اليمنيون أذكياء،، لاشك في ذلك.. الحكمة يمانية،، لنتفق على ذلك.. لكنَّما هي بعض التساؤلات وبعض الملاحظات عن مقاييس الذكاء ومعاييره ومواصفاته في أوساطنا كيمنيين؛ تحقيقاً لفرضية الذكاء اليمني.. يرفل اليمنيون بالستر والعافية والصحة والسلامة، كما يتحلون بالنخوة والشهامة والكرم والشجاعة.. لكن مشكلتهم كشعب تكمن في أنهم يتخذون من «العفوية» سبيلاً يذهب بهم كل مذهب، فتغلب عليهم البساطة والتلقائية إلى حد السذاجة أحياناً.. من ملامح ما أوردناه وصوره،، تفسيرهم للذكاء؛ حيث تجدهم يعتبرون التجارة شطارة، والذكاء وراثة، والدراسة شهادة، والسياسة طحطحة، والعلاقات العامة عولمة وحداثة!! اليمنيون، أذكياء.. وذكاؤهم هذا يتجلى في النكتة والدعاية، وفي المهارات اليدوية والنظرية،، فضلاً عن تبديه في الجد والمثابرة والصبر و المصابرة، ولكن جزءاً كبيراً من هذا الذكاء ينصرف إلى مصارفه العشوائية.. إشكالية الجهات المسؤولة والهيئات المعنية في اليمن أنها تقدم ما حقه التأخير وتؤخر ما حقه التقديم، فتصنع أشخاصاً نسبة ذكائهم تقل عن أقرانهم أربعمائة مرة، وتضعهم في واجهة العمل السياسي أو واجهة العمل الثقافي أو واجهة العمل المؤسسي، ليكونوا مُنَصَّبين من قبل تلكم الجهات والهيئات، يقطعون ويبدعون باسم الله ثم باسم الشعب!! ومن غريب الحال لدينا، أن الأذكياء الحقيقيين، والحذَّق والأوائل في تخصصاتهم المختلفة، يُظلمون ويهضمون؛ لأنهم فقط أكثر نبوغاً وتفوقاً ونجاحاً من آخرين نبغ أحد أجدادهم أو تفوق أحد آبائهم أو نجح أحد أبناء عشيرتهم!! إلى ما سبق ذكره، فإن من باطل الباطل لدينا أن نفخم متوسِّطي الذكاء ومحدودي التفكير، ونحاول رفعهم إلى مصافّ عليين، وما أدراك ما عليون؟!.. في الوقت الذي ينظر فيه إلى الأذكياء الخارقين نظرة مليئة بعلامات الاستفهام والتعجب، وعلامات الترقيم الأخرى!! خليق بنا توصيف المسميات بأسمائها، والتقليل من شأن العوامل البيئية والوراثية التي نظن أحياناً أنها تسبب أزمة أذكياء لا ندري أين نذهب بهم لفرط كثرتهم.. الحقيقة أننا نُجمل ما يجب تفصيله ونفصل ما يجب إجماله في هذا الصدد.. على جهة من هذا الكلام، نتذكر جيداً كيف أن بعضاً من خريجي جامعتنا الموقرة بتقديرات عليا وتوصيات كبرى لا يكادون يفقهون قولاً، وكيف أنهم يفتقدون إلى مهارات الإملاء والنحو واللغة، ثم بعد ذلك يحدثونك عن وسائل تنمية الإبداع والثقافة في البلد!! ونتذكر أيضاً كم ذكياً أريباً لبيباً لم نحفل به لأنه على حد اعتقادنا ذكي غير مصرح له من الجهات الرسمية.. إنَّ أمة لا تعرف نوابغها لهي أمةٌ على وشك النضوب!!