عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    تسجيل عشر هزات ارضية خلال الساعات الماضية من البحار المجاورة لليمن    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    - 13،5مليون مشترك في شركة يمن موبايل وارتفاع في ارباحها وتوزبع 40%منها للمساهمين بحضور وزراء الاتصالات والمالية والنقل والاقتصاد    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    نقابة موظفي الأرصاد بمطار عدن تعلن بدء الإضراب احتجاجًا على تجاهل مطالبها    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    اغلاق طريق رئيسي رابط بين محافظتين بعد أقل من عام على اعادة فتحها    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    البحرية الامريكية تعلن سقوط مقاتلة في البحر الأحمر وسنتكوم تؤكد استمرار الحملة العسكرية في اليمن    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    تسجيل 4 هزات أرضية جديدة من خليج عدن    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    افتحوا ملفات رياض الجهوري.. عميل القاعدة ورفيق الإخوان    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كل منطقة يمنية لها ميزة وخاصية تبرز من خلال صناعاتها الحرفية
بلادنا تزخر بالعديد من الصناعات والمهارات الحرفية التي بحاجة إلى الدعم والاهتمام
نشر في 14 أكتوبر يوم 10 - 08 - 2014

تتميز اليمن بتعدد الصناعات الحرفية التي أبدع فيها الإنسان اليمني من خلال ما تتوفر لديه من المواد الخام بحسب طبيعة كل منطقة من المناطق اليمنية الأخرى والعوامل والمقومات المساعدة الأخرى والمتمثلة في الموهبة والحس الفني الرفيع لدى الإنسان اليمني الذي أبدع كثيراً في فن الصناعات الحرفية اليدوية والتي نتج عنها أعمال ومشغولات يدوية تقليدية تعتبر في غاية الجمال والروعة .
لذلك كثيراً ما نلاحظ أن هذه الحرف والمشغولات اليدوية تسحر عيون وعقول السياح الأجانب والعرب على حد سواء ، وكل من زار اليمن سواء كان بقصد السياحة أو غيرها وذلك لدقة وجودة هذه المشغولات اليدوية الرائعة.
والصناعات اليدوية كثيرة ومتنوعة تنوع جبال وسهول اليمن ، والحرفيون اليمنيون كثيرون وفي مختلف المناطق اليمنية ، ويلاحظ أن كل نوع من هذه الحرف والصناعات اليدوية كانت تمارس من قبل اسر معينة أو في مناطق معينة ظلت تتوارثها جيلاً بعد جيل إلى وقتنا الحاضر .
ولعل المتجول في الأسواق الشعبية في مختلف المحافظات ، يلاحظ النشاط الكبير للحرفيين اليمنيين الذين شكل كل أصحاب صناعة معينة ونشاط معين سوقاً خاصاً بهم ، فهناك سوق الحدادة وكذلك سوق النجارة ، سوق المدر، سوق النحاسيات وغيرها من الحرف.
ولكون اليمن تزخر بعدد كبير من الصناعات التقليدية فإننا سنستعرض أهم الصناعات التقليدية.
صناعة العقيق اليماني
تعد صناعة العقيق في اليمن من الصناعات الحرفية التي تشتهر بها صنعاء القديمة على وجه التحديد وتلقى رواجا كبيرا داخليا وخارجيا ومصدرها الأحجار الكريمة الموجودة في مناطق متفرقة من اليمن حيث يستخرج العقيق اليمني من بطون الجبال وتمر صناعته بعدد من المراحل حتى تأخذ شكلها النهائي بما يعرف ( بالفص) ويعد استخراجه من أهم الحرف التي اشتهر بها اليمنيون منذ القدم ولا يزال هذاالنشاط الحرفي في اليمن قائما لدى العديد من الأسر كمهنة متوارثة
وللعقيق اليماني مزايا كثيرة واستخدامات مختلفة تجذب الكثيرين نحو الإقبال عليه واقتنائه وشرائه وفيه الكثير من الخصائص الفنية التي يتمتع بها وألوانه الأخاذة وأحجامه النادرة إلى جانب الزخارف التي يحتوي عليها من صور وأشكال ورسومات متعددة فضلا عن الرونق الجمالي الذي يضيفه على المصنوعات الذهبية والفضية عندما تطعم به وهو قوي وصلب ومؤثر في الزجاج دون أن يتأثر علاوة على رسومه الجذابة.
وللعقيق ألوان زاهية مثل العقيق الأحمر والرطبي والمشمشي والكبدي والتمري والأزرق والأسود والأبيض ، كما يتوفر ما يربو عن 20 نوعاً للعقيق اليماني أهمها العقيق الروماني أو العقيق الأحمر «سرد» والعقيق المشجر الذي يتميز بأشكال ورسوم طبيعية وينقش عليه لفظ الجلالة وعبارات أخرى ونوع آخر يسمى بالفص المزهر أو الجزع البقراني النفيس ويصنع منه قلائد وخواتم ، ويعد الجزع البقراني سر شهرة العقيق اليماني وأرقى أنواع العقيق المستخدم في الزينة ، ويوجد للعقيق اليماني نوع آخر يسمى الزبرجد وهو اسم كريم ارتبط اسمه بموطنه الأول وهو جزيرة بالبحر الأحمر ويوجد إلى جانب هذه الأنواع فصوص أخرى مثل فص ياقوت ولونه بنفسجي وسماوي (أزرق) وزمرد ولونه أخضر وفيروزي مائل إلى الزرقة ، هذا إلى جانب حجر «أظافير الشيطان» والذي يوجد عليه عروق من نفس الحجر تشبه النجوم، و«حجر عين الهر» و«عين النمر» الذي يتلألأ كأعين النمر عند تعرضه للضوء.
صناعة الفضيات
تحظى فضيات اليمن بشهرة عربية وعالمية واسعة نظراً لجمالها ودقة صناعتها وتعدد فنون صياغتها محتفظة بعطر التاريخ ورائحة الأصالة، كما تعتبر صناعة الفضة من الصناعات الحرفية الأصيلة التي تعكس الوجه الحضاري للبلاد، وتؤكد تمسك الإنسان اليمني بجذوره العريقة.
ومنذ ظهور الحضارة اليمنية القديمة معين، سبأ، حمير أبدع الحرفيون الفنيون من مختلف المناطق في صناعة الفضيات بمختلف أشكالها.
ومن أهم الصناعات وأبرزها على المستوى المحلي وعلى مستوى الوطن العربي:
- الصناعة البوسانية: ترجع إلى الصانع يحيى البوساني من يهود اليمن وقد برع في صياغة (الثومة) أو (التوزه) بطريقة معينة وهي أحد أشكال العسيب اليمني (الغمد) الذي توضع فيه الجنبية وتعتمد على تشكيل أسلاك الفضة الدقيقة في وحدات زخرفية هندسية بديعة.
- الصناعة البديحية: تنسب إلى أحد يهود اليمن وتتميز بتخصصها في القلائد والمشاذ والشميلات (الأساور) وتعمل بطريقة الصب.
- الصناعة الزيدية: التي اشتهر بها الصاغة في مدينة الزيدية في محافظة الحديدة وتتميز باعتماد الزخارف النباتية في الصياغة واعتماد الوحدات الزخرفة الإسلامية وقد اشتهرت بصناعة السيوف والخشب المزينة بالفضة.
- الصناعة الأكوعية: نسبة إلى صاغة مشهورين من أسرة الأكوع تخصصوا في صياغة أغمده الخناجر والجنابي.
وأشهر أنواع الفضة جودة في اليمن هي الفضة البوسانية وتأتي الفضة البديحية في المرتبة الثانية والفضة المنصوري في المرتبة الثالثة وتحتل المرتبة الرابعة الأكوعي والخامسة الصناعة الزيدية والتي تميزت أعمالهم بظهور لفظ الجلالة وأسماء الرسول والآيات القرآنية .
من الصناعات الفضية في أسواق الفضة بصنعاء القديمة بالتحديد سوق الملح :
البنادق العربية القديمة المزينة بالفضة ويعود عمرها إلى أكثر من 400 عام عندما كان الأتراك في اليمن .
الصناديق الخشبية هي بدورها مرصعة بالعقيق ومزينة بالفضة ، بعض أنواع الفضة أسعارها تصل إلى 3 أضعاف سعر القطع الذهبية المشابهة لها في الحجم ويرجع ذلك إلى أن القطع الفضية تحتوي على أشكال جمالية وهندسية صنعت باليد من الصعوبة بمكان تطبيقها على معدن الذهب .
الفوانيس في سوق صنعاء المطرزة بالفضة والأباريق الخاصة بالقهوة والمباخر المشكلة على شكل غزلان وثعابين .
أدوات الزينة للمرأة ومنها: العنابش وهي عبارة عن سلوس مكونة من فضة ومرجان تتزين بها المرأة، الدقة وهي عبارة عن مصنوعة فضية مع الكرب تزين بها المرأة صدرها، المعصب ويتكون من عصابة الرأس إلى جانب (البليزق) وهي الأساور و(المشاقر) أي أخراص الأذن، وتنقسم المعاصب في صناعتها إلى معصب حضرمي ومعصب يدوي يستخدمه أهل مأرب وشبوة والجوف ، أما المخانق فهي حلية فضية تلبسها المرأة حول عنقها. والكروك فهو نوع من الصناعات الفضية التي تلبس في العضد أما الخلاخل فتلبسها النساء في بلادنا على كعوب أرجلهن ، المكاحل وهي نوعان للرجال والنساء وتستخدم لحفظ كحل العيون.
ومن المصنوعات الفضية التي يزخر بها سوق الفضة بسوق الملح أيضاً (الثوم الفضية)، ومن أهم المناطق التي تشتهر بصناعة الثومة والعسوب الفضية منطقة عابري ، الزيدية ، والثومة البيضانية بمحافظة البيضاء، وكذلك صناعة الحلية (السكين) تلبس خلف العسيب في مناطق تهامة والمناطق الساحلية اليمنية خلف الجلب التي عادة ما يلبسها المسنون وهي عبارة عن عسيب معكوف على شكل زاوية قائمة.
لحروز وهي عبارة عن مصنوعة فضية تحفظ فيها آيات القرآن الكريم التي تحرس الإنسان من الشر والعين وغير ذلك وتنقسم إلى نوعين نوع للرجال وآخر للنساء ، أما صناعة السيوف اليمنية فكانت مادة الفضية تزين الأغماد والمقابض بنقشات وأشكال جمالية.
ويتم عرض هذه المنتجات الفضية في سوق المخلاص الموجود في صنعاء القديمة المعروف بسوق الملح.
صناعة النحاسيات
لازالت صناعة الأدوات والتحف النحاسية تحتل مكانة مرموقة في المجتمع اليمني، حيث حافظ الحرفي اليمني على أصول هذه الحرفة القديمة التي ارتبطت بصناعة العديد من الأدوات التي تستخدم في أعمال العبادة وفي حياتهم اليومية .
ظهرت صناعة النحاس على نطاق واسع في جنوب الجزيرة العربية و تشير اللقى الأثرية التي عثر عليها في عدد من المواقع الأثرية اليمنية إلى براعة الحرفيين اليمنيين في صناعة الأدوات المصنوعة من النحاس حيث عثر في أحد المواقع التي تم التنقيب فيها مؤخرا على الكثير من الصناعات النحاسية من أبرزها عصا نحاسية انتهى أحد طرفيها على شكل حية تدلت إلى أسفل، وتعود إلى آخر أيام الحميريين كما يشير الباحث إبراهيم بن ناصر بن إبراهيم في كتابه «الحرف والصناعات في ضوء نقوش المسند الجنوبي» الذي تتبع فيه أهم ما ورد عن الحرف اليمنية في المصادر اليمنية القديمة وأبرز ما تم العثور عليه من قطع كتلك المصابيح البرونزية والنحاسية التي عثرت عليها البعثة النمساوية إضافة إلى تلك المتواجدة في المتاحف اليمنية والعالمية .
ويعود اهتمام الحرفي اليمني باستخدام مادة النحاس في العديد من الصناعات اليدوية التقليدية منذ القدم إلى انتشار خام النحاس بكثرة في البيئة اليمنية .
ومن أهم الصناعات النحاسية المنتشرة في الأسواق اليمنية :
الأباريق النحاسية المزينة بالكتابات المنحوتة من الشعر العربي، والحِكََمْ والأمثال المأخوذة في الغالب من ديوان « الإمام الشافعي»والمطعمة بالعقيق.
الأدوات المنزلية المصنوعة من النحاس والمزينة بالكثير من الزخارف والنقوش الدقيقة والعبارات الشعرية والحكم والأمثال القرآنية المنحوتة على سطوحها .
الفوانيس التي كانت قفصية ودائرية الشكل، تتكون من عدة قضبان حديدية وفيها حامل لشمعة توضع فيه، وله طبق في أسفله يسح إليه الشمع وله قوائم يقف عليها ورأس أو غطاء في أعلاه.
مرشات العطور التي يتم عمل أقماع من الفضة تركب على أعناقها، وتركب لها أيضاً قواعد من الفضة .
كؤوس الشرب التي كانت تصنع من النحاس الجيد المزخرف والمنقوش .
المزاهر النحاسية المزخرفة بنقوش إسلامية مخروطية الشكل من أعلى، ودائرية الشكل من أسفل، وعمقها مجوّف تستخدم لحفظ باقات الزهور والنباتات العطرية يانعة لمدة طويلة .
أدوات الزينة والتجميل كالمكاحل التي كانت تصنع من النحاس وقد تكون المُكْحِلةُ مزدوجةٌ واحدة للكحل الأسود والأخرى لمادة الإثمد، أو منفردةٌ ولها قاعدة تقف عليها.
المباخر والشمعدانات والمحابر التي عبارة عن ساق طويلة مجوفة ومستطيلة ولها غطاء جانبي يمكن فتحة وإغلاقه وتستخدم لحفظ الأقلام والأوراق الهامة، ويثبت في خارج الأسطوانة وعاءان أو ثلاثة أوعية لها أغطية محكمة تستخدم واحدة لحفظ الحبر السائل، والثانية والثالثة لحفظ مادة الحبر الجاف، وهي مصنوعة من النحاس ومزخرفة .
إضافة إلى العشرات من الأواني النحاسية التي تستخدم في البيت اليمني ملاعق الطعام والأباريق والقدور ودلال القهوة والمواقد التي تستخدم لإشعال الفحم الخاص بالطبخ.
ويتم عرض هذه المنتجات النحاسية في العديد من المواقع في صنعاء القديمة كما هو الحال في «سمسرة النحاس» التي كانت في السابق سوقا للأدوات النحاسية وتحولت اليوم إلى مركز لإحياء الحرف اليدوية التقليدية وتطويرها، ويتم فيه عرض الكثير من المصنوعات النحاسية المطعمة بالعقيق اليماني والفضة الخالصة .
صناعة الفخار
بدأت صناعة الفخار منذ أن بدأ الإنسان يحتاج للأواني. والبدايات الأولى لصناعة الفخار في اليمن ترجع إلى حوالي 2600 م. بحسب اكتشافات البعثة الإيطالية في المرتفعات الوسطى بقيادة دميغريه ، وكذا الحفريات التي قام بها عبده عثمان غالب في سنة 93م أثناء رئاسته لقسم الآثار بجامعة صنعاء. إذ عثر على فخار سمج خشن الملمس من النوع البسيط جدا في صناعته، أما في المناطق السهلية من اليمن وتحديداً في سهل تهامة فقد ظل الأمر مجهولا لعدم قيام أعمال تنقيب أثري منتظم بشكل علمي، وفي العامين 96، 97م، قامت البعثة الكندية التابعة لمتحف اونتاريو الملكي بأعمال تنقيبات في سهل تهامة بقيادة (إدوارد كيل) وتحديداً في قرية الميتنة تضمنت تحريات في تل الكتف الأحمر الكبير الذي أرخ إلى الفترة الزيادية (دولة بني زياد) بمعنى الحقبة الإسلامية.
ويستخدم الفخار في أغراض عملية إلى حد كبير فهو يشمل أواني ذات ملمس ناعم لحفظ المياه وأواني للطبخ وأكواباً. ومن أهم الأماكن والمواقع التي تشتهر بصناعة الفخار في اليمن نجد منطقة تهامة كحيس وزبيد والجراحي وبيت الفقيه تليها عتمة ووصابين وريمة ومنطقة الحجرية والعديد من مناطق صنعاء وحضرموت وغيرها حيث حافظت هذه المناطق على صناعة الفخار بأنماطها التقليدية وألوانها المتعددة والزاهية.
حرفة صنع القوارب
ارتبطت صناعة القوارب التقليدية «السفن» بحياة الإنسان منذ قديم الأزل خاصة قبل الطوفان ورسو سفينة سيدنا نوح عليه السلام بعده على جبل الجودي، والتي كانت تحمل على ظهرها أصول الكائنات الحية، ومنذ ذلك التاريخ عرف الإنسان هذه الصناعة أو المهنة التي ارتبطت بحياة البشرية خاصة أبناء السواحل والمدن والقرى البحرية إبتداءً من القوارب الصغيرة حتى السفن العملاقة.
وقد برع فيها كثير من أبناء اليمن في مختلف المدن الساحلية سواءً في الحديدة أوعدن أو حضرموت وغيرها واشتهروا بالإتقان في صناعتها خارج اليمن في دول مثل الكويت وإيران ودول القرن الإفريقي، ويبدأ العمل في صناعة القوارب بتركيب «الهراب» وهي القاعدة أو العمود والتي نصلحها من شجرة السدر «العرج»، ويليه تركيب السمكة في الخلف ثم «الهنام» في الإمام ثم «المالكي» وهو أول لوح يركب في السفينة أو القارب بعدها الأخماس أو «الأعضاء» وهي الألواح الثلاثة التي يبنى عليها القارب وهذه تعتبر نصف المرحلة، ثم نقوم «بتجليسه» أي تسويته بميزان مائي أما المرحلة التي تلي ذلك فهي تركيب الهداريس التي تمسك القارب ثم «التناكيب» التي يركب فيها الهدروس، بعدها يكون القارب قد أكتمل تركيبه وأصبح جاهزاً، وهذه المراحل أو الطرق تنطبق على جميع القوارب عدا الفلوكات الصغيرة.
ومن أهم المناطق المشهورة والتي ما زالت تقوم بهذه الصناعة هي اللحية - الخوخة - الخوبة - ابن عباس (ميناء قديم)،- المخاء - الصليف - كمران.
الجبن اليماني
تعتبر الأسواق الشعبية من أشهر أسواق اليمن في عرض سلعة الجبن الطبيعية المصنوعة محلياً والتي تشكل عنصراً هاماً من عناصر الجذب السياحي ، وتشتهر صناعة الأجبان في مناطق مختلفة من الريف تتميز بصناعتها في منازل المواطنين، ويتم تصديرها إلى مختلف المحافظات وبلدان العالم أيضاً.
وتشكل الأجبان أشهى وجبة صباحية لكثير من المواطنين والزوار الذين يقبلون على تناولها في الأسواق الشعبية التي تقدم إفطاراً أو وجبات أخرى من السحاوق «مخلوط ثمرة الطماطم مع الجبنة المحلية».
صناعة كوافي الخيزران
تتميز محافظة حجة بعدة صناعات يدوية إلا أن أشهرها صناعة كوافي الخيزران «الطاقيات» التي تبلغ قيمة الواحدة منها مابين«1000-30000» ريال حسب جودة العمل ونوعية الخامة المصنعة منها، وتصنع الكوفية من لحاء شجرة تسمى«الخيزران» وبطريقة فنية غاية في الدقة والروعة، وقد تستمر أحياناً صناعتها شهراً كاملاً.
الأصالة في حياكة المنسوجات
للحياكة مراحل عديدة وتعتبر عملية سهلة جداً بداية من غزل صوف الحيوانات لاستخراج الخيوط بإستخدام آلة الغزل وآلة حياكة البسط، إن الحياكة بشكل عام شأنها شأن بقية الحرف اليمنية القديمة كانت مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالأسرة فهناك أسر كثيرة اختصت بحبكة الملابس الحوكية وبحياكة الملبوسات الحوكية، أما حياكة البسط فأختص بها أهل الريف وأكثر أنواع الحياكات حياكة الأحزمة لما تتطلبه من دقة في النقش وتوازن في الخيط.
ويستعين الحرفي بقطعة خشبية منفصلة عن الآلة يدخلها بين الخيوط تساعده على ترتيب ورصف الخيوط بشكل دقيق وموزون ويزخرف البساط بواسطة الحفر، ويكون البساط محفوراً إلى الداخل بما يشبه الحفر على سطحه وتستغرق عملية حياكة البساط الواحد مدة زمنية مناسبة مقارنة ببدائية الآلة المستخدمة في العملية فقد تصل المدة إلى يومين وربما أكثر بحسب النوع والحجم.
توجد الكثير من المناطق التي تميزت بهذه الصناعات هي (الدريهمي - الحوك - بيت الفقيه - منظر - زبيد - المراوعة) وغيرها من المدن وقرى الحديدة.
ومن الملبوسات والملابس الحوكية: الحزام - المعوز الحوكي - المقطب - المعجر - ... إلخ
التميز في صناعة البخور والعطور
يوجد نوعان من البخور «البخور الأسود» و «البخور الأبيض». وكل نوع من النوعين ينقسم إلى صنفين البخور العرائسي والبخور العادي.
وتختلف صناعة البخور والطيب من منطقة لأخرى أو من صانع لآخر بحسب المكونات أو مهارة الصانع وإتقانه لصنعته.
أصل هذه المهنة هي شجرة النخيل التي توصف بأنها صديقة البيئة لأن جميع مخلفاتها يستفيد منها الإنسان، فللنخلة فوائد كثيرة خلاف ثمرها حيث يصنع من أليافها الحبال ومواد الحشو للأثاث، ومن أوراقها الزنابيل والقفف والقبعات الشعبية، ومن جريدها تصنع السلال وأوعية نقل الفواكه والخضروات وصناعة الأثاث الخفيف مثل الكراسي والأسرة، ومن نوى التمر تستخرج زيوت وتستخدم البواقي كعلف للحيوانات وجذع النخلة المقطوعة يستخدم لتسقيف المنازل الريفية وكدعامات.
منتجاتها
تنتج حرفة صناعة السعف كثيراً من المنتوجات التي تعتمد على الأيادي في صناعتها دون تدخل أي آلة مرافقة أو حتى مساعدة، كما تعتمد على التركيز والدقة لما تحتاجه من اتقان.
ومن أشهر منتجاتها والتي لاتزال تتداول حتى اليوم وإن كان بشكل ضئيل السفرة «أو المهجانة» السلة، الجفير،الزبيل، الجلف،القفة، المهفة، الشنطة والقبعة بمختلف الألوان والأحجام، وهذه المنتجات منتشرة في معظم القرى اليمنية، وتختص بإنتاجها النساء، وبالإضافة إلى النساء بالقرى، فإن هناك العديد منهن يعملن في مشروع الأسر المنتجة أو مراكز الحرفيين.
وكذلك من منتجات النخيل السباك، السرود والسبت وتستخدم في صناعتها الخوص وعذوق النخيل وهي منتشرة في قرى حضرموت، أما القراقير بمختلف أنواعها كالكيسة والميس والصيرم والسلة فتستخدم فيها عذوق النخيل فقط.
ولعل هذه الصناعة قديمة أيضاً إذ أن موادها ومواردها من نفس المناطق التي أشتهرت بها كوادي حضرموت ووادي تهامة إلا أنه يمكن القول أن الخوص الذي يستخدمه أهل هذه الحرفة أنواع كثيرة منه ما يسمى المسح وهو أجود هذه الأنواع وكذا البطبوطي والحرضة أو الخضرة كما يسميه بعض أهل هذه الحرفة،،ويتم جلب هذه الأنواع من الخوص من مناطق البادية في محافظة حضرموت ومن محافظة المهرة.
وتعتبر منطقة مدودة هي الرائدة في مجال الصناعات الخوصية،فقد اشتهرت منذ القدم بهذه الحرفة على وجه الخصوص ومازالت إلى يومنا هذا إضافة إلى بعض المناطق الأخرى في وادي تهامة.
الخبر.. (صناعة الزنابيل من سعف النخيل)
الخبر جمع خبرة وهي لفظة مستعملة عند حرفيي حضرموت، وهي زنبيل مصنوع من السعف يستخدم لحفظ التمور في النخيل قبل قطعه وتسمى هذه العملية: أي وضع التمر إذا بدت عليه علامات النضج في الخبرة بعملية القنامة، وتتميز الخبرة بشكلها الجميل الذي يشبه إلى حد كبير شكل الخف أو قارب الصيد فهي تتكون من جناحين متجافيين مفتوح طرفها وطرفها الآخر بيضاوي الشكل ويقسم الخبر حسب حجمه إلى خمسة أنواع رئيسية: العقدة وهو أكبرها حجماً يأتي بعده كبير الحوطة فكبير سيئون ثم الربع الشافي وأخيراً الربع الصغير، وتعد صناعة الخبر من الصناعات الخوصية التي تحتاج إلى خبرة في إعدادها، فهناك خطوات عملية خاصة تحتاج إلى فن وإتقان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.