دول الخليج والجهات الدولية المؤثرة لديها إجماع تأريخي ونادر على إصلاح اليمن الحالة الاقتصادية الصعبة هي القنبلة التي نخشى انفجارها المواطنة السوية المركزة على العدالة والديمقراطية والتنمية الشاملة هي المظلة الأمنة لكل التنوعات المذهبية والمناطقية والسياسية أجرت صحيفة (السياسة) الكويتية حواراً صحفياً مع الأستاذ عبدالرحمن علي الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، ونشرته في عددها الصادر يوم السبت 30أغسطس2008، في مايلي نص الحوار: صنعاء - أجرى الحوار يحيى السدمي: قال زعيم حزب رابطة أبناء اليمن "المعارض" عبدالرحمن الجفري: إذا لم تسارع الدولة اليمنية الى حل المشكلات بين أبناء صعدة وبسط سلطتها على القرى والمناطق فانه لايستبعد عودة الحرب بين قوات الجيش والمتمردين "الحوثيين" من جديد, ووصف في حوار مع "السياسة" مايحدث في المحافظات الجنوبية من أعمال احتجاج ومظاهرات واعتصامات تكاد تكون شبه يومية "انها أخطر مما نتصور", وقال: "القضية أصبحت بهذه الحدة لأن جراحاً لم تُعالج, وتركت لتتقيح, وإذا كان في العام 1994 وقعت حرب فهذه الحرب المتوقعة أخطر اذ في تلك الحرب لم يكن هناك بناء لجدارحساسية بين شمال وجنوب", متهما بعض الأحزاب باستغلال هذا الموضوع في الفترة الأخيرة "عندما بدأت تشعر أنها مرفوضة في المحافظات الجنوبية", ودافع الجفري عن المعتقلين السياسيين على ذمة أحداث الجنوب وقال: "نحن مع حق كل إنسان في التعبير عن رأيه حتى ولو كان يراه غيره خطأ, طالما لم يأخذ سكينا ولاعصا ولم يذبح أحدا لتنفيذ رأيه", وقال زعيم حزب رابطة أبناء اليمن ان الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في العام 2009 اذا جرت فستكون وفقاً للانتخابات السابقةوستعيد انتاج ما هو موجود لوبالغ المتفائلون", معبرا عن خشيته من حدوث ما وصفه ب(الأسوأ), وتطرق في الحوار الى قضايا أخرى بينها علاقته بالحزب"الاشتراكي" وقادته في الخارج, وفي مقدمهم "الأمين العام الأسبق للحزب علي سالم البيض", ومسألة التوريث وما يثار بشأنها وموقفه منها, وموقف حزبه "رابطة أبناء اليمن" من التكتلات الحزبية التي تشهدها الساحة اليمنية من خلال تكتل اللقاء المشترك الذي يضم "الاشتراكي" و"الاصلاح" وأربعة أحزاب أخرى وتكتل التحالف الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه حزب "المؤتمر" الحاكم, إضافة إلى قضية انضمام اليمن إلى مجلس "التعاون الخليجي". وهذا نص الحوار: وضع محتقن في الجنوب ومشكلة صعدة التي لم تنته بعد وأوضاع اقتصادية صعبة وأعمال إرهابية بأكثر من منطقة يمنية .. إلى أين تسير اليمن؟ - يصعب على أي عاقل أن يجازف بتنبؤات في ظل الظروف التي ذكرتها والمصاعب المعقدة التي تعيش فيها بلادنا , لكن في نفس الوقت يمكن أن نقول لو حصل كذا لكانت النتيجة كذا هذا يمكن قوله , فقضية صعدة نرجو الله أن تكون انتهت ولو أن هناك مصاعب غير عادية موجودة داخل صعدة نفسها , يجب أن نعرف أن هذه حرب صار فيها دمار وقتل , قتلٌ غير عادي ودمار لكثير من قرى صعدة , لا نستطيع أن نحمّل طرفاً المسئولية الكاملة عن هذا الدمار ولا جدوى من ذلك وهذا مسئولية وثمن كل حرب كهذه, وأيضا جراح في إطار أبناء صعدة فلو أن الدولة تعالج هذه الجراح بسرعة ولا تساعد على استفحالها , وهذا في غاية الأهمية , فسيساعدها هذا على بسط سلطتها على القرى والمناطق النائية من صعدة وجبالها , لكن لو بقيت الجراح في إطار صعدة بين الناس بعضهم البعض فهذا قد يكون أعلى كلفة على الوطن من الحرب نفسها..فهي لم تعد جراح حوثي ودولة بل جراح بين الناس نتيجة لموقف هذا هنا أو هذا هناك، أو تدمير بيت هذا أو فقد هذا لابنه أو ابنته أو لأخيه أو أخته أو لزوجته أو أمه , فإن لم تقم الدولة بحل سريع لهذه الإشكالية الداخلية فلن يكون بإمكانها بسط نفوذها على مديريات صعدة ولا الحوثي يقدر أن يبسط نفوذه فليس بمقدور مجموعة من الناس بسط نفوذها على صعدة؛ لأن هذه مهمة الدولة وليست مهمة أية جهة أخرى غيرها. هل تتوقع عودة الحرب بين الحوثيين والحكومة؟ - هذا يعتمد على حل هذه المشاكل بين أبناء صعدة , فلو استفحلت ستدفع بإعادة الحرب لأن كل منهم إذا هو محسوب على هذا الطرف أو ذاك سيستدعي الطرف الذي هو محسوب عليه بطريقة أو بأخرى بفعل يجبر الطرف الذي هو متهم بالانتماء إليه بالدخول في إشكالية , وأنا أعرف أن الدولة تبذل جهوداً، ووزير الإدارة المحلية عبدالقادر علي هلال ومحافظ محافظة صعدة يبذلون جهوداً وزاروا ويزورون مناطق مثل حيدان ومران وساقين وغيرها , لكن المسائل ليست بالسهولة التي نتصورها ,إلا أن هذا لا يقلل من أن القرار الذي اتخذه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بإيقاف الحرب في صعدة كان صائباً وجريئاً وقراراً مسئولاً وأي كلام غير هذا أعتبره مجانباً للصواب، وأرى أن من المهم الآن أن يصدر قرار حاسم وحازم وواضح من فخامة الرئيس ويتم دعمه باتفاق لكل الرموز القبلية والاجتماعية في صعدة وبنداء من رموز العلماء المؤثرين ..بأن كل ماحدث ليس قبلياً ولا يجوز تبادل الانتقامات والثأر نتيجة لما حدث، وأن الدولة قد تكفلت بإعمار ما تهدَّم، وبعلاج للنتائج وللجراح، بصفتها دولة للوطن كله بكل فئاته. هل تخشون من تدخلات خارجية لإعادة إذكاء الصراع والحرب من جديد في صعدة ؟ - أنا لا آخذ بكلام الصحف بدون توثيق، فصعدة ليس لها حدود مع أحد سوى المملكة العربية السعودية، وأنا أعلم علم اليقين أن المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تساعد في صراع كهذا ليس في مصلحتها ولاهي تريد لسبب بسيط، فالمنطقة الإقليمية العربية والتي هي دول الخليج والجهات الدولية ذات النفوذ المؤثر لأول مرة في التاريخ كلها مجمعة على صلاح الأحوال في اليمن وليس على فساد الأحوال في اليمن , وهذا إجماع تاريخي نادر، وعلينا نحن أبناء اليمن أن نستغل هذا الإجماع لنصلح بلادنا , قد تكون هناك دول أخرى لها مصالح من وجود مشاكل في اليمن لكن سيكون أثرها ضعيفاً جداً إن نحن أحسنَّا التصرف. وبالنسبة لما يحدث في المحافظات الجنوبية من اعتصامات ومظاهرات واحتجاجات شبه يومية ؟ - ما يحدث في المحافظات الجنوبية هو أخطر مما نتصور, القضية أصبحت بهذه الحدة؛ لأنَّ جراحاً لم تُعالج وتركت لتتقيح، وإذا كان في 94م حرب فهذه أخطر , ففي 94م لم يكن هناك بناء لجدار « لا أريد أن أقول كراهية « فأقول حساسية بين شمال وجنوب لم تكن موجودة في كل المراحل السابقة.. كان هناك شماليون كثيرون موجودون في عدن وكانوا في عيوننا ليس كلاماً عاطفياً بل أقول ذلك بصدق , كان هناك مجاميع من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والشرطة العسكرية ومن الأسرى أخذناهم أيام الحرب إلى المهرة وكانوا مؤمنين ولم يستطع إنسان أن يسيء إليهم ولو بشق بكلمة .. اليوم إذا نزلت إلى عدن وعرفوا أنك من الشمال ستسمع كلاماً لن يسرك ولن يسرني , وهذا الكلام جديد علينا على قلوبنا وعلى تقاليدنا وعلى نفسياتنا لم نألفه .. فحتى الخصوم إذا جاءوك ستعاملهم بمودة فكيف إذا كانوا من أهلك، فالذي حصل هو تراكمات سيئة وكثيرة , وأنا أقول لا نرمي ذلك على أية جهة وحدها أو بعينها منفردة , كون هناك جهات تستغل هذا الأمر ..وهو شيء طبيعي أن أية إشكالية عندك كدولة لابد أن يستغل خصومك من الداخل ومن الخارج معارضة من الداخل ومعارضة من الخارج .. أنا أقول الذي أدى ،بدءاً، إلى هذا الوضع من التوترات والاحتقانات في الجنوب هم أناس في الدولة وليس الدولة، هناك فرق كبير , أ ناس إما عن غباء أو غرور أو حسن نية أو سوء نية أو عنجهية سمِّها ما تسمها , لكن التصرفات إزاء الناس هي التي تسبب أمراً كهذا , وبالتالي الناس بدأوا يطالبون بحقوق مالية أو وظيفية وكانت بعض الأصوات هادئة.. ولو حتى قيل إنّهم بالغوا في الطلب إنما للأسف لم يتعامل معهم بجدية، بل باستخفاف وكأن هؤلاء لا قيمة لهم , وهذا أضاف نوعاً من الملح على الجرح، فبرزت هذه التراكمات في شكل مطالب سياسية، على اعتبار أن المفتاح للحلول هو من مدخل الإصلاحات السياسية, وحين نبسط الأمور ونقول هذا شيء بسيط أو سهل فنحن نخدع أنفسنا. لكن هل يعقل أن تصل المطالب السياسية إلى دعوة للانفصال؟ - ممكن يوصل عند الإنسان الذي انجرح أن ينفصل عن أبيه وأمه .. الإنسان الذي ينجرح من زوجته يطلقها , زوجته أم عياله , نحن نتكلم عن عمل سياسي عمل وطني ليست العواطف هي الحاكمة الوحيدة فيه , صحيح العواطف جزء مهم , لكن العواطف وحدها تنتهي تذوب , وباقي العوامل والمصالح التي تساعد على ارتباطي بك أو بالآخرين عندما تضعف أو تنتهي تتحول العواطف إلى عواطف أشد اشتعالاً ولكن في الاتجاه المضاد , فلا نفكر أن المسألة بهذه السهولة فلا تنتظر من غاضب ومقهور وشاعر بغبن أن تكون كل تصرفاته خاضعة لميزان العقل وحدة، فعاطفة الغضب أو المودة هي الأشد أثراً في تصرفاته وأفعاله. ألا ترى أن الأحزاب استغلت هذه المطالب ؟ - تريد كلاماً جاداً أم لا ؟ لماذا نهرب ؟من صنع هذا؟ , والأحزاب - وأقول بعض الأحزاب- لم تستغل هذا الموضوع إلا مؤخراً جداً عندما بدأت تشعر بخطر أنها مرفوضة في المحافظات الجنوبية , أنا أُشتم في بعض مواقع إليكترونية من قبل بعض من إخواننا الجنوبيين وليس عندي مانع أن أتحمل الشتيمة، فذلك أهون عندي من استغلال عواطفهم , أنا أفضل أن يشتموني وأن ينتقدوني ويقولوا إني بعت وإني اشتريت , وأنا الحمد لله لست محتاجاً لا لأن أبيع ولا اشتري , أفضل أن يقال هذا الكلام فهو كلام , في النهاية إن كانت هذه الصفات في فمهما نفيتها فستظل فيَّ وإن كانت هذه الصفات ليست في فمهما قالوا فلن تكون فيَّ , ومن ثوبه طاهر صلى .. لكن أفضل أن يقال ما يقال على أنني أخدع الناس أو أستغل عواطف ثائرة أوغضب ثائر, ولست مستعداً لركوب الموجة لأخدع الناس وأتَوِّهَهُم بكلام غير صحيح , أو بموافقتهم على مطالب لا أعتقد بصحتها. وأقول لك شيء إذا المسألة لعب على موجة الجنوب وعلى عواطف الناس , فلا أقرب إلى الجنوب من حزب الرابطة وهو الأقرب لقلوب الناس , نحن من سمى الجنوب جنوباً وليس أحد غيرنا , ورفضنا الانجليز وسمى الانجليز جزءاً من الجنوب جنوباً وعزل حضرموت والمهرة , لكن نحن من سماه الجنوب العربي لتكون أول وحدة للجنوب العربي , وهذا منصوص ومثبت بأدبياتنا , ثم تقوم وحدة الجنوب العربي الكبير وسميناه اليمن الطبيعية في الخمسينيات , وعندما كنا في ذروة حرب 94م , قلت إن انفصالنا « عن نظام وليس عن وطن، ونريد الوحدة أن تكون على أسس صحيحة « وفي الأسبوع الأخير من مايو عام 1994م يمكنكم سؤال إخواننا من المحافظات الشمالية الذي كنا وهم معاً في المنفى ماذا كنا نقول وأرسلنا شريط فيديو بما كنا نقوله في ذلك الوقت. وبالنسبة لقضية المعتقلين على خلفية أحداث الجنوب؟ - نحن أولا مع حق كل إنسان في التعبير عن رأيه حتى ولو كان يراه غيره خطأ. مهما كان ؟ - طالما لم يأخذ سكيناً ولا عصا، ولم يذبح أحداً لتنفيذ رأيه إذا أنا قوي في حجتي لا يهمني شيء حتى لو اعتبر البعض ،وقد يكون كلامهم ليس بعيداً عن الصحة، أن ما يقال بعيداً عن الدستور والقانون، فهناك أمور كثيرة تقال بل تفعل بعيداً عن الدستور والقانون , إذا كان الموضوع موضوع كلام ورأي وسيقف عند حد القول السلمي والحركة السلمية المشروعة فإن واجبي أن أستمع إليه وامتص غضبه بالاستجابة للمطالب المشروعة وأتحمله وارد عليه الحجة بالحجة إن خرج عن المشروع , لكن إذا رفع السلاح في وجه الدولة فهذا خط أحمر..وبالمثل إن واجهت الدولة القول والرأي بالسلاح. وماذا عن الحالة الاقتصادية الصعبة والأعمال الإرهابية؟ - الحالة الاقتصادية الصعبة هي القنبلة التي نخشى انفجارها في أي لحظة..وإن حدث ،لا سمح الله، فلن تبقي ولن تذر..ورغم جهود الإصلاحات الاقتصادية إلا أنها تذهب هباءً فالإناء السياسي والإداري الحامل لها «غربال»..ولا يمكن نجاح إصلاحات في أي جانب مالم تكن في إطار إصلاحات شاملة تتصدرها الإصلاحات السياسية. أما الأعمال الإرهابية والتطرف فقد حللنا أسبابه في مشروعنا للإصلاحات الشاملة ..وآن الأوان أن نبعد العامل العقائدي عن الاستخدام في معادلاتنا السياسية وأن تعود معاهدنا ومساجدنا إلى جذور ما كان سائدا في مجتمعنا ومدارسنا الدينية من تسامح واعتدال وتعايش وابتعاد عن التبديع والتكفير وهي الفتايل المهيجة «للتفجير». هل تتوقع أن تعيد الانتخابات القادمة خارطة ما كان موجوداً ما قبل حرب 94م فيسيطر الاشتراكي على مقاعد مجلس النواب « الجنوبية « والمؤتمر على « الشمالية «.. في ضوء ما يحدث في الجنوب حاليا ؟ - لا اعتقد , أن تتكرر خارطة ما قبل حرب 94م لايمكن , فالخارطة السياسية المنتجة لماكان قد تغيرت , فبرغم قيام الوحدة كان الاشتراكي يحكم الجنوب والمؤتمر يحكم الشمال واتفقا على الدوائر الانتخابية ولا أعتقد أن أحداً منصفاً يمكن أن ينكر هذا , فقد كان لدي قائمة بالفائزين من يوم 26 ابريل 1993م والانتخابات أجريت يوم 27 ابريل ولم يتغير اسم من الأسماء. أما اليوم فالخارطة تغيرت على الجميع بمن فيهم حزب الرابطة ماذا تغير بالنسبة إليكم خسرتم أم كسبتم ؟ - بل كسبنا ولم نخسر , كانت الدولة معتمة إعلاميا علينا وأنت تعرف وأنا أعرف..وكنا قد أقصينا من الوطن نفسه لربع قرن تم خلالها محاولات لتشويه وتزييف تاريخنا ومواقفنا الوطنية فلم تكن لدينا آنذاك الفرصة الكافية للتعريف الحقيقي بأنفسنا وتصحيح الصورة في أعين جيل كامل. هناك الآن تحالفات « تحالف اللقاء المشترك « المعارض في مقابل والتحالف الوطني الديمقراطي الذي يضم المؤتمر وأحزاباً أخرى.. أين يقف حزبكم من هذه التحالفات ؟ - التعددية هي الأصل والتكتل هو الاستثناء , مثل ما كان قبل حرب 94م عملنا تكتلا للمعارضة وكان صاحب الدور الرئيس في الحوار الوطني وفي صياغة وثيقة العهد والاتفاق , وفي المرحلة الحالية الإخوة في المشترك أقاموا تكتلا وحققوا نجاحا باهرا لأنهم اعتمدوا على عقلانية الطرح والبرامج وليس على الفكر والأيدلوجية , فلوا كانوا اعتمدوا على الأيدلوجية فكلهم متنافرون أيدلوجيا لكنهم أدركوا أن في العالم كله اليوم لم تعد مرحلة «الأدلجة» في المستوى السياسي فاتفقوا وكان هذا اختيار صحيح لهم , والمؤتمر وجد نفسه أنه في حاجة من ناحية أخرى أن يكون له تحالفاً فأقام تحالفا مع عدد لابأس به من الأحزاب , ولست ضد هذا أو ضد هذا , وأقول إن وجدنا نقاط لقاء للتحالف مع أي طرف فلن نغلق أبوابنا سواء مع المشترك أو مع التحالف الذي يوجد به المؤتمر وخيارنا الأول مع المؤتمر الشعبي العام لكنه ليس خيارنا الوحيد وهذا بحسابات سياسية وليس بحسابات مصلحية , لاعتقادنا أن بيد المؤتمر معظم أوراق التغيير في البلد , فإذا كان تغييراً سلمياً وبأقل كلفة ممكنة فلا يستطيع أحد أن يغير باتجاه الإصلاحات سوى علي عبدالله صالح كشخص من خلال حزب المؤتمر.وفي كل الأحوال فالإصلاحات الشاملة والعميقة أصبحت حتمية وضرورة للجميع، ولم تعد خياراً يمكن أن يكون له بديل.,وكما قلنا ونقول من سنين إن الأفضل والأسلم والأقل كلفة أن يقوده الرئيس وأن يتجه إليه دون إبطاء أو ترميمات جزئية. إذاً ما نقاط خلافكم مع اللقاء المشترك؟ - لم نتحاور حتى نكتشف نقاط الخلاف , عرض علينا الحوار وكان حوار تعارف ودردشة ثم اتصلوا بنا لنتحاور ووافقنا ,ثم وقبل شهر قالوا يريدون حوارا معنا وفي كل مرة نوافق ولا مزيد, ونعلم أن عرضهم للحوار يأتي لظروف سياسية تلائم هذا العرض وعندما ينتهي هذا الظرف قد يؤجلون الحوار ونحن نقدر ظروفهم..وقد ينطبق علينا هذا الأمر إن كنا في ظروفهم. هل تتوقع من الانتخابات المقبلة إعادة أغلبية حزب المؤتمر « الحاكم « في مجلس النواب كما هو الحال الآن ؟ - أقول إن تمت الانتخابات في عام 2009م! ..فطبقاً لما هو قائم وطبقاً للانتخابات السابقة فلن تنتج إلا الموجود لو بالغ المتفائلون!!..وأخشى من الأسوأ.. هل تشكون في أن تتم الانتخابات وما هو الأسوأ؟ - الله أعلم, ولا أقصد تغييراً دراماتيكياً أو شيئاً آخر عنيفاً أو عشوائياً، فهذا غير مرغوب , لكن إذا كان هناك نظام انتخابي آخر يعتمد القائمة النسبية وقانون انتخابي آخر , وقبول بحكم محلي كامل الصلاحيات أعضاء مجالسه المحلية ينتخبهم الشعب , ونظام رئاسي , وتوازن ...الخ إذا تمت الانتخابات تحت مظلة اتفاق ملزم غير قابل للنقض على هذه الأمور وتنفيذ ما يتعلق منها بالانتخابات وبرنامج زمني وبدء تنفيذه لباقي قضايا الإصلاحات فإننا سنتحاشى الانزلاق إلى الأسوأ.. ونحن لا نقول يتم تنفيذها بين يوم وليلة، فالرئيس قال إن الحكم المحلي كامل الصلاحيات يتم في 2010م يعني تدرج ونحن معهم وقد أصدرنا بياناً حينها وقلنا نحن مع هذا..لكن تدرجاً معقولاً لا يقفز على واقع ولا يقع تحت سنابك الواقع.. ولا يحرق مراحل ولا يحرق الوطن بالانتظار في نار تلك المقولات. قادة الحزب الاشتراكي الموجودون خارج اليمن؟ هل مازلتم على تواصل معهم ؟ - لم نقطع صلتنا مع أحد منهم إلا إذا قطع هو تواصله بنا.. وحتى في هذه الحالة إن وجدنا فرصة للتواصل معه سنتواصل معه..ويوجد بالخارج قيادات كثيرة من غير الزملاء في الاشتراكي. وعلي سالم البيض ؟ - هو قطع تواصله بي منذ عدة سنوات ويسري عليه ما ذكرت في الإجابة السابقة. هل تتوقع عودتهم إلى اليمن ؟ - أتمنى عودتهم جميعاً إلى بلادهم. إن طلب منك القيام بدور وساطة لعودتهم هل تقوم بهذه الوساطة ؟ - أقوم بوساطة إذا قَبِلَ الطرفان. كيف تنظر إلى المعارضة من الخارج ؟ - أنا كنت معارضاً من الخارج , وأي إنسان يرى أنه لايستطيع أن يعارض إلا من الخارج فهو حر، ومن يستطيع أن يعارض من الداخل فهو حر، لكني أتمنى أن يكون الجميع في الداخل وتتوفر لهم الفرصة ليقولوا في الداخل ما يقولونه وهم في الخارج. يلاحظ أن حزبكم في ذروة خلافات اللقاء المشترك مع المؤتمر على ابرز القضايا عادة ما يقف منها موقف المتفرج ؟ - لا ليس متفرجا, فنحن ننظر إلى الأمور بعقل وعدم اللعب بعواطف الناس وعندما نعالج قضايا وطن لا نحب أن نضيف ملحا على الجراح , فرأينا متوازن , فالسلطة إن أحسنت أنا أقول « برافو يافخامة الرئيس علي عبدالله صالح « وأبوس على رأسه « وان أساء لايخيفني أن أقول له أخطأت يا أيها الأخ الرئيس. في أي موقف قلتم له أخطأتم يافخامة الرئيس ؟ - اسأله , أنا الذي أقوله بيني وبينه أكثر من الذي أقوله في أية صحافة وما أقول له لايمكن أن أطرحه للإعلام لايمكن , لكني لا أقوله بقصد النكاية ولا بقصد التجريح ولا بقصد التشهير، هو رئيس دولة اختلفت معه أو اتفقت طالما هو رئيس أنا أتعامل معه بمقامه كرئيس بلادي وأنا كرئيس حزب، ولعلمك أنا أول من أطلق كلمة فخامة ودولة ومعالي وسعادة بعد أن كانت ممنوعة وبدأت تتسرب في الصحافة على استحياء , حتى وأنا مختلف مع الرئيس علي عبدالله صالح عندما كنت خارج اليمن كنت أستغرب أن يقال له « الأخ الرئيس « لماذا هو مجرد الأخ وغيره « فخامة الرئيس « هو رئيس دولة وقيمته أنه رئيس لبلدي , أما أن يصيب أو يخطئ فهذا محل خلاف في التقييم.. وللأمانة هو يستمع لمن ينتقد ولا يبدي استياءً. لو رجعنا إلى تاريخ الصراع المرير بين الاشتراكي وبين الرابطة هناك من يرى أن الرابطة ممثلا في شخصكم هو من قضى على الحزب الاشتراكي « منتقماً منه « بتوريطه في حرب 94م ومشروع الانفصال ؟ - يشهد الله وأقول ذلك أني لست خائفا من الاشتراكي أو من أي حزب آخر , ولا أخاف إلا من الله , وبإمكانك سئوال الإخوة في الحزب الاشتراكي نحن طلبنا الحوار معهم عام 1982م وذهبنا إلى الهند بل وصار بيننا خلاف داخل قيادة الرابطة على هذا الموضوع وكنت عضوا عاديا في الرابطة , ووافقت قيادة الرابطة ممثلة بالرمز العظيم الفقيد الأستاذ شيخان الحبشي –رحمه الله- أن نذهب لحوار مع الاشتراكي واتفق على عقد اللقاء في سفارة» اليمن الديموقراطية « حينها في الهند وكان السفير حينها الأخ « طه غانم « ولم يكن يحضر فقد فرغ السفارة , وتحاورنا على مدى يومين أو ثلاثة أيام حول أن نعود إلى بلادنا وأن نعمل من خلال الحزب الاشتراكي لأن الدستور كان يمنع قيام الأحزاب على أساس مدة معينة يصار فيها لتعديل الدستور بحيث يسمح بالتعددية « نحن أصحاب التعددية « وعلى أن يعقد اجتماع بعد ثلاثة أشهر على مستوى قيادي أعلى وتم التوقيع على وثيقة بذلك وهم الذين يبدو أن ظروفهم لم تمكنهم من أن يلتزموا وليس نحن , والإخوة الذين كانوا يحكمون ما يزالون موجودين. وفي مايو عام 85م قبل أحداث يناير عام 1986م أحسسنا أن قادة الحزب الاشتراكي سيقتتلون , وأرسلنا رسائل واحدة لعلي ناصر محمد ورسالة مشتركة لعلي عنتر وعلي شايع وصالح مصلح وقلنا لهم يكفي ما مضى ياإخوان معلوماتنا أنكم ستتقاتلون ندعوكم إلى أن تطلبوا جميع القوى الجنوبية في الخارج والداخل ونعمل اجتماع مصالحة وطنية على أساس ديمقراطي وتعددي وهذا منشور , ولو كنا نريد الانتقام منهم لما قمنا بذلك ودفعنا بالأمور, لسنا من أولئك الناس .. نحن لاننتقم , لقد سحل ابن عمي ظلما ورمي من فوق مسجد , هل تعرف أن بعض من قاموا بسحله أدخلتهم على كفالتي من نجران بعضهم كانوا شبابا غشهم الإعلام والدعاية ونحن واثقون أننا كنا بريئين من تلك التهم , وقلت لهم لقد انتهى الموضوع , وقتل عمر عبدالرحمن الجفري وهو أستاذ ثانوية وجاء أهل الفاعل وقالوا ابننا الفاعل ومودع بالسجن والحكم لكم إن شئتم أتينا به وافعلوا به ماتشاءون..وهم قوم كرام .. وقالت والدته قولوا لمن قتلوه « مسامحين « , لسنا منتقمين من أحد ولن نكون كذلك أبدا.. ليس عجزاً ولا ضعفاً فالجميع يعلم قدرتنا ..لكن إتباعا لقوله تعالى .:ومن عفى وأصلح فأجره على الله. كذلك لم يكن هناك صراع مرير بيننا ،بصفة خاصة وحدنا، وبين الإخوة في الاشتراكي اليمن يسعى حاليا لانضمام كامل إلى مجلس التعاون الخليجي ماالذي يسهل هذا الانضمام وما على اليمنيين القيام به ؟ - كما قلت في بداية حديثي دول الخليج والعالم مجمع كله على أهمية الإصلاحات في اليمن.. الباقي علينا نحن في إصلاح بلادنا.. وبلادنا قابلة للإصلاح وبلادنا فيها ثروات فوق ما يتوقع خيالك بلادنا ممكن أن تكون أهم موقع لتصدير النفط في العالم الموقع الأهم والأرخص بالنسبة لدول الخليج كلها لتصدر نفطها بعيدا عن حبس المضايق وهذا الكلام أنا قلته عام 1987م وموجود في كتيب اسمه « الواقع والبديل « عندما وقعت الحرب بين إيران والعراق وأغلق مضيق هرمز. الإنسان يجب أن يفكر أنه لايمكن للعالم كله أن يترك مادة استراتيجية ،تقوم عليها الحضارة المعاصرة، محصورة في مضيق، إذن لابد أن يبحث عن بحر المفتوح والبحر المفتوح لدينا نحن وأسهل مكان واقل كلفة والأقرب إلى الخط التجاري الدولي المكان الأمن لتصدير نفط الخليج. هناك حاجة مشتركة نحن نحتاجهم وهم يحتاجوننا والعالم كله يحتاج اليمن.. عندك ثروة تاريخية في السماحة الإسلامية لم تخض هذه التجربة أي منطقة إسلامية أخرى في التاريخ الإسلامي كله وهو أن ثلث العالم الإسلامي دخل الإسلام على يدك بدون قطرة دم , ليس هذا فقط بدون حتى تضاد بين الثقافات.. كل جنوب شرق آسيا وشرق أفريقيا ووسط أفريقا, فتجربتك كل العالم محتاج لها لأن تحد من التطرف بالفكر النير والسمح , إذا العالم محتاج لنا ونحن محتاجون للعالم ويبقى فقط مهمتنا نحن أن ننفذ الإصلاحات التي نطرحها ونبدأ بالتنفيذ الفعلي ودول الخليج كلها مرحبة لااعتراض اليوم على أن تكون اليمن عضواً كاملاً في مجلس التعاون الخليجي، إن أهلت نفسها لذلك، بل سيساهم الجميع في مساعدة بلادنا على تأهيل نفسها إن هي بدأت خطوات جادة في هذا الاتجاه. بعد مرور هذه السنين على حرب 94م هل شعر عبدالرحمن الجفري بالندم من قرار انفصال جنوباليمن عن شماله الذي اتخذه مع البيض وبقية قادة الانفصال؟ - سبق أن أجبت أكثر من مرة على هذا السؤال..هناك ظروف فرضت كل ماحدث من وحدة وحرب وإعادة إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية وغير ذلك..وأنا شاركت بعد اتخاذ القرار ولا أنكر ذلك ..ولكل قرار أو فعل سياسي أسبابه وظروفه ولا يقاس بندم أو سواه من التعبيرات ،فهذه ليست واردة، وإنما يُُحكم عليه بالصحة من عدمها بموازين ظرف اتخاذ القرار أو القيام بالفعل..والتداعيات التي كانت قائمة حين اتخاذ القرار أو مزاولة الفعل السياسي. نتحدث عن مطالب جنوبية , وهل الشمال أفضل حالا من الجنوب من بعد الوحدة إلى الآن ؟ - أيضاً سأكرر كلاماً سبق قلته في أكتوبر 1994م،ومسجل بالصوت والصورة، المعاناة موجودة عند الجميع إنما يجوز أنه في الجنوب استجدت جراح المعاناة والجرح الحديث يكون عادة أكثر إيلاماً بينما القديم ربما يكون الإحساس بألمه أقل.. وهناك قضايا أخرى أغفلناها أو نسيناها من فرط الفرح بالوحدة عندما تم إعلانها ..وهي: 1 - أن الدمج لنظامين اقتصاديين نقيضين تم دون مراعاة أن سكان شطر لا يملكون شيئاً وسكان الشطر الآخر كل له ما يملكه من عقار ومال وأعمال ..فلم تراعى هذه الحقيقة ..فأدى ذلك إلى شعور طرف من السكان بغبن وقلة حيلة وليس له إلا مرتبه الوظيفي البسيط الذي مع الظروف لم يعد يكفي قوته..كما شعر أنه لايستطيع أن يملك شيء في منطقته والشاطر تحول إلى وسيط بين من يملكون ويقدرون على الشراء والبيع. 2 - أن تاريخنا ،في معظمه ، تاريخ انقسامي فلم تقم وحدة على مساحة الجمهورية اليمنية كاملة إلا في عهد الرئيس علي عبد الله صالح..وصدق الناس أكذوبة أن بريطانيا هي التي جزَّأت اليمن بينما احتلت بريطانياعدن وهي جزء من سلطنة لحج..وآخر توحيد كان قبل حوالي 300عام في عهد المتوكل على الله اسماعيل ودم حوالي 37عاماً..لأنه اعتمد على عامل القوة وهو عامل متغير لا يصلح للحفاظ على ما يراد له أن يكون ثابتاً ،كالوحدة..كذلك فإن الجنوب لم يكن موحدا في يوم من الأيام بمساحته التي دخل بها الوحدة،إلا لحوالي 24 عاماً وكان سلطنات ومشيخات وإمارات..بل حتى الصراعات التي قامت فيه خلال أعوام توحده ال24 كانت تتم على أساس مناطقي ...وأيضا لم يراعى هذا العامل الذي يفرض أن تقوم الوحدة على حكم محلي كامل الصلاحيات . 3 - لم نحسن التعامل مع قضية الخصوصية المناطقية ،سواء في إطار الجنوب أو الشمال أو في إطار دولة الوحدة ..فنفر بعضنا من قضية الخصوصيات المناطقية وحاولنا اتهامها والنفور منها ووأدها خشية منها على الوحدة ..دون أن ندرك أن هذا الموقف من الخصوصيات المناطقية من الطبيعي أن يثير النوازع السلبية والنفور والتعصب ..بينما كان يجب التعامل مع تلك الخصوصيات كتنوع يسهم في إثراء دولة الوحدة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسيا.. تلك القضايا الرئيسة الثلاث سببت جراحاً أضيف إليها ملح بعض الممارسات الوظيفية ومستوى التعامل فألهبت الجراح.أقول هذا بصدق وأمانة حتى يتبين صواب ماطرحناه من معالجات ومن أنها قائمة على دراسة علمية عميقة.. وأن الذي يستوعب كل الخلافات والتنوعات ،المناطقية والمذهبية والقبلية والسياسية، هي «المواطنة السوية» القائمة على المرتكزات الثلاثة: العدالة في توزيع الثروة..الديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فئات الوطن وبين مناطق الوطن..والتنمية الشاملة..وأن آلياتها الحكم المحلي كامل الصلاحيات ونظام الانتخابات بالقائمة النسبية ونظام حكم رئاسي ونظام برلماني بمجلسين منتخبين وقضاء مستقل نافذة أحكامه,,,,الخ بين الحين والآخر تثار قضية توريث الحكم في اليمن .. هل لديكم هذه المخاوف كما هي لدى بعض الأحزاب في المعارضة ؟ - أختلف مع بعض هذه المخاوف في التالي: تعريف التوريث.. فالتوريث في نظري أن يعين الرئيس ابنه أو أحد من الأسرة وريثاً للرئاسة يتولاها آليا في حالة وفاة الرئيس أو فقدانه للأهلية.وهذا لا يمكن حدوثه ،فلا رئيس عندنا مدى الحياة ولا حق له في التعيين..فإذا كان المقصود أن يرشح ابن الرئيس نفسه للرئاسة أو يرشحه حزبه أو غيره ممن يملك حق الترشيح فذلك من حيث التعريف ليس «توريثا»..وإن كان يمكن أن يقال أن منصب والده كرئيس أتاح له فرصاً قد تكون غير متيسرة لغيره في التأهل وفي الترشيح ويمكن أيضاً في النجاح.. الاختلاف الثاني ..هو: هل كون والده رئيساً يُحرم من حق دستوري في الترشيح لمنصب الرئيس؟! ثم هل يجوز الحكم المسبق بالرفض دون معرفة مدى قدراته وتأهله وكفاءته..ودون معرفة برنامجه؟؟!! ما أراه شخصياًً كحكم عام لا يختص بأحمد عبد الله صالح وحده ولا حتى باليمن وحدها..أن المعيار يرتكز على ثلاثة أعمدة: 1 - أن يكون مؤهلاً، كفاءة وعلماً وشخصيةً. 2 - أن يكون برنامجه يحقق أمناً واستقراراً وتنميةً وحرية ومواطنة سوية بأركانها وآلياتها.(فهي تصلح لبلادنا ولغيرها). 3 - أن يأتي من خلال انتخابات ديمقراطية نزيهة؟ وبالنسبة لبلادنا بصورة خاصة فلا أستطيع أن أحكم على تأهل الأخ أحمد علي عبدالله صالح لأنني لا أعرفه بصورة تمكنني من الحكم..فإن توفرت فيه أعمدة المعيار الثلاثة فإنني لا أرى ما يمنع أن يترشح للرئاسة على أن نكون من الآن حتى موعد الانتخابات الرئاسية قد أقرينا تعريفنا للمواطنة السوية بمرتكزاتها وآلياتها وأقمناها ونفذنا آلياتها المذكورة..وأن يكون برنامجه الانتخابي يقوم على الالتزام غير القابل للنقض بترسيخها وتجذيرها.. ففي هذه الحالة لن نقبل بترشيحه فقط بل سننتخبه..إلا إن ترشَّح أمامه من نتأكد أنه أفضل أو أنسب منه. ألم يحن الوقت لقادة الأحزاب اليمنية أن يستقيلوا ويفسحوا المجال لغيرهم ؟ - بلى ..وأنا أوَّلهم ..أو على الأقل أن يسمحوا بتأهيل كفاءات قيادية من الصف الثاني تأتي بجانبهم وتشاركهم القيادة لتحل محلهم..كما أرى أن تعطى المرأة مساحة أوسع في الصف الأول لقيادات الأحزاب وفي الجهاز التنفيذي للدولة..وأن تكون نسبة الشباب من الجنسين في قيادات الأحزاب تتلاءم مع نسبة عددهم السكاني.