صدرت مؤخراً عن مركز عبادي للدراسات والنشر المجموعة الشعرية الأولى ( أمسالة.. كبريتُ) للشاعر الشعبي أحمد سليمان ضمن سلسلة إبداعات يمانية. المجموعة الأولى لأحمد سليمان احتوت على تسعة وثلاثين قصيدة شعبية تتسم غالبيتها بالطابع التهامي كلون شعري متميز يحاول الشاعر إبرازه والتجديد فيه، وذلك ما يبدو واضحاً في جميع قصائد الديوان بدءاً ب(رسالة، لا ملام، الحقيقة، ذا القلب ما حنبه، ياقلب، على بابك، مظلومة، أحلى الصدف، أمسالة.. كبريت، صايم، شاسايلك، أمنية، لمحتها،) ومروراً ب( عينيك فعيني، بكرة السفر، درس المحبة، ظبي حجة، ماجاك مني، أماني الروح، من كشر، واريم أرض امجبل، يامن هويتك، عنيد، زوجة مخزن، إعلان). وانتهاءً ب(ياجامع المال، خاين، ماالسبب، الحب والأزمة، ساجي العيون، صوتك، ظبي وادي مور، إنته وأنا، أشواق وأشواك، كافي من الهجر كلنا لك أحمد، صنعاء الحلم والأمنية). ومن خلال تسعة وثلاثين قصيدة سبق ذكرها تدرك جيداً وأنت تقلب صفحات المجموعة الشعرية البكر للشاعر الشعبي أحمد سليمان أن الشاعر يعشق القصيدة الشعبية ويتفنن في صنعها، محاولاً تجسيد الكثير من همومنا ومعاناتنا اليومية والحياتية سواءً على الصعيد العاطفي أو الاجتماعي أو السياسي وحتى الاقتصادي ومجسداً ذلك في صور شعرية تتسم بالتجديد والجمال وفق رؤى نقدية وأدبية. الشاعر والأديب علوان الجيلاني أستهل المجموعة الشعرية بمقدمة أشار فيها أن (أحمد سليمان.. ليس أسماً من الأسماء فحسب، ولكنه ظاهرة تتعدد دلالات النطق بها في مجتمع مازال للكناية والرمز في لفته مكانتها القديمة، حيث رسم بإبداعه معالمه، وصبغه بروحه ونكهته.. فصار (لسليمان) لعناً يذكره الرواة والباحثون في الشعر الشعبي التهامي كما يذكرون ( البكيري) (الشعيبي). وأكد الجيلاني في مقدمته للديوان أن (أحمد سليمان الذي ظلت المرأة (امزخم) هاجساً وانشغالاً وتوقاً جارحاً يرحل خلفه لائباً قلقاً مستفز المشاعر لا يستفز على حال، وليس إلا الشعر ملاذاً له، واستطاع بإنسانيته وفكاهته ومرحه أن يفرغ من موضوع المرأة كل مواضيعه ومن فقد حبي لها قل الجمال المفتقد في حياتنا ومن قبح غيابها كل قبح الظواهر السيئة في مجتمعنا).