في كلمته الضافية والصريحة أمام خريجي حملة الماجستير من أبناء الشرطة أكد الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة يوم أمس على جملة من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية، لعل في طليعتها الدعوة إلى ضرورة اصطفاف القوى الوطنية لدحر المؤامرة الخفية التي تحاك ضد اليمن الذي يتطلع إلى استكمال مسيرة التسوية وترسيخ مبادئ الأمن والاستقرار والرخاء. وثمة اشارات واضحة الدلالة لا لبس فيها من أن واحدة من التحديات الكبرى التي تتهدد منظومة الإصلاحات الوطنية الشاملة .. هي تلك المرتبطة بتفشي الأعمال الإرهابية واتساع جرائم القاعدة ، إذ اشار الرئيس هادي إلى أن 70 % من عناصر الإرهاب المتواجدة في اليمن قادمة من الخارج ، فضلاً عن الدعم العسكري والمادي واللوجستي الذي تلقاه هذه الجماعات الإرهابية من بعض دول الإقليم ، حيث تكشفت بعض تفاصيل هذا المخطط في إحباط محاولة تهريب معدات حديثة لتصنيع الأسلحة المتوسطة إلى جانب شحنات الأسلحة التي جرى ويجري يومياً الكشف عنها عبر الحدود البرية والموانئ البحرية. وحسنٌ أن تأتي تأكيدات الأخ عبد ربه منصور هادي في هذا السياق متزامنة مع الحملة العسكرية لتطهير بعض مناطق محافظتي شبوة وابين من العناصر الإرهابية واجتثاثها جذرياً حيث سجلت القوات المسلحة إنجازات ميدانية ملموسة في تشديد الخناق على هذه العناصر وإنزال الضربات الموجعة ضد المنتمين إليها ممن استمرأوا خلال الفترة الأخيرة التمدد في انشطتهم الإرهابية والتي باتت تمثل تهديداً حقيقياً لمسار التسوية وتعطيل كل الجهود لإعادة بناء الوطن على أسس الدولة المدنية الحديثة . ومع الأسف الشديد ، فإنه في الوقت الذي تتواصل الجهود المخلصة التي يقودها الرئيس هادي بكل جدية واقتدار ، ثمة من ينبري لعسف الحقائق والتبرير المحموم لإشاعة مناخ من التشكيك و محاولة الانتقاص من تلك الجهود القيادية المخلصة، فضلاً عن شن الحملات الإعلامية المنظمة للتقليل من الأداء المتميز غير المسبوق الذي حققته التجربة وهي تؤسس للمشروع الحضاري النهضوي الذي يحمل رايته الرئيس عبد ربه منصور هادي ونجاحه منقطع النظير في إدارة الفترة الانتقالية بنجاح كبير استحق عليه إشادة وثناء المجتمع الدولي . إن التوقف الرئاسي عند أهمية وضرورة اصطفاف القوى والنخب السياسية والشعبية سوف يكون بمثابة الرد الحاسم على تلك الأطراف التي ما فتأت تحاول جاهدة العبث بمنظومة الأمن الداخلي والتي لم تؤمن بعد بحقائق التغيير و تواصل أنشطتها الهدامة من خلال إثارة الفوضى والعبث بحالة الأمن في المشهد اليمني الراهن، إذ أن من شأن هذا الاصطفاف الوطني استكمال إعادة البناء وتأمين مناخات المجابهة الحضارية ضد شتى صور العرقلة ومحاولات إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء! ومن حسن الطالع - كذلك - أن تأتي هذه الانعطافة الحضارية داخلياً مع تأكيد الخارج مجدداً مواصلة دعم المانحين من أصدقاء اليمن لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية و خيارات التسوية السياسية من خلال دعم مخرجات مؤتمر الحوار الذي كان نتاج رغبة وطنية عارمة وحرص إقليمي ودولي لخروج اليمن من أزماته والاحتكام إلى بدائل السلام عوضاً عن الذهاب إلى مجاهل الاحتراب ، حيث تتجلى هذه الإرادة الدولية في استمرار دعم قيادة الرئيس هادي وهو يقود هذه التجربة باقتدار، فضلاً عن مساندة اليمن وهو يخوض معترك مجابهة الإرهاب من عناصر القاعدة خاصة والقوات المسلحة تخوض معركة الحق ضد كل الأباطيل التي ما تزال تعشعش في عقول بعض أركان التخلف مهما ارتدى أصحابها من ثياب الرهبان !