الكتاب يمثل المصدر الرئيسي لنشر العلم والمعرفة والثقافة في ربوع المجتمعات المتقدمة والنامية على السواء، وهذا ما يمكننا أن نتفق عليه جميعاً, وان كنا في زمن أصبح فيه مطالعة كتاب قيم مشكلة لأنك ستضطر للبحث عنه وللبحث عن وقت يمكنك قراءته فيه, فالقراءة أصبحت ترفاً لا يتمتع به إلا من يملكون وقتاً إضافيا ورغبة في التزود بالمعلومات عن طريق قراءة كتاب يمكنه أن يزيد رصيدهم الثقافي والمعرفي, هذا لا يمنع أن هناك من يشتري الكتب ليضعها في مكتبته كجزء من ديكور منزله , وليراها زواره فيحسدونه على مكتبته التي لا يعرف منها إلا عناوين الكتب وأسماء المؤلفين ويكتفي بذلك. وعلى الرغم من ذلك يوجد من يقدم لنا الكتاب إلى بين يدينا فعندما تتجول في شوارع العاصمة تجد بسطات الكتب منتشرة في كل الشوارع مما يسهل عليك إمكانية الحصول على كتاب وبسعر زهيد, فالبسطات الخاصة بالكتب أصبحت جزء من شوارع العاصمة لا يكاد يخلو منها شارع يعرض فيه الباعة الكتب القديمة والمجلات والمجلدات الدينية ، بعضها ممزق وأوراقه صفراء نال منها الزمن وأبلتها الأيام وبعضها لا يزال في حالة جيدة رغم قدمه، وهنا يمكن أن يوفر فرصا ذهبية في الحصول على كتاب لم تجده في المكتبة, أو وجدته لكنك لم تستطع دفع ثمنه, ففي المكتبات الأسعار مرتفعة, وقد تشتري نفس الكتاب الموجود فيها بنصف ثمنه أو أقل من البسطات ، ويكفى أن تبحث جيدا وتصبر بعض الوقت، خاصة إذا ما كنت تبحث عن كتاب مدرسي معدوم , مصادرهم التي يحصلون منها على كتبهم متعددة , كل ما أعرفه أنهم يعرضون كل ما يمكن أن تفكر في شراءه وما لا تتوقع أن تجده. كل ما ذكرته من فوائد للبسطات الخاصة بالكتب هي حقائق لا يمكننا الاختلاف عليها, فتلك البسطات ثروة لا تخفى إلا على غافل أما بالنسبة للباعة فمنهم متخصصون لا يبيعون إلا نوعية معينة من الكتب والبعض الآخر وهم الأغلب يبيعون كل شيء, وأعني بكل شيء كل ما يمكن أن تتوقعه من أنواع الكتب ابتداء من الكتاب المدرسي ومروراً بالعلمي والثقافي والأدبي والديني والفكري وكل أنواع المجلات قديمها وجديدها , بين هذه الكتب تدس مجلات وكتب أخرى لا يمكنني إدراجها تحت أي من الأصناف السابقة, وهي ما دعاني لكتابة هذا المقال فهذه الكتب والمجلات ما هي إلا سموم من ورق, تعرض وتجد من يشتريها وهم غالباً من المراهقين وطلاب المدارس. تساءلت أين الرقابة على هؤلاء الباعة الذين لا يدرون أي جريمة يرتكبونها أو (يدرون ) وأصبح هدفهم هو جمع أكبر قدر ممكن من المال بأي طريقة, إلا توجد جهات تختص بمراقبة هؤلاء وردعهم. *مدير تحرير مجلة أضواء الشموع [email protected]