رحل جورج حبش، رحل حكيم الثورة ، رحل والد كل القوميين العرب، رحل الرجل الأممي، رحل الثائر، رحل الإنسان الطبيب، رحل أبن فلسطين، ابن البلد، ولم ينس قبل رحيله أن يطمئن على غزة المحاصرة. عندما كان في داخل غرفة الإنعاش وفي اللحظات الأخيرة من حياته طلب من الطبيب أن ينادي على الرفيق / ماهر الطاهر مسؤول الجبهة في الخارج الذي كان يرافقه داخل المستشفى، وسأل / ماهر.. ما هي أخبار غزة، وما هي أخبار الحصار، قال له أطمئن ياحكيم الجماهير في غزة اجتاحت الحدود وفتحت معبر رفح ودخلت الأراضي المصرية، فرح الحكيم وقال : سيأتي يوم تفتح فيه كل الحدود العربية هذه كانت آخر كلماته وفارق الحياة. هذا هو جورج حبش في آخر دقيقة من حياته لم يفكر إلا بفلسطين إلا بالقضية الوطنية إلا في غزة المحاصرة من لا يعرف جورج حبش يكفيه أن يسمع ما قاله وهو يودع الحياة التي أفن فيها ما يزيد على الستين عاماً من النضال من أجل فلسطين من أجل القومية العربية, جورج حبش حمل الهم القومي حمل القضية الوطنية القومية العربية, وناضل من أجلها, ناضل من أجل الوحدة العربية, من أجل التحرر من الاستعمار من أجل الحرية والعدالة والمساواة. على يد جورج حبش ومساهمته في النضال التحرري, تحققت الكثير من الأحلام العربية وتحققت الكثير من الإنجازات الفلسطينية وفي مقدمتها إحياء الكيان السياسي الوطني الفلسطيني, وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. جورج حبش لقب من الزعيم الراحل أبو عمار بضمير الثورة الفلسطينية وحكيمها. رحل جورج حبش, والساحة الفلسطينية بأمس الحاجة إليه في هذه المرحلة التي تشهد فيها الانقسامات والصراعات ركناً بأمس الحاجة له ليلعب الدور التوحيدي الذي عودنا عليه. بالأمس رحل عرفات واليوم حبش وسبقهم قامات أبو جهاد, أبو الحول, غسان كنفاني, وديع حداد, الرنتيسي, الشيخ ياسين, ولكن الثورة ستبقى مستمرة.