حينما تشاء لك أقدار الله أن تجوب المحافظات اليمنيّة ويكون ذلك في الغالب بحثاً عن فرصٍ للعمل لا من أجل السياحة والنزهة فإنك تدرك بأمِّ عينيك إن كان لعينيك أم لا أبالك أنك في بلادٍ أشبه بالمغارات التي تتيه فيها الحيوانات المفترسة فضلاً عن أن يتيه فيها بنو آدم!! كُل ناحيةٍ في بلادي هي مران وضحيان وغلبان وكحيان!!.. بلادي شرنقة عالقة في أطراف آسيا!! لا تزال في حيرةٍ في أمرك وأمر من خلفوك وأنت "تتشقدف" في أنحائها "شقدفة" فلا تخرج من مطبٍّ إلا إلى آخر، ولا تصطدم بواقعٍ أكثر صلادةً وإحباطاً من واقع هذه البلاد التي يسمونها "السعيدة" في التواريخ والأزمان البعيدة.. تخوض الحكومة الرشيدة معركةً صروساً مع جماعةٍ ضروس منذ شهور على أمل أن تقضي وطرها من "الزيدية" المتشددة، ولكن الحقيقة أن المشكلة في أبعادها ليست مشكلة خاصة بالزيدية ولا حكْراً عليها؛ فعندما تتضور البطون وتعرى الظهور تتشدد "الشافعية" و "المالكية" "الحنبلية" و"الحنفية" و(حياكم الله.. سدُّوها بِ"عودي") على الحكومة الاعتراف بأخطائها التي رافقتها منذ سنواتٍ وعدم الاعتساف في المسائل؛ فعلى سبيل المثال: بالله عليكم ما دخل رواتب الموظفين ومعاشات الناس بحرب صعدة؟!!.. ولماذا تنطفئ الكهرباء في المحافظات البعيدة جنوباً وشرقاً ووسطاً وغرباً عندما تشتعل الحرب في شمال البلاد؟!!.. إن تضليل الرأي العام وتزييف وعي الناس عارٌ تضيفه الحكومة إلى إخفاقاتها العظيمة، فلماذا لا يدفع الثمن إلا الضعفاء من المواطنين في حين يقيم كبار المسؤولين بروجاً مشيدةً في حدة وضواحيها من تجارة الحروب؟!.. هل نسي الإخوة الأعزاء في مؤتمرنا الشعبي العام أن شعار: "يمن جديد.. مستقبل أفضل" لا يمكن أن ينمحي من الأذهان قبل أن تنمحي قرصنة الكبار على مقدرات الشعب؟!! على الأخ رئيس الجمهورية تطهير البلاد من جيوب التمرد وجيوب الفساد سواءً بسواءٍ؛ وإلا فلن يكون "يمن جديد" ولا "يمن سعيد"!!!