سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حلقة نقاشية حول الحكم المحلي والمبادرات السياسية في الساحة .. بن فريد : الفيدرالية هي المخرج الوحيد لليمن من أزماته الراهنة والدعامة الأقوى والأفضل للوحدة الوطنية
في ظل عدم تجاوب الحزب الحاكم مع ما يطرح من مبادرات ومشاريع وطنية لإصلاح الأوضاع وإنقاذ الوطن من أزماته فإن هذه الحالة من اللامبالاة تبقى ابرز التحديات والمشاكل التي تهدد الوطن ووحدته واستقراره.. ذلك ما خلصت إليه حلقة النقاش التي عقدت بصنعاء الخميس 22/4/2010م بعنوان الحكم المحلي في اليمن ما له وما عليه، والتي نظمتها منظمة صحفيات بلا قيود. وفي حلقة النقاش تلك تم استعراض بعض المبادرات والمشاريع الوطنية التي تقدمت بها أحزاب سياسية لإنقاذ الوطن من أزماته الراهنة، وإلى أين وصلت تلك المبادرات، وفي مقدمتها المبادرات والمشاريع التي تقدم بها حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"، والتي تحدث عنها الأستاذ محسن محمد أبوبكر بن فريد الأمين العام للحزب، بقوله:" إننا في حزب رابطة أبناء اليمن ومن منطلق المسؤولية الوطنية والواجب علينا إزاء الأوضاع التي تعيشها بلادنا والأزمات المتتالية التي تعصف بها كان لنا إسهامنا في طرح ما نراه مخرجاً للوطن وأهله من أزماته طوال العقدين اللذين يمثلان عمر الوحدة اليمنية، بدءاً من مشروع الحكم المحلي الذي قدمناه في عام 1997م، ولم يتم العمل به حتى اليوم، وإن وجدت تجربة متواضعة للحكم المحلي بعد عام 2000م إلا أنها أثبتت فشلها، ولم تلتزم بمعاني ومتطلبات وأسس الحكم المحلي، ومع زيادة الأوضاع سوءاً وبروز الحروب في الوطن واتساع رقعة الفقر والأزمات المركبة المتعددة، تقدمنا في حزب رابطة أبناء اليمن بمشروع الإصلاح السياسي في 2005م. وكان لنا مع السلطة نقاش حول ذلك، دون أن يفضي إلى نتائج أو يعبر عن جدية ". وأضاف الأستاذ / بن فريد قائلا "من عام لآخر تتعمق الهوة وتبنى جدران الكراهية بين أبناء الشعب الواحد، الأمر الذي يهدد وحدة الوطن واستقراره، فبرز حراك في الجنوب، وعلت مطالب بالانفصال، وكل ذلك وما صاحبه من أزمات اقتصادية واجتماعية أخرى، جعلنا نتقدم في 2008 بمبادرتنا التي دعونا من خلالها لاعتماد نظام الدولة الفيدرالية بصفته النظام الأمثل الذي يمكننا من الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره وأمنه، ويضمن عدالة في توزيع الثروة والسلطة، وكانت على أساس وطن موحد من خمسة مخاليف أو أقاليم، وأخيراً جاءت مبادرتنا المتضمنة الدعوة لتفعيل الفيدرالية على أساس إقليمين كضمان حقيقي لوحدة وطننا وزوال المشاكل والأزمات التي تعانيها بلادنا ". وأكد الأمين العام أن عشرين عاماً من عمر الوحدة أثبتت فشل الدولة المركزية وكذا تجربة الحكم المحلي وعدم قدرتهما على حل الأزمات أو تحقيق العدالة، بل مضاعفة المظالم والأزمات وأن بوابة هذه الأزمات واستمرارها هو رفض الحزب الحاكم الانصياع والتجاوب مع متطلبات الناس ومع ما طرح من المبادرات الوطنية. وليست المشكلة في آلية تطبيق حكم محلي كامل أو واسع الصلاحيات أو فيدرالية. وهو ما أكده د. محمد المخلافي بقوله: إن الفيدرالية هي خيارٌ مناسبٌ للحكمِ في بلادنا في ظل الأوضاع الراهنة بعد فشل المركزية وتجربة الحكم المحلي؛ لأن محور الأزمات والصراعات في اليمن هو حول نقطتين مهمتين، وهما الثروة والسلطة، وكلاهما لم تتحررا من ملكية الحاكم، ولم تتوزع الثروات وكذا السلطات، وأن تحقيق ذلك يكون في ظل الحكم الفيدرالي . ووافقهما الرأي الأستاذ سلطان السامعي، عضو مجلس النواب، الذي قال:"إن الفيدرالية نظام حكم يضمن الشراكة الفاعلة الحقيقية في السلطة والثروة، لا سيما بعد تطبيق تجربة المجالس المحلية وتعطيلها من الصلاحيات الحقيقية والفعلية، وتحويل المدراء التنفيذيين في هذه المجالس إلى مشائخ لا عمل لهم سوى حل بعض الخلافات ". أما الدكتورة إلهام المتوكل، الأستاذة في كلية الشريعة جامعة صنعاء فترى أن من أبرز أسباب فشل تجربة المجالس المحلية هو افتقارها للتشريعات القانونية اللازمة لمجالس محلية فاعلة، موضحة أن قانون الانتخابات لعضو المجلس المحلي لا يشترط فيه إلى جانب الجنسية والعمر سوى القراءة والكتابة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الحلقة تخللتها عدد من المداخلات من ناشطين سياسيين وصحفيين، خلص الجميع إلى أن تفعيل أيّ من المبادرات الوطنية أو مشاريع الإصلاح تتطلب وقفة جادة وإيمان من الحزب الحاكم بضرورة إيجاد الحلول المناسبة للخروج إلى صيغة حكم أيّ كانت( فيدرالية/ محلي كامل الصلاحيات) مجدية للبلد والحفاظ على وحدة الوطن .. وقد حظيت الحلقة بتغطية إعلامية وصحفية واسعتين، فضلاً عن قنوات فضائية شاركت في التغطية منها: دبي، والسعيدة، والإخبارية، وسهيل ، وأدارتها الناشطة السياسية والحقوقية الأستاذة / توكل كرمان ، ومن المقرر بث وقائع الحلقة النقاشية عبر فضائيتي السعيدة وسهيل في وقت لاحق .