حرص الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ولمرات متعاقبة أن يلتقي الإخوة أعضاء مجلسي النواب والوزراء في اجتماعات مشتركة بهدف تذليل الصعوبات وتحديد مسئوليات واستحقاقات الحاضر والمستقبل، وذلك من أجل معالجة أية عقبات تعترض أداءها، باعتبارها مسئوليات مشتركة تقتضي حرصاً وطنياً عالياً لإنجاز مهمتها التي هي – ولاشك- ضخمة وجسيمة , سواء على صعيد مهمة استكمال منظومة التشريعات ذات الصلة بتنفيذ مضامين المبادرة الخليجية حتى انتخابات 2014م أو في تجسيد وترجمة مسيرة الوفاق وبما يجنب الوطن متاهات التنازع والاختلاف.. وهو الأمر الذي سينعكس – بالنتيجة - سلبياً على مجمل الخطوات التنفيذية لأداء الحكومة ومختلف مؤسسات الدولة. إن حرص الأخ عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية على ضرورة وأهمية اصطفاف الجبهة الداخلية يأتي من كونها تمثل المدخل الأساس لمعالجة المشكلات الراهنة بكل تشعباتها وأبعادها , بل وهي الأرضية التي على أساسها – كذلك – ستمهد لأجواء هذا التوافق والاتفاق السياسي وستنطلق به إلى آفاق رحبة ومتطورة وعلى قاعدة من الشراكة الحقيقية بين كافة الأطراف والقوى على الساحة الوطنية وبما يجنب التجربة الوقوع في مخاطر أية حسابات لا تتفق والمصالح الوطنية تحت أية مبررات لا تستقيم وتلك المصالح.
ومن البدهي التنويه إلى تلك الخطوات التي قطعها الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي وفي الإطار الذي يحقق التطلعات وشروط التغيير وإعادة البناء، حيث شرع فعلاً في تنفيذ تلك القرارات التي كانت – وإلى حد كبير- تبدو مستعصية ومستحيلة، فقد بدأت انطلاقة إعادة هيكلة القوات المسلحة وبكل ما تعنيه الكلمة من مضامين ودلالات.. في نفس الوقت الذي يجري فيه استكمال إجراءات إعادة هيكلة القوات الأمنية.. وكلها خطوات تبعث على الاطمئنان والاعتزاز، خاصة أن مثل هذه الخطوات هي بمثابة إحدى أدوات وضمانات انطلاقة الدولة اليمنية الحديثة التي يتطلع إليها كل أبناء الوطن.
ولا ننسى هنا والأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي يعمل على كل هذه الجبهات الكفيلة بتنفيذ مضامين المبادرة الخليجية المزمنة للتسوية السياسية إنما يقوم بذلك من منطلق الحرص على أمن وسلامة واستقرار الوطن، فضلاً عن جهوده المبكرة والمكثفة لحشد الدعم الإقليمي والدولي لإخراج اليمن من ضائقته الاقتصادية وتمويل مسارات التنمية والاستقرار.. وهي الخطوات الرئاسية التي تمثلت في انعقاد مؤتمري أصدقاء اليمن في الرياض ونيويورك والتي ساهمت - حتى الآن – برفد الاقتصاد الوطني بنحو ثمانية مليارات دولار، ولا تزال الجهود متواصلة لعقد مؤتمر آخر للمانحين يعمل على تقديم مساعدات ومنح إضافية لدعم هذه المسيرة التي تحظى بإجماع أممي غير مسبوق على مستوى دول المنطقة .
وأجدني هنا ملزماً كذلك التنويه إلى تلك الجهود التي بذلها الأخ رئيس الجمهورية في إطار التوافق الوطني بين مختلف القوى السياسية على الساحة والعمل على تشجيعها الدخول والمشاركة في فعاليات مؤتمر الحوار الوطني، باعتباره المخرج الوحيد لإزالة أية تباينات بين هذه القوى وبالتالي إعادة بناء الوطن على أسس حديثة تقوم على مبادئ العدل والحرية والمساواة والديمقراطية، ولا تزال هذه الجهود الرئاسية تتواصل وبوتيرة عاليه لإنجاز هذه المهمة التي تعترضها الكثير من الصعوبات، غير أن المؤشرات الأولية تؤكد على إمكانية نجاح الرئيس هادي في التغلب على هذه الصعوبات وتقريب وجهات النظر المختلفة بما يتحلى به من حكمة وحنكة واقتدار، خاصة أنه قد خبر مثل هذه الإشكالات واستطاع النجاح في تجاوز الكثير منها.
نخلص من كل ذلك إلى أن الجهود التي بذلها –ولا يزال- الرئيس عبد ربه منصور هادي بحاجة – كذلك – إلى تضافر بقية جهود القوى الوطنية للمساهمة في استكمال وإنجاز ملامح هذه التسوية وإنجاز ما تبقى من الفترة الانتقالية حتى يتمكن اليمنيون من استئناف دورة حياتهم الجديدة حتى تؤتي تلك الجهود الداخلية والخارجية كامل نتائجها المثمرة وبحيث تؤسس للمستقبل الذي يتطلع إليه كل أبناء اليمن.. وعلى هذا فليتوكل المتوكلون . رابط المقال على الفيس بوك
