بمشاركة واسعة من الأدباء والكتاب والفنانين افتتحت مؤسسة العفيف الثقافية في الرابعة والنصف من عصر الأحد الماضي أسبوع الشاعر محمد عبد الباري الفتيح تحت شعار"الشاعر مُشقر بالسحابة" والذي يستمر حتى اليوم الثلاثاء، ودشن أسبوع الفتيح بندوة تعرضت للتجربة الشعرية الغنية للشاعر الكبير وبمشاركة الدكتور.سلطان الصريمي، الأستاذ.عبد الباري طاهر، القاص.محمد عبد الوكيل جازم، الكاتب.صادق غانم، وقدمت خلالها أوراق عمل تناول فيها المشاركون جوانب التفرد الإبداعي في التجربة الشعرية للشاعر. كما أقيمت عصر أمس الاثنين أمسية غنائية أحياها الفنان الكبير.عبد الباسط عبسي، فيما يختتم أسبوع الفتيح عصر اليوم بفعالية تكريمية تحوي قراءات شعرية للشاعر، وفقرة فنية للفنان جابر علي أحمد إلى جانب كلمات للمؤسسة واتحاد الأدباء والكتاب ووزارة الثقافة، بعد ذلك سيتم منح الشاعر درع وإصدارات المؤسسة المختلفة. يقول: "أحمد عبد الرحمن مسؤول البرامج والأنشطة الثقافية بمؤسسة العفيف" بأن هذا الأسبوع هو أقل ما يمكن أن تقدمه العفيف المؤسسة لتجربة شعرية مهمة في مسار شعرنا العامي، من خلال تعرضها لتجربة الشاعر الفتيح، وهي تجربة لم تنل حقها من التكريم والاهتمام رغم تأثيرها وإيجاد امتدادات كثيرة لها هذا إذا ما علمنا بأن الشاعر الفتيح رغم قدم تجربته الشعرية لم يصدر حتى اللحظة سوى ديوان واحد ووحيد هو "مشقر بالسحابة" مرجعاً السبب إلى لا اهتمام الجهات المسؤولة بهذا الشاعر الذي يعيش حالة من الإرهاق والتعب المستمرين..مؤكداً على أن هذا الأسبوع هو من صميم عمل مؤسسة كالعفيف وهو ما يجب أن تقوم به تجاه مختلف القامات الإبداعية التي تعيش بصمت وتموت أيضاً، قائلاً بأن هذا الأسبوع مقدمة لأسابيع ثقافية تكريمية ستلتفت من خلالها العفيف للكثير من التجارب الإبداعية الشعرية والفكرية اليمنية. يجدر الإشارة إلى أن الفتيح من مواليد العام 1938 في منطقة "معامرة قدس" محافظة تعز. درس في كتاتيب القرية، بعد ذلك درس الابتدائية في عدن حيث كان والده يعمل هناك. اغترب بعدها في المملكة العربية السعودية وهو لا يزال فتى، وعمل حرفياً في "الجص" ثم في الخياطة؛ وفيها قرأ أمهات الكتب. درس الإعدادية في عمان، والثانوية في سوريا، وحصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في الآداب والتاريخ واللغات السامية من "المجر"، (وهناك تعرف على الفنان "عبد اللطيف الربيع"). يعد الفتيح من مؤسسي البنك المركزي في الحديدة الذي استمر يعمل فيه 5 سنوات (70-1975). وفي هذه الفترة، برز الفتيح الشاب كاسم إبداعي، حيث عمل محرراً أدبياً في مجلة "الكلمة"، وأيضاً كناشط فعال في زخم الحراك السياسي الذي شهدته الحديدة آنذاك (حزب الطليعة الشعبية). ويبدو أن الحراك السياسي كان له دور رئيسي في انتقاله إلى مدينة تعز، وعمله في الهيئة العامة للآثار والمتاحف، التي استمر يعمل بها حتى تقاعده (01-2002). يكتب الفتيح الشعر الفصيح والعامي، لكنه يصنف كواحد من أبرز كتاب القصيدة العامية؛ ويكتب القصيدة الوطنية والعاطفية. صدر له حتى الآن ديوان وحيد، "مشقرب بالسحابة"، العام 2004، وله ديوان آخر تحت الطبع بعنوان "سيل الفجر"؛ إضافة إلى بحث بعنوان "أصالة شعرنا العامي وقضية الإنسان والأرض في شعرنا العامي". غنى قصائده الفنان "عبد الباسط عبسي"، والفنان "محمد صالح شوقي"، والفنان "جابر علي أحمد" (أغنية "كذا فليعشقوا"). عضو اتحاد الأدباء والكتاب العرب، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، له عديد مشاركات في عدد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الثقافية داخل وخارج اليمن؛ عمل ونشر قصائده في الكثير من الصحف والمجلات، كما تناولته عدد من الإذاعات العربية. العام 1981 حصل الفتيح على منحة لتحضير الدكتوراه من جامعة "أدفش لورند" في المجر، إلا أن ظروفاً كثيرة منعته من إتمامها. وفي استطلاع قديم لمجلة "العربي" عن اليمن، ورد ذكر الفتيح كواحد من القلائل جداً الذين يحملون شهادة الماجستير. هذا ويختتم الأسبوع فعالياته عصر الثلاثاء28/7/2009م بحفل تكريمي شعري وفني يمنح خلاله الشاعر درع وإصدارات المؤسسة.