تفاجأت الأوساط السياسية والشعبية والاجتماعية قبل أيام بأحد الأحكام القضائية والصادرة غيابياً ينص في حيثياته بحبس امرأة لا لأنها ارتكبت جرماً بالقتل أو السرقة أو الفاحشة بل لأنها أبدت رأيها الشخصي في إحدى الصحف المستقلة بمقال انتقدت فيها فخامة رئيس الجمهورية بسبب الفساد القائم في البلاد وما يقوم به بعض المتنفذين الكبار من ممارسة العنجهية والنصب ضد هذا الشعب المسكين، مع العلم أن هذا الحكم يُعدُّ أول حكم في تاريخ اليمن يصدر بسجن امرأة لمجرد إبداء رأيها بحسب وجهة نظرها الشخصية، والتي كفل لها ديننا الإسلامي الحنيف بقول كلمة الحق حتى وإن كانت على الحكام وكذلك دستور بلادنا الذي كفل لها حرية الرأي والتعبير وممارسة الديمقراطية بحرية تامة مع أنه ليس هناك أية مادة دستورية أو قانونية تحرم انتقاد رئيس الجمهورية مع العلم بأننا لاحظنا عدة مرات بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية من معشر الرجال أبدى رأيه وانتقد شخصية رئيس الجمهورية عبر الصحف والمجلات والفضائيات، لكننا لم نسمع أن هؤلاء الشخصيات والتي لها ظهر تحميها من القبائل إن رفعت عليهم دعوى في المحاكم ليتم محاكمتهم وإصدار أحكاماً بحقهم بالسجن كما حصل للكاتبة والسياسية أنيسة محمد علي عثمان ابنة المناضل الشهيد محمد علي عثمان، والذي حكم عليها غيابياً بالسجن ثلاثة أشهر وإيقافها عن الكتابة لمدة سنة. إن هذا الحكم الجائر يُعدُّ مخالفاً لدستور بلادنا الذي كفل لنا حرية الرأي والتعبير وكذلك للمعاهدات الدولية الموقع عليها بلادنا وكذلك أعرافنا اليمنية التي تتعارض بسجن المرأة لمثل هذه القضايا الواجب هنا على الكيانات الصحفية وجميع الصحفيين بالدرجة الأولى بكل توجهاتهم السياسية الوقوف ضد هذا الحكم الجائر والتضامن مع الكاتبة والناشطة السياسية أنيسة عثمان وكذلك جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمة المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والشخصيات الاجتماعية الوقوف صفاً واحداً لمناصرتها في هذه القضية فاليوم الحكم عليها وغداً سيكون بما لاشك فيه الحكم عليكم فيجب على الجميع مناصرتها والرفع بمطالبة رئيس مجلس القضاء ورئيس المحكمة العليا بإلغاء هذا الحكم الجائر الذي صدر مخالفاً للدستور والقانون. كما نتمنى من فخامة رئيس الجمهورية أن ينأى عن مثل هذه المماحكات ومع العلم بأنه قد تحدث في أكثر من خطاب في بعض المناسبات يحث الصحفيين بالكتابة بكل حرية تامة بدون أي خوف فهل سيقوم الآن الأخ الرئيس بالتنازل الشخصي في هذا الحكم الصادر ضد هذه المرأة ولو من باب الاحترام لوالدها الشهيد محمد علي عثمان الذي ناضل وقدم التضحيات من أجل إقامة النظام الجمهوري في البلاد والذي أوصلكم يا فخامة الرئيس هذا النظام في يوم من الأيام إلى سدة الحكم لهذا البلد. *عضو الهيئة المركزية لحزب (رأي)