لقد سيطر على الملاحين الأوربيون أواخر القرن 15م , الفكرة الإغريقية القائلة « من الممكن الوصول إلى الشرق إذا اتجه الملاح جهة الغرب من شواطئ أوربا « وهنا بدأت رحلات الكشوف الجغرافية للأمريكتين، ولعل أهم الدوافع التي دفعت هؤلاء الأوربيون لتلك العمليات ، الرغبة في الربح التجاري ( حيث الهند والصين منبع التوابل ذات الإغراء الكبير على الأوربيين ) ، بالإضافة إلى إيجاد طريق تجارى جديد مع الشرق بعيدا عن الأقطار العربية والإسلامية التي كانت تتحكم في تلك التجارة , ويعد الملاح الايطالي كريستوفر كولمبس المكتشف الأول للطريق إلى العالم الجديد (الأمريكتين) وذلك من خلال 4 رحلات قام بها كانت بمثابة فتح الطريق لرحلات استكشافية أخرى تكللت في النهاية بسيطرة الدول الأوروبية على الأمريكتين ، وكان على رأس هذه الدول اسبانيا التي سيطرت على أمريكا الوسطى والجنوبية فيما عدا البرازيل التي سيطرت عليها البرتغال ، أما إنجلترا وفرنسا فقد سيطرا معا على أمريكا الشمالية , وكان على الرغم من اعتقاد كولمبوس في أن الاراضى التي وصل إليها هي أراضي الشرق (آسيا) ، إلا أن الملاح البرتغالي ماجلان صحح ذلك الخطأ وأظهر أن هذه الاراضي إنما هي عالم جديد لا صلة له بأوربا واسيا . هذا ولم تكن الأمريكتين أرضا خالية من السكان , فقد كان يوجد بها شعوب وحضارات عظيمة مثل حضارة الازتك في المكسيك ، وشعوب الإنكا في أمريكا الجنوبية , بالإضافة إلى قبائل الهنود الحمر . وقد بدأت الهجرات الأوربية إلى الأمريكتين للاستيطان والتعمير بها في الفترة ما بين القرنين 17و19 الميلاديين ، ولم تكن تلك الهجرات مقتصرة على الأوربيين فقط ,بل كان هناك المهاجرين من اسيا والعرب وإفريقيا ، جاء بعضهم كالزنوج ضد إرادتهم ومكبلين بالسلاسل , وبعضهم جاء بحثا عن الحرية وهربا من الأحكام التي صدرت بحقه ، وبعضهم جاء لتعويض ما حرم منه في الماضي في بلادهم من امتلاك الاراضي وغير ذلك , وقد اندمج جميع هؤلاء مع الزمن في مجتمعات واحدة ، بعد إن حصلوا على الاستقلال وتكوين دول قومية .