل في اليمن الذي يسمى بالتقرير الظل للتقرير الحكومي الذي يناقش امام اللجنة الدولية في جنيف كل سنتين. ولفت إلى أن تعدد الكيانات المختلفة التي تعمل في مجال حقوق الطفل لم يأت من فراغ وانما جاء نتيجة لانعكاس واقع يعيشه الطفل وايمانا بأهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه في تحسين وضع الاطفال . وأشار كاعش الى أن المجالات التي يتعرض فيها الطفل للانتهاكات كثيرة وتحدث في اماكن عديدة وهو ما دفع بهيئة التنسيق الى العمل في هذا الاتجاه واشراك العديد من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة بحقوق الطفل وايضا الكثير من المنظمات الدولية الداعمة لأنشطة الطفولة في اليمن من أجل ان تتسع المساحة التي يعمل عليها المشتغلون في مجال حقوق الطفل . ودعا كافة الجهات العاملة في مجال الطفولة الى بذل قصارى جهدها لرفع المستوى النفسي للطفل وتقديم ما يحتاجه من عون ومساندة وتعريفه بحقوقه . من جانبه أوضح منسق الهيئة بمحافظة إب فضل الحضرمي أن الاطفال ( الاحداث) أصبحوا يمثلون فئة كبيرة في المجتمع وهي فئة صامتة ولا يصل صوتها الى كثير من الجهات والقنوات المعنية باعتبارها فئة مغلوباً على أمرهما . وقال أن فكرة جلسات الاستماع للأطفال ( الاحداث ) قد هدفت الى توصيل اصواتهم الحقيقية والتي تصب من عمق المعاناة الى واقع السلطة ومتخذي القرار والمعنيين . وأشار الحضرمي الى أن جلسات الاستماع قد واجهت العديد من الصعوبات والمشاكل خلال التنفيذ منها عدم ملاءمة أماكن الاحتجاز لتنفيذ الجلسات لضيق مساحتها واكتظاظها بالأحداث وانعدام ابسط الخدمات الانسانية فيها .. إضافة الى أن العاملين في أماكن الاحتجاز لم يكونوا بالقدر الكافي لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الاحداث ، بما في ذلك الصعوبة في الحصول على المعلومة . ولفت الحضرمي الى أن مخرجات جلسات الاستماع قد اظهرت أن 80 % من الأحداث قد تعرضوا لانتهاكات إما لفظية أو جسدية أو معنوية أو نفسية في أماكن الاحتجاز وخلال مراحل التحقيق والمحاكمة . كما أظهرت نتائج جلسات الاستماع أن 100 % منهم لم يحصلوا على محامين اثناء مراحل التحقيقات في اقسام الشرطة والنيابات . ولفت الى ما خلصت اليه جلسات الاستماع للأحداث من توصيات للأطفال والتي تم الرفع بها لمؤتمر الحوار للعمل بها وتضمينها ضمن مخرجاتهم النهائية. وكان قد تم خلال اللقاء استعراض نتائج وتوصيات جلسات الاستماع للأطفال (الاحداث) في أماكن الاحتجاز من قبل حارث الارياني تناول فيها أسباب ودوافع جنوح الاطفال الاحداث ، المشكلات والصعوبات التي يواجهها الاطفال الأحداث سواء ما هو متعلق بالأحداث قبل احالتهم الى اماكن الاحتجاز أو تلك المتعلقة بالخدمات المقدمة للأطفال في اماكن الاحتجاز ، وكذا الانتهاكات التي تعرض لها بعض الاطفال الاحداث داخل الاصلاحيات ، بالإضافة الى التوصيات المقترحة من الاطفال الاحداث في مجال السياسات والتشريعات والبنية التحتية والتوعية والتثقيف وبناء قدرات العاملين في اماكن الاحتجاز والخدمات اللازمة لرعاية الحدث في دور ومؤسسات الاحتجاز .وعدد من الرسائل الموجهة من الاطفال الاحداث الى الجهات ذات العلاقة. وفي ختام اللقاء تم تشكيل مجموعات عمل لوضع آليات لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع.