كرمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بصنعاء اليوم المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد العزيز المقالح ومنحه ميدالية ذهبية، وجائزة مالية تصل قيمتها 120 ألف دولار، بعد فوزه بجائزة الشعر في دورة المؤسسة الحادية عشرة 2008/2009م. وفي حفل التكريم الذي أُقيم بقاعة مركز البحوث، وشهده وزراء في الحكومة وأعضاء في مجلس الشورى، وقيادات حزبية، عبر المقالح عن شكره لمؤسسة العويس على الجائزة التي منحته وفاز بها في مجال الشعر، واصفا الجائزة ب"المرموقة"، مؤكدا في ذات الوقت أنها تهمه، بما تضمنته من تقدير لجهده الشعري. وقال إن تلك " المبادرات الثقافية تحمل في جوهرها ودلالاتها تقديرا للشعر ذاته"، باعتباره فن العرب الأول، تجعل الشعر وهو في تلك المكانة يعود إلى الصدارة في الثقافة العربية ويقوم بدور طليعي في خدمة قضايا المجتمع والأمة العربية. وأشار المستشار الثقافي إلى أن " التقدير" الذي يناله اليوم " يُهدى إلى اليمن، بلدي الذي رعاني وسكنني وسكنته وتمتمت بالعشر في جباله ووديانه وقراه ونضجت على نار أحداثه وقضاياه ومنه انطلقت إلى أفق عربي اعتز بأنه موجود في شعري كما هو في نثري بل في حياتي الفكرية كلها". إضافة إلى ذلك، أهدى الدكتور المقالح التقدير الذي ناله من مؤسسة العويس الثقافية على عائلته لتحملها انشغالاته وانصرافه إلى القصيدة وقضاياها، وقال "ويُهدى لعائلتي التي تحملت انشغالاتي وانصرافي إلى قصيدتي وقضاياها"، وهو بذلك الإهداء يؤكد انه لم يُوفيَهم ما عملوا من أجل توفير ظرف مناسب لعمله طوال تلك السنوات. ونظرا لجهود عائلته، أعلن (المقالح) عن تخصيصها نصف قيمة الجائزة، وتخصيص النصف الآخر لعائلته الثانية، وهي عائلة الشعراء والكتاب اليمنيين، موضحا عن جائزة سنوية في حقول الشعر والرواية والقصة القصيرة سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا. أما أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية (عبد الحميد أحمد) فعبر هو الآخر عن سروره أن يحظى اليمن وللمرة الثانية بمقعد في نادي الفائزين بجائزة الشعر، بعد فوز الشاعر الر احل ( عبد الله البردوني) بها في دورة المؤسسة الثالثة، متمنيا أن يزداد عدد الفائزين في المستقبل القريب بالجائزة بما يتناسب ووزن اليمن في الثقافة العربية. ووصف الشاعر المكرم ب"الشاعر المرموق" على المستوى العربي، و"مفكر صلبا وناشطا ثقافيا يشار إليه بالبنان"، قال إنه " قدم طوال مسيرته العملية والعلمية إسهامات تحظى بالجدارة والإحترام في كل الوطن العربي"، داعيا لليمن أن يجنبه القلاقل والفتن والتطرف ليبقى دوما وطنا للفن والموسيقى والشعر والأدب. وكانت رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ( الدكتورة هدى أبلان) قد عبرت عن احتفاء اتحادها بتكريم الدكتور المقالح، وهو "يتقلد واحدة من أهم وأرقى الجوائز العربية وأكثرها مصداقية ورصانة"، واصفة المكرم المقالح بأنه "بواحد من رموز الثقافة العربية والمبدع الإستثنائي والإنسان المعلم والرجل القيمة". يشار إلى أن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية تأسست في عام 1986، وأعلنت عن انبثاق جائزتها في الخميس من يوم ال17 من ديسمبر من العام 1987م، ثم تحولت الجائزة إلى مؤسسة ثقافية في منتصف عام 1992م، وتقدم جائزة تبل قيمتها (600) ألف دولا أمريكي، توزع بواقع (120) ألف دولار في خمسة حقول، وهي حقل الشعر والقصة والرواية والمسرحية، والدراسات الأدبية والنقدية، ومثلها الإنسانية والمستقبلية، وأخير حقل الإنجاز الثقافي والعلمي.