في أوج حالة التأزم المستبدة ببلادنا، يمسك حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) كعادته دائماً بزمام المبادرة، ويطلق ما يمكن وصفه ب(خارطة طريق) متكاملة، من شأن بحثها وإثرائها وتفعيلها، العبور باليمن أرضاً وإنساناً ووحدة من شفير الهاوية، والولوج إلى فضاءات الاستقرار والنماء والاندماج والوئام والنهوض الحضاري. أمس الاثنين تم إعلان المبادرة الرابطية التي حملت ما يمكن أن يؤسس لانعتاق وطني كامل من ربقة الأزمات والتشظيات التي استحكمت وتفاقمت وباتت تهدد البلاد والعباد بانهيارات مدمرة، والانطلاق في رحاب مستقبل مشرق وواعد، ذلك أنها نتاج قراءة علمية واعية، وتشخيص موضوعي عميق لمجمل تفاصيل الحالة الوطنية وجذور ما يستبد بها من أزمات ومآزق وانسدادات، وهي في ذلك تستمد نضوجها وشموليتها، من رؤية هذا الحزب وتوجهاته التي ترسم لليمن وأبنائه مسارات العزة والتطور والرفاه، حيث جاءت المبادرة تفعيلاً لوعي هذا الحزب بحقيقة أن (نظام الدولة المركبة هو أرقى وأصلب نظام توحيدي بطبيعته) وأن (دول العالم المتقدمة أو دول العالم الثالث التي قطعت شوطاً كبيراً في مجال التقدم والتنمية تقوم على نظام الدولة المركبة)،وهي المبادرة إنما تنطلق من يقين بأن أول أسس المخرجات المتوخاة من الإصلاح السياسي، هو نظام الدولة المركبة، لذلك لم تتضمن المبادرة الأسس والمحددات والخطوط العريضة فقط، بل شملت الآليات التفعيلية المحققة لكل ذلك، والمفضية إلى الخروج من نفق الأزمات، وترسيخ الوحدة على أسس صحيحة توفر لها مقومات القابلية للاستمرار. لا ريب في أن حزب الربطة (رأي) بمبادرته هذه، قد وفر للوطن مخارج آمنة من أوضاع أقل ما يقال عنها إنها كارثية، وذلك بأن أكد على ضرورة الأخذ بنظام الدولة المركبة اللامركزية أي التحول صوب النظام الاتحادي الفدرالي الذي يعد أرقى أنظمة التوحد في تاريخ العالم، حيث تنتقل السلطات المركزية إلى الحكومات والسلطات المركزية ما يتصل بالشئون السيادية، مثل: الدفاع والخارجية والأمن القومي والتخطيط الإستراتيجي للتنمية.. يبقى أن نؤكد على أن الجميع مدعوون للتفاعل مع هذه المبادرة وإثرائها، فاللحظة لا تحتمل أي قدر من الترحيل والمكابرة والتلكؤ، واحتدامات التأزم؟ والتوتر والتفجر، تؤشر إلى أن فرص النجاة والإنقاذ لن تدوم طويلاً، وسيندم الجميع على تفريطهم فيها، ولكن حينذاك لن ينفع الندم.. ولله الأمر من قبل ومن بعد..