أكد أطباء يمنيون عادوا من قطاع غزة بعد أدائهم مهاماً إنسانية أن آثار الحصار الذي كان ولا يزال مفروضاً على غزة لا تقل ضرراً عن آثار العدوان الذي قام به العدو الصهيوني خلال الأسابيع الماضية على القطاع. وطالب أربعة أطباء استشاريون وممرض (مساعد عمليات) واحد، عايشوا أحداث العدوان في أسبوعه الأخير، برفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة كونه السبب الرئيس في نفاد المستلزمات اليومية والمواد الطبية وخاصة الأدوية التي نفد منها أثناء فترة الحصار وحتى يوم واحد للعدوان، أكثر من 150 صنفاً باستثناء بعض أقراص الأسبرين. وأوضح الأطباء خلال مؤتمر صحفي أقامته نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين بالتعاون مع نقابة الصحفيين اليمنيين اليوم الأحد بصنعاء أن أهل غزة بدأوا يتوافدون بالآلاف على المستشفيات طلباً للعلاج بمجرد سماعهم بوصول فرق طبية إلى هذه المستشفيات، مرجعين ذلك إلى ما أحدثه الحصار المفروض على قطاع غزة منذ فترة طويلة، ومشيرين إلى أن ما عاناه أهالي غزة كان بسبب هذا الحصار الذي أماتهم وهم أحياء، ومن ثم العدوان الذي استخدم فيه العدو الصهيوني أسلحة محرمة دولياً قتلت البشر والحيوان والطير ودمرت المنشآت والمباني. وفي المؤتمر الصحفي الذي حمل شعار (غزة في قلب الأمة) وحضره ممثلو عدد من وسائل الإعلام المختلفة، أوضح الأطباء أن معظم جراح المصابين بالغة ومزعجة وعميقة تحتاج لعمليات متعددة أو بتر بعض الأطراف، إلى جانب المكوث لفترة طويلة في المستشفيات من أجل العناية، مضيفين أن المستلزمات الطبية لم تكن متواجدة بالشكل المطلوب. وعن عواقب ما بعد العدوان قالوا: إن هناك توقعاً بانتشار الأوبئة خلال الأيام القادمة وهذا معروف في الطب الوقائي نتيجة وجود عدد من جثث الشهداء التي تم انتشالها من بين الأنقاض بعد أيام من استشهاد أصحابها، هذا بالإضافة إلى تلوث المياه، والحيوانات والطيور الميتة المرمية في الطرقات، فضلاً عن الغازات الصادرة عن بقايا تلك الأسلحة المدمرة والتي تحرق الأجزاء الداخلية لجسم الإنسان منها الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. وأشاروا إلى وجود عدد كبير من المعاقين بعد العدوان في غزة معظمهم مصابون بإعاقات دائمة، لا فتين إلى أن ذلك يحتاج لإعادة تأهيل وإقامة مراكز تأهيل كبيرة وهذا ما يفتقر إليه قطاع غزة، وموضحين إلى أنهم بصدد إما الذهاب إلى غزة بمعية أجهزة طبية إذا ما توفرت لهم من أجل إجراء جراحات قلب، أو استقدام عدد من المرضى إلى بلادنا، غير أنهم رأوا أن الخيار الأول وهو الذهاب إلى غزة أفضل من الخيار الثاني. الأطباء الأربعة وهم عبد الله التويتي (استشاري جراحة عظام) وطارق نعمان (أستاذ جراحة القلب والأوعية الدموية) ومحمد العباهي (استشاري جراحة عامة وطوارئ) وجميل السُقيَّا (استشاري تخدير وعناية مركزة)، إلى جانب محمد سعد السماوي (ممرض مساعد عمليات)، والذين وصلوا إلى غزة إبان العدوان بعد تنسيق بين نقابة الأطباء اليمنيين واتحاد الأطباء العرب والسفارة اليمنية بالقاهرة، قالوا: إن غزة مدرسة ومن أراد أن يتعلم العزة والكرامة والصمود وأسباب النصر فعليه الذهاب إليها، مضيفين: برغم كل هذه المآسي والجروح والدمار التي عانى منها أهل غزة إلا أنهم لايزالون صابرين صامدين صادقين لم تهتز لهم شعرة واحدة، لقد شعرنا بالطمأنينة والسكينة بين هؤلاء الناس، وعندما تراهم تشعر أن النصر قريب بإذن الله.