صدر مؤخرا العدد الجديد من (كتاب في جريدة) مخصصا لمجموعة (الأرض ياسلمي) القصصية للروائي اليمني المعروف محمد عبدالولي وقد كتب مقدمة للرواية في هذا الإصدار الدكتور عبدالعزيز المقالح مشيرا إلى أن "محمد عبدالولي هو رائد القصة الحديثة في اليمن، ولم تكن صفة الرائد التي تلحق باسمه اعتباطية أو من باب إضفاء الألقاب على من لايستحقها، وإنما كانت تقريرا عن حقيقة يعترف بها الجميع". وأضاف أن:"محمد عبدالولي يحاول أن يقترب برموزه كثيرا من من القاريء الذي يشعر أنه يكتشف عالما مبهرا حين يهتدي إلى حقيقة الرمز ومايختفي وراءه من دلالات فنية تجعل القصة ذات بعدين أحدهما: واقعي مباشر والآخر رمزي أبعد مايكون عن المباشرة وهو لايجيده كبار المبدعين في الفن السردي". (الأرض ياسلمى) هي أولى المجموعات القصصية لعبدالولي وتضم عدد من القصص هي من محاولاته الأولى -وفقا للدكتور المقالح- كتبها وهو طالب في القاهرة مشيرا إلى أن الكاتب كان يحاول الوصول إلى الثورة عن طريق الحديث في تلك القصص عن الهجرة والمهاجرين وعن الأرض التي تركوها لنسائهم وكراهيته للهجرة ومطالبته الناس بالتمسك بالأرض تحت كل الظروف إذ لاقيمة لإنسان لا أرض له. محمد عبدالولي من مواليد 12 نوفمبر 1939 بمدينة دبربرهان في أثيوبيا لأب يمني وأم أثيوبية ودرس في في مدرسة جالية اليمن هناك. زار اليمن وعمره ست سنوات عام 1946 ثم عاد إلى اليمن ثانية عام 1954 وسافر في 55 إلى القاهرة للدراسة ثم طرد من مصر في يونيو 1959 بتهمة الإنتماء إلى جماعات يسارية. سافر للدراسة في معهد جوركي للآداب في موسكو بالإتحاد السوفيتي وعاد إلى اليمن بعد قيام ثورة 1962 واشتغل في عدة مناصب منها في مكتب رئيس الجمهورية ثم قائما بأعمال سفارات الجمهورية العربية اليمنية في موسكو وبرلين ومقديشو وأخيرا مديرا عاما لشركة الطيران اليمنية. وأسس عبدالولي في تعز الدار الحديثة للنشر ثم سجن حتى العام 1968 ثم ثمانية أشهر في العام 1972. تزوج بامرأتين الأولى يمنية مولدة هي مشلي وله منها أيوب وبلقيس وسويدية له منها سارة وفاطمة. بدأ حياته الأدبية في منتصف الخمسينات وهو طالب في مدرسة المعادي الثانوية في إحدى ضواحي القاهرة. نشر مجموعته الأولى (الأرض ياسلمى) في بيروت عام 1966 والثانية شيء اسمه الحنين في العام 1972. له أيضا روايتين هما (يموتون غرباء) و(صنعاء مدينة مفتوحة) بالإضافة إلى المجموعات القصصية (العم صالح العمراني) و(ريحانة) التي صدرت عن اتحاد الأدباء. توفي محمد عبدالولي في حادث انفجار طائرة بحضرموت كانت تقل ديبلوماسيين من جنوباليمن في 30 /4 /1973م.