لم أكن أتوقع أن يلتحق أحد من الشباب والشابات من طلاب المدارس الأساسية والثانوية والجامعة في المراكز والمخيمات الصيفية لهذا العام بمدينة الحديدة الذي أعتبر من أشد الأعوام صيفه ملتهب وحارق حسب تأكيدات أهالي مدينة الحديدة ذاتهم. كتب / المحرر الرياضي لقد عايشت أماكن هذه المراكز بنفسي وتواجدت فيها للحظات عند انطفاء التيار الكهربائي فلم استطع المقاومة ليس لأني لست متعوداً على هذه الأجواء وإنما لشدة حرارة المكان الذي تنفذ فيه برامج وأنشطة المراكز الصيفية، داخل جدران غرف مدارس وجامعة الحديدة. قلت حينذاك لأحد الملتحقين في هذه المراكز الصيفية يقولون إنكم أبناء الحديدة متعودون على هذه الأجواء فلما التذمر؟ قال لي: نحن بشر حتى وإن كنا متعودون، ويواصل حديثه: ربما سأبقى ربع ساعة بدقائقها الخمسة عشرة لكن لن أزيد على ذلك، فهل تستطيع أنت أن تبقى لخمس دقائق متواصلة؟ فقلت له لا طبعا فقال إذا إلى هنا ينتهي تعودنا لأننا بشر ولسنا جماد. حقيقة مرة يعيشها أبناء الحديدة بل والمدن اليمنية الساحلية عدن والمكلا وسيئون ربما وغيرها من المدن الحارة خصوصاً من الملتحقين في المراكز والمخيمات الصيفية هذا العام الذي يعد أكثر الأعوام حرارة، وإنقطاعات في التيار الكهربائي الذي يصل إلى ثمان وعشر ساعات في اليوم الواحد. أثناء زيارتي إلى بعض المراكز الصيفية في جامعة الحديدة ومدارس أساسية وثانوية خلال فترة الصباح وجدت في بعض هذه المراكز مقاعد خاوية بدون طلاب أو ملتحقين في هذه المراكز، وعند سؤالي عن سبب ذلك وهل هذا مركز صيفي؟، يأتي الرد نعم وبه طلاب ملتحقون لكن ( هربوا ) .!! لماذا ( هربوا )؟ لأن الكهرباء سبقتهم في الهروب فلم يتحملوا شدة حرارة المكان في أربع جدران ساخنة كالتنور، هذا هو وضع الملتحقين بالمراكز والمخيمات الصيفية بمحافظة الحديدة. جميع من تم استطلاعهم في هذه المراكز يؤكدون أنهم في بعض الأوقات إن لم يكن أغلبها يعودون أدراجهم إلى منازلهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، على الرغم أنهم يتمنون الاستفادة من برامج هذه المراكز الصيفية، ويحضرون رغم الظروف الصعبة من أماكن بعيده في شدة الأجواء الساخنة، ولكن!! مدير عام مكتب الشباب والرياضة بمحافظة الحديدة نبيل الحبيشي أكد أنهم تواصلوا مع المعنيين بالكهرباء لكن لم يتمكنوا من العمل على تخفيف هذه الانقطاعات في حدودها الدنيا، إلا أنه أكد أن المحاولات مستمرة لذلك وخصوصاً في المخيمات الصيفية التي ستنطلق هذا الأسبوع من قبل مشاركين من محافظات مختلفة غير متعودين على هذه الأجواء. ويبقى التساؤل أنا لهؤلاء الطلاب الاستفادة من أنشطة وبرامج هذه المراكز في ظل سعير حرارة الجو ولهيب انقطاع التيار الكهربائي ؟!، فهل يتم على أقل القليل التخفيف من انقطاعات التيار الكهربائي أثناء فترة الأنشطة في هذه المراكز؟. تساؤل حملنا إياه المشاركون في هذه المراكز لننقله إلى المعنيين على الكهرباء وهذه المراكز في الحديدة.