لست مصدقة أنني وصلت إلى أعلى قمم جبال عدن ولكنني فعلتها مع مجموعة كبيرة من شباب مدينة عدن الواعدين..هكذا عبرت المحامية والحقوقية الشابة هبة عيدروس، إحدى الشباب المشاركين في أكبر رحلة إلى هضبة شمسان وأعلى قمة بعدن نظمها منتدى (عدن أجين الثقافي) يوم السبت المنصرم، ليستطلعوا آثار وخفايا وأسرار مدينة عدن في نصفها الآخر، حيث سكنها الإنسان منذ بداياتها، ومازالت آثارها يجهلها الكثير من أبناء المنطقة وقلة قليلة منهم صعد إلى هذه القمة. واحتجاجا على العشوائيات التي ملأت هذه القمم وشوهت ما تبقى لمدينة عدن من معالم عبرت هبة عن استيائها منادية " لا لقيام أي مشاريع استثمارية سكنية تجارية على تلك السفوح ؛ نعم لأن تكون متنزهاً وطنياً..ووصفت مساكن أهل عدن بمخزن ودارة ، بينما (إالبعض) يمتلكون من الأراضي (ساح وباح) ..ما أدى إلى رحلة غزو جديد لجبال شمسان وهضبة عدن التي يفترض أن تكون محميات طبيعية. أما الشاب مازن شريف منسق لرحلة "عدن أجين" فيصف الصعود إلى قمم جبل شمسان قائلا " لا تسألوني عن شعوري وأنا ألامس قمة الجبل الذي تربيت طول عمري وأنا أراه وأحلم بصعوده، لا تسألوني عن شعوري وقد نجحت بتنظيم أعظم وأكبر رحلة إلى قلب فوهة أكبر بركان ولأعلى قمة في عدن.. وفي الرحلة التي ضمت فوجاً مكوناً من (137) مواطناً ومواطنة من مدينة عدن بينهم مدير مركز تراث عدن دفعهم شغفهم للوصول إلى القمة وقطع مسافات كبيرة، كان لابد من وقفات بحاجة إلى المعلومات الكافية عن كل ما مروا به من جبال وكهوف ودروب ، سرد تاريخها الأستاذ (معروف عقبة ) المستشار الجيولوجي ورئيس جمعية الجيولوجيين في عدن. يقول رفعت الطيب إحد الشباب المشاركين في الرحلة: رائعة جدا مررنا بالدروب السبعة لهضبة جبل شمسان ، رغم أنها كانت متعبة ولمسافات طويلة الا أننا استمتعنا ومر الوقت فيها دون حساب مع الشباب والشابات على اختلاف أعمارهم والهواة الذين أضفوا على الرحلة جوا ممتعا خاصة العازفين منهم .. بداية الطريق تبدأ بخطوة لقد بدأت رحلتهم من جولة الفل بكريتر بحماس منقطع النظير فانطلق الفوج باتجاه جبل الفرس في منظر غريب لم تشهده عدن أو شهدته في الماضي ونُسي كما يقول" مازن شريف ، ويصف المشهد بأنه أشبه بمسيرة وهي بالأصل خطوة من مسيرة بدأها (عدن أجين) ولن تكون لها خاتمة حتى تعود عدن كما عرفها أهالي المدينة سابقا. ويواصل مازن شريف حديثه قائلا"حققت الرحلة هدفا من أهدافها وهي كسب اكبر قدر ممكن من المعرفة إلى جانب قدر واسع من المرح والمغامرة ، وقد تكفل المنتدى بإحضار طاقم طبي حرصا على سلامة المشاركين في الرحلة ورغم عناء الطريق وتعب الصعود وطول المسافة.. ووصف الرحلة قائلا " و في طيات رحلة تحمل الكثير من المتعة قام (عدن أجين) بعمل أكبر لوحة بشرية باسم عدن، حيث تم صف المشاركين بالرحلة على شكل كلمة "عدن" في الهضبة والتقاط الصور لهم.. وتعتبر اللوحة هي الأولى لعدن. ( عدن أجين ) يذكر أن (عدن أجين ) مبادرة عمرها العام ونيف، وتضم نخبة شباب عدني يهوى التجديد وإعادة روح عدن التي افتقدتها على مفترق الأعوام الماضية ويختصر اسمها، فيشهد لها بأنها كانت السباقة في تجديد أكثر من معلم عدني بما يتناسب مع هذه المدينة المقصية عمداً.. و بعد مرحلة من التجديد انتقلت المبادرة إلى نطاق أوسع حتى أصبحت تضم منتدى ثقافياً حديث الافتتاح وسريع الانتشار بين أبناء المدينة يستهدف الشباب تحديداً بأفكار جديدة تعيد لعدن ولأهلها نسبة من الوعي الذي ودع عدن على أعتاب الثمانينات واختفى بعدها.