تقرير دولي حديث، أوصى بأن تمول أمريكا جهود اليمن في إعادة تأهيل معتقلي جوانتانامو بعد التأكيد على ضرورة تحرك الدولتين لإعادتهم، مالم فإنهم سيمثلون عائقاً أمام خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإغلاق المعتقل. رأي/ متابعات دعت هيومن رايتس ووتش، في تقرير أصدرته أمس الأول، الولاياتالمتحدةواليمن إلى التحرك سريعاً لإعداد خطة إعادة تتسم بالإنسانية لنحو 100 سجين يمني محتجزين حالياً في سجن غوانتانامو. وقالت المنظمة في تقرير «تائه عن الوطن»، العودة من غوانتانامو إلى اليمن، والذي جاء في 52 صفحة: إنه ما لم يتم حل الأزمة الخاصة بالمفاوضات المعنية بالإعادة سريعاً، فسوف يبقى اليمنيون أكبر عائق أمام خطة الرئيس باراك أوباما الرامية لإغلاق مركز الاحتجاز. وقالت ليتا تايلور، باحثة الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش وكاتبة التقرير: إن الكثير من اليمنيين مر على احتجازهم في غوانتانامو سبعة أعوام دون توجيه أي اتهام إليهم. وأضافت:لا يمكن للولايات المتحدة ببساطة أن تحتجز هؤلاء الرجال لأنها تخشى أنهم قد يمثلون خطراً عليها في المستقبل، كما انتقد التقرير عرض الولاياتالمتحدةواليمن الخاص بنقل المحتجزين إلى مركز احتجاز في اليمن، حيث يمكن أن يستمر احتجازهم لأجل غير مسمى، بذريعة إعادة التأهيل. وحسب المنظمة أنه بناءً على أبحاث ميدانية استغرقت أسبوعين في اليمن، وأكثر من 36 مقابلة، منها مقابلات مع سجناء يمنيين سابقين ومسئولين أميركيين ويمنيين، فإنه يحذر من احتمال إساءة المعاملة إذا تم تنفيذ خطط أخرى تخص المحتجزين يتم النظر فيها حالياً. وأشارت المنظمة إلى مقابلات معها، حيث قال مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى: إن بعض الرجال المُعادين يمكن احتجازهم رهن إعادة التأهيل لمدة عام أو أكثر، مضيفين أنهم قد يقيدوا من تنقلات الرجال لدى الإفراج عنهم من المركز. وقالت ليتا تايلور: «إن برنامج إعادة التأهيل اليمني يجب أن يكون صادقاً، وليس مجرد قناع لاستمرار الاحتجاز دون نسب الاتهامات»،وأضافت:إن الانتقال من أحد أشكال الاحتجاز التعسفي إلى آخر ليس حلاً ل»غوانتانامو»، وحسب المنظمة، إذا لم تعمل واشنطن على إعداد خطة إعادة للمحتجزين اليمنيين، فربما تحاول نقلهم إلى الولاياتالمتحدة وتستمر في احتجازهم دون نسب اتهامات إليهم، حسب قول هيومن رايتس ووتش. ومن الخيارات الأخرى، إرسال بعض المحتجزين اليمنيين إلى مركز احتجاز مغلق في السعودية، مما قد يؤدي إلى بعض المخاطر. ويعرض التقرير تفصيلاً للمعاملة السيئة والإهمال الذي صادفه 14 محتجزاً يمنياً أعيدوا بالفعل من غوانتانامو. وقد سجنت السلطات اليمنية أغلب الرجال لمدة شهور دون نسب اتهامات إليهم لدى عودتهم. وفي أسوأ الحالات، تم احتجاز رجل لمدة عامين، وقال: إن المحققين حاولوا ضربه كي يعترف بأنه جاسوس. وبعض العائدين قالوا: إنهم يعانون من مشكلات نفسية وبدنية جراء سنوات من الاحتجاز، لكن على الرغم من احتجازهم غير القانوني، فإن أحداً منهم لم يحصل على المساعدة من الولاياتالمتحدة أو من اليمن. وبعد أن وصموا بكونهم «مشتبهين بالإرهاب» سابقين، فالكثير منهم لا يعثرون على وظائف. ويخضع الرجال للمراقبة الدائمة، وهم ممنوعون من مغادرة اليمن، وعليهم زيارة السلطات شهرياً. ويوصي التقرير بأن تمول الولاياتالمتحدة جهود إعادة التأهيل الحقيقية للمحتجزين العائدين، على أن تشمل المساعدة النفسية والرعاية الصحية والتدريب على العمل. كما يدعو اليمن إلى إتاحة طعن المحتجزين في أي قيود عليهم والسماح للمنظمات المستقلة غير الحكومية بمراقبة عملية الإعادة. وقالت ليتا تايلور: ينبغي على السلطات اليمنية ألا تفترض أن هؤلاء الرجال إرهابيون لمجرد أن الولاياتالمتحدة تحتجزهم في غوانتانامو، وأضافت: «وإذا أحست السلطات بأن عليها مراقبة المحتجزين أو التضييق على تنقلاتهم، فيجب أن تمد الرجال بالسبل القانونية الكافية للطعن في هذه الإجراءات». وقالت هيومن رايتس ووتش إن أي اتفاق بين الولاياتالمتحدةواليمن يجب أن يسعى لحل مشكلة اثنين من اليمنيين تحتجزهم الولاياتالمتحدة دون نسب اتهامات إليهم في قاعدة بغرام الجوية في أفغانستان، منوهة إلى أن أفضل وسيلة لمنع اليمنيين المُعادين من أن يتحولوا لتهديد هو مساعدتهم على إعادة الدمج بمجتمعهم وإصلاح حياتهم.