صدر عن مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع كتاب ( أبنية مشيّدة من فيروز الكلمات ) رحلة على أجنحة سعيد الصقلاوي للشاعر والكاتب عبد الرزاق الربيعي ، تضمن الكتاب حوارا مطولا مع الشاعر سعيد الصقلاوي سلط فيه الضوء على تجربة الصقلاوي الإبداعية ، وتضمن الحوار جوانب مهمة من ملامح الصقلاوي الشعرية والإنسانية فهو من الشعراء العُمانيين المهمين وله دوره الفاعل في المشهد الشعري والثقافي العماني من خلال العديد من العديد من الإصدارات والدراسات . توزع الحوار على مراحل عديدة وفي فترات مختلفة ليكون شاملا للمنجز الإبداعي للصقلاوي ، وقد نشرت هذه الحوارات في مجلة "دبي الثقافية " وجريدة "الزمان " اللندنية وجريدة " الفينيق" الأردنية وقد قام الربيعي بجمعها بين دفتي هذا الكتاب . يقول الكاتب عبد الرزاق الربيعي في مقدمة كتابه : بين هندسة القصيدة و شعرية العمارة العمانية تتوزع خطى الشاعر العماني سعيد الصقلاوي الذي يعد أحد المهندسين المعماريين البارزين في السلطنة. درس الهندسة في جامعة الأزهر، و واصل دراسته العليا في التصميم الحضري في جامعة ليفربول ببريطانيا. و كانت أطروحته حول تخطيط التنمية الوطنية استراتيجيات الإسكان في عمان. لكن دراسته للهندسة لم تشغله عن هموم القصيدة التي غمرته منذ طفولته ليصبح من أهم شعراء موجة السبعينيات في السلطنة. لقي شعره اهتماماً من دارسي الأدب العماني و تدرس نماذج من شعره في المنهج العماني ، كما درست له نصوص ضمن منهج البكالوريا الدولية. و ترجمت مختارات من شعره إلى الإنجليزية و الإسبانية و الفرنسية, و هناك ترجمة ستصدر باللغة الأوردية. و له دراسات و بحوث عديدة في التاريخ و العمارة و التخطيط و الأدب و كتابه (شعراء عمانيون) معروف على الصعيد الأكاديمي إذ صدر في أكثر من طبعة ، و عد من المصادر التي يلجأ إليها الباحثون في قراءة الشعرية العمانية القديمة و الحديثة. أما كتابه الضخم (التحصينات العمانية:سيرة تاريخية و معمارية) الذي سيصدر قريبا بخمسة مجلدات كبيرة فقد قدم فيه دراسة شاملة لهذا الملمح الجمالي المعماري العماني . على الصعيد الاجتماعي فالصقلاوي صديق ودود لكل زوار السلطنة من أدباء و علماء و باحثين ، فكثيرا ما يحتفي بهم و يصحبهم في رحلات يبين خلالها المعالم السياحية لمدينة مسقط و إذا اتسع الوقت خارجها ، و يبقى على اتصال مستمر بهم. الصقلاوي شخصية ثقافية لها حضورها الإبداعي و الاجتماعي في المحافل المحلية و الدولية. فهو عضو دولي مشارك في الجمعية الملكية البريطانية ،و عضو في جمعية تخطيط المدن و البلدات البريطانية ، و عضو في جمعية المعماريين الأمريكية، و عضو في جمعية التخطيط الأمريكية ، و عضو في جمعية الأراضي الحضرية الأمريكية. و أحد أعضاء اللجنة التأسيسية للنادي الثقافي بالسلطنة و مشرفا ثقافيا فيه، و أحد أعضاء اللجنة التأسيسية لجمعية المهندسين العمانية التي أشهرت مؤخراً، و هو عضو في منتدى الفكر العربي ، و عضو في جمعية التاريخ و الآثار بدول مجلس التعاون العربي ، و عضو في الجمعية التاريخية العمانية. و الصقلاوي شاعر " يرفرف بأجنحة طائر سلام حالم يستفيق لينتفض فيناجي وينادي ويحاكي ويناشد , يسكنه وطنه وأمته وعشقه للحياة يهندس الموروث فينجز المبتدع الحديث بألفاظ شفافة وعبارات حالمة وجمل موسيقية متجددة يشيد عالما مروجه الأمل وجداوله المحبة وفضاؤه الحرية " كما وصفه الدكتور عبدالجبار القزاز.. لم تصرفه دراسته للهندسة عن تكملة مشواره الشعري ، بل وجد في تخصصه هندسة التخطيط الذي نال عليه درجة الماجستير من جامعة ليفربول في بريطانيا جمالية شعرية ، حيث مكنه تخطيط المدن من النظر إلى فلسفة مفادها أن هناك ثوابتاً - كما قال لي - ينبغي التمسك بها و هي صالحة للعمران الإنساني عبر بنائه الاجتماعي و النفسي ، كما أن هناك متغيرات تتجدد و تتبدل بحسب حركة المجتمع الطامحة نحو المستقبل. وللشاعر سعيد الصقلاوي دواوين شعرية و بحوث و كتب في الهندسة المعمارية و من أبرز هذه الكتب كتابه شعراء عمانيون ، و كتاب موسوعي عن التحصينات العمانية، و مجموعاته الشعرية ترنيمة الأمل و أنت لي قدر , صحوة القمر , و أجنحة النهار و ديوان نشيد الماء تحت الطبع . كما كتب الأناشيد و الأوبريتات الوطنية و الأغنيات. و (نشيد الماء) الذي تقول الدكتورة وجدان الصائغ على الغلاف الأخير للديوان ( إن قصائد الشاعر سعيد الصقلاوي تصدر عن إحساس مرهف بدور الكلمة ومسؤولية الحرف, والشاعر يمزج مهمة المبدع ورسالته السامية بنبضات قلبه, قصائده مرايا تعكس شعرية الالتزام إذ يسري وقد النص إلى شغاف القارئ تاركا في الذاكرة بصمة مميزة ونقوشا لاسبيل لنسيانها) ونصوصه في ( نشيد الماء ) تؤكد ماذهبت إليه الدكتورة في توصيفها لتجربته القائمة على استثمار معطيات التاريخ بكل قممه في صياغة نص فيه روح الحاضر وقضاياه, مؤكداً على التدفق الإيقاعي ضمن إطار فيه الكثير من فيوضات الذات والوجدان " في هذا حاولنا أن، نستقريْ أبعاد شخصيته الشعرية و المعمارية و البحثية وقد أجريناه معه على مراحل متفرقة حيث نشرنا بعضها في مجلة "دبي الثقافية " وجريدة "الزمان " اللندنية وجريدة " الفينيق" الأردنية قد قمنا بجمعها .