الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب (رأي) في حوار لقناة الجزيرة : * الجزيرة.. رئيس حزب رابطة أبناء اليمن يشاركنا في هذا اللقاء من دبي.. أهلاً بك سيد عبد الرحمن ..لنبدأ باستعراض أهم ما جاء في مبادرتكم الموجهة للملمة الوضع وإعادة الطمأنينة لبلدكم اليمن ..هل تعطينا فقط أهم النقاط في هذه المبادرة؟ - الجفري: بسم الله الرحمن الرحيم .. شكراً للجزيرة.. الحقيقة أولاً نحن ما نعانيه من مشاكل من ضمنها استخدام العنف المسلح ضد المتظاهرين، فقد حدث قتل كثير وكذلك مصادرة الصحف، هذا أدى إلى تراكم أكبر للمشاكل وتفاعلها، ولذلك نحن أصدرنا المبادرة لأسباب كثيرة، من أهمها: نعتقد أن بقاء الأوضاع كما هي ليس فيه خير لليمن، والانفصال ليس فيه خير، وبالتالي لا بد أن نقدم حلاً يحقق العدل، ويحقق المساواة، والديمقراطية المتوازنة للبلد، أهم ما في هذه المبادرة أننا درسنا الأمر ووجدنا الحكم المركزي الذي قامت عليه دولة الوحدة، نظام الدولة البسيطة، هو سبب كل النكبات أو أحد أهم الأسباب لكل النكبات، وبالتالي وجدنا أن حكم الدولة المركبة، نظام الدولة المركبة، هو نظام العصر وهو الذي يمكن أن يحافظ على نظام الوحدات في أي مكان في العالم، بينما النظام المركزي انتهى، لذا نحن طرحنا موضوع الحكم اللامركزي كامل الصلاحيات في الدولة المركبة ؛ أي الفيدرالية كنظام للدولة، وطرحنا أيضاً تجديد نظام الحكم، قلنا إما نظام رئاسي كامل الأركان وممكن نظام برلماني بينما هكذا لا هذا ولا هذا لا يجوز، كذلك القضاء ... القضاء عندنا غير مستقل وغير عادل وغير نافذة أحكامه، وبالتالي.. الذي يجري في بلادنا هو سيادة قانون القوة، ونحن نريد سيادة قوة القانون، وكذلك الجيش والأمن، نريد تطويرهما بالإمكانيات والتدريب ليتحولا إلى مؤسسات احترافية. * الجزيرة.. أستاذ عبد الرحمن، المبادرة طرحت نقاطاً وبنوداً كثيرة لا يتسع لها هذا اللقاء.. المهم الآن هل وصلتكم ردود على هذه المبادرة من أي طرف من الأطراف السياسية في اليمن؟ - الجفري: حتى الآن تدرس جميع الأطراف السياسية في اليمن، الإشكالية التي لدينا هي تطرفان: تطرف يريد أن يبقي الأوضاع كما هي، وهذا مستحيل سيؤدي إلى انفجار الأوضاع، وأيضاً هناك جهات بعد ما عانت ترى في الانفصال حلاً، ونحن لا نرى ذلك .. فالكل قد تكون له مبرراته، ولكن نحن نرى هذا هو المخرج، الناس متجاوبون، المثقفون الأكاديميون معظمهم متجاوبون، ويرون أن هذا المخرج الوحيد، الإخوان في السلطة مازالوا مترددين ويتدارسوا المبادرة، و الإخوان في الأحزاب الأخرى لا يزالون يدرسون، ولديهم رأي سيطرحونه قريباً، لكن نحن نعتقد أن ما طرحناه والذي يمكن أن يكون فيه مخرج لبلادنا مما تعانيه من أزمات. * الجزيرة: مشكلة الجنوب ليست المشكلة الوحيدة في اليمن ..هذه المبادرة للجنوب أم قد تحل أيضاً مشكلة الشمال أيضاً مشكلة الجنوبيين؟ - الجفري: ستحل كل المشاكل لأن في نظرنا الإشكالية الغائبة هو مانسميه نحن مفهوم المواطنة السوية، التي ترتكز على عدالة في توزيع الثروة والسلطة، وديمقراطية محققة للتوازن والشراكة بين فئات ومناطق اليمن، وتنمية شاملة، هذه التوليفة لا شك أنها ستساعد في القضاء على مشاكل صعدة وعلى مشاكل مذهبية، الناس ستشعر أنها شريكة لهذه الدولة وستشعر بقيمة المواطن، التطرف اليوم الذي عندنا من أين أتى ؟ أحد الأسباب هو عدم الشعور بالمواطنة الصحيحة واستغلت العملية السياسية بالتطرف الديني. * الجزيرة: سيد عبد الرحمن.. هل أنت فقط لأنهم لايفهمون بالمواطنة أم لأنهم ظلموا وشعروا بفقر شديد وشعروا بأن ثرواتهم سلبت، وبالتالي قرروا المطالبة بالانفصال على هذا الشكل ... أسألك -هنا- كيف ستقنع هؤلاء بأن الانفصال يضر باليمن طالما أن الوحدة تضرهم بحسب رأيهم؟ - الجفري: نعم .. يا سيدتي أولاً عندما تغيب المواطنة يأتي الفقر، يأتي نهب الممتلكات، ويأتي التمييز في المعاملة، تأتي كل المظالم التي إخواننا يتألمون منها وأشعر في ذلك، ولا يسعني إلا أن أسمع لهم وأسمع منهم، وأجد أحياناً لهم شيئاً من العذر لما عانوه، ولكن يجب ألا نحاول أن نتخلص من المعبد بهدم المعبد، هذه الإشكالية الآن في الوحدة. * الجزيرة: سيد عبد الرحمن ..أنتم شخصياً تمثلون ربما نموذجاً متميزاً في السياسة وتاريخ السياسة اليمنية، أنتم كنتم مع علي سالم البيض و لكن مع ذلك دعمتم الرئيس علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية اليمنية الأخيرة، هل كلمتم الرئيس علي عبد الله صالح بشكل مباشر عن هذه الأزمة وعن هذه المبادرة، وماذا قال لكم بحكم أنكم دعمتموه في وقت سابق في الانتخابات الماضية؟ - الجفري: أولاً ياسيدي نحن لم نكن مع أحد، نحن كنا مع بلادنا، لا يصلح أن نكون مع أحد، فنحن أقدم حزب في اليمن ستين سنة ، لكن يا سيدي عندما دعمنا الرئيس علي عبدالله صالح في الانتخابات دعمناه على أساس من وجهة نظرنا نحن، على أن هناك إصلاحات سوف تتم، ودخلنا في حوارات ولكن كانت أقرب إلى تبادل الرأي منها إلى الحوارات، الرئيس لم يطلب منا أن نقدم شيئاً ولسنا من هذا النوع، الرئيس يعرف، والآخرون يعرفون ذلك، والجميع يعرف، نحن أكبر من ذلك. * الجزيرة مقاطعةً.. هل كلمتموه بشكل مباشر عن هذه المبادرة ؟ - الجفري: نعم سيدي .. كان محوراً كبيراً بحضور أربعين إلى خمسين شخصية، يوم واحد وعشرين مايو الماضي، و طرح كلام عما يجري في الجنوب، وكان بعض الموجودين يقول له بأنه لا يوجد شيء، أو أنّ كل شيء تمام ، أحد الأخوة من ردفان قال أنه ليس كل شيء تمام وأنا أيدت كلامه.. وشرحت للرئيس بأن الأمور أخطر بكثير مما يتصوروه ويظهر أنه ليس في الصورة، وأنه لابد من حوار يجمع الجميع ولا يستثني أحداً، ومنهم الحراك الجنوبي يمثلون في الحوار، وكذلك الحوثي والإخوان في المعارضة في الخارج يمثلون في الحوار.. لا نستثني أحداً . * الجزيرة: أستاذ عبد الرحمن.. قلتم بأنكم دعمتم صالح عام 2006م على أساس إجراء إصلاحات ..هل من إصلاحات، على ما يبدو وبحسب ما نتابع ما يجري وفي الجنوب وما يجري في كل أطراف اليمن هناك مشكلة .. لماذا انتظرتم حتى الآن حتى تبادرون بهذا الحوار وبهذه المطالبات وكيف تعلقون على ما يجري ولماذا تستمرون في دعم صالح؟ - الجفري: أبداً.. نحن تحاورنا وجلسنا في حوار كثير وطويل مع الأخ الرئيس ومن معه، لم نكن جالسين (فاضيين) ..نحن عملنا حوارات ونحاول أن نقنع بما نطرح وهذا ماتوصلنا إليه في بعض النقاط في بعض القضايا . *الجزيرة: مقاطعة.. أي قضايا؟ - الجفري: أولاها أنه لايجوز لأحد أن يرفع السلاح في وجه الدولة ولا يجوز للدولة أن تستخدم القوة المفرطة في ضرب المواطنين، هذا أمر واضح وأنه لا بد من إيجاد حل، الرئيس وجه بقرار وقف إطلاق النار لكن ما يحدث الآن إذا لم نحقق إصلاحات شاملة على مستوى البلد فإن صعدة في كل مرحلة ستجد من يثير مشاكلها، فلذلك الإصلاح الشامل والكامل والجذري في منظومة الدولة وإعادة الهيكلة، مالم يحدث هذا فأنا أقول إنه لن يأتي العام القادم إلا والمصائب أكبر.. نسأل الله اللطف