بدأت اليوم بصنعاء فعاليات اجتماع خبراء محو الأمية وتعليم الكبار من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدول الأعضاء في مجموعة الثماني والذي يستمر على مدى ثلاثة أيام تحت شعار توجهات وشراكات جديدة من أجل التعليم للجميع بحضور 92 مشاركاً من دول عربية وأجنبية منها 38 مشاركاً من داخل اليمن. وأوضحت الدكتورة رينيت شيمكوريت رئيس فريق عمل قطاع التعليم عن مجموعة الدولة الثمان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا هدفين رئيسيين لمبادرة مجموعة الشرق الأوسط أولهما نقل مهارات تعليم الكبار لملايين آخرين بحلول عام 2015م وثانيهما تحسين أنظمة التعليم، مؤكدة على ضرورة وجود تصميم أكبر وخاصة في مجال تعليم الكبار من أجل تحقيق هذين الهدفين. وأشارت شيمكوريت إلى أن كثيراً من الحكومات لا تأخذ هذا التحدي كما ينبغي كأولوية هامة، معتبرة تعليم الكبار شرطاً أساسياً لتحسين المستوى المهني ومهماً جداً لتطوير العمل وضرورة ملحة للتطور والتقدم الاقتصادي على الصعيد السكاني مسلطة الضوء على تجربة سلطنة عمان في هذا المجال واصفة هذه التجربة بالناجحة مفسرة ذلك بأن السلطنة وهي شريك في مجموعة الدول الثمان فيما يتعلق بتعليم الكبار نجحت في تخفيض مستوى الأمية إلى النصف خلال الفترة 93- 2003م، داعية الدول الأخرى إلى الاقتداء بهذه التجربة الناجحة. وأوضحت في كلمتها في الاجتماع أن مشاريع محو الأمية ليست مرتبطة بالنتائج، غير أنها ذكرت أن الانجازات الأساسية في مجال تعليم الكبار وهي المرتبطة بالنتائج والتدريب والتعليم تحتم التطلع إلى ما هو مطلوب من قبل المجتمع وسوق العمل وتأسيس مؤسسات تنسجم مع الطلب في السوق، إضافة إلى القدرة على إيصال المعايير الدولية والمحافظة عليها بما يتيح المجال والفرص للشعوب في العمل في بلدان أخرى، مؤكدة على أهمية تعليم الكبار انطلاقاً من مبدأ (طلب العلم من المهد إلى اللحد). وأكدت الدكتورة شيمكوريت أن مبادرة الشرق الأوسط تأخذ قضية محو الأمية وتعليم الكبار بالاعتبار كذلك قضية التعليم الفني والارتقاء به، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي أيضاً وخاصة ألمانيا التي سترأس الاتحاد في النصف الثاني من العام الجاري ستعمل بالالتزام بتحديد مستوى الأمية والتأكيد على أهمية تعليم الكبار. من جهته أوضح وزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي أن هذا اللقاء التقيمي يأتي للنظر إلى ما تم تحقيقه وإلى ما يجب أن يتم تحقيقه في المستقبل وأنه يأتي تتويجاً لجهود قام بها جهاز محو الأمية وتعليم الكبار في بلادنا بالتعاون مع المجلس البريطاني و DFID خلال أكثر من 4 أشهر من العمل المتوصل، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يأتي بدعم كبير من الدول الثمان الكبرى التي أخذت على عاتقها دعم مسيرة التعليم في الدول النامية وخاصة تعليم المحرومين على اعتبار أن التعليم يزود الأفراد بالمعارف والثقة اللازمة لتحسين سبل العيش ويجعل المشاركة في الحياة اليومية أكثر فاعلية وإيجابية. وأكد الوزير على ضرورة الخروج بتحقيق أكبر نسبة من أهداف الألفية الستة خاصة وأن العقد الأول من الألفية الثالثة قد تجاوز نصف الأول، موضحاً أن الدول خلال هذه الفترة تعد العدة للتقرير النصفي لما تم انجازه في تحقيق هذه الأهداف، مشيراً إلى هدفين اثنين هما فيما يتعلق بتحقيق المساواة وتعليم الفتاة سجل فيهما العالم عدم نجاح كبير برغم انقضاء المدة الافتراضية لتحقيقها والمحدودة بنهاية عام 2005م لافتاً النظر إلى توجيه وزراء التربية في الاجتماع عالي المستوى في بكين فيما يخص هذه القضية، متمنياً عدم فقدان أكثر من هدف من هذه الأهداف خلال مسيرة تحقيق أهداف الألفية وأهداف داكار. وفي كلمته أوضح وزير التربية والتعليم أن التحدي الأكبر الذي تواجهه دول الشرق الأوسط والدول العربية ومنها بلادنا هو ذلك المتعلق بالقرائية والفجوة المعرفية، مشيراً إلى أن المبادرات الدولية الساعية لتحقيق أهداف الألفية ستظل دائماً تتأرجح في مكانها ما لم يكن هناك محفزات تقدمها الدول الغنية للدول النامية، مؤكداً ضرورة توسع تجربة مقايضة الديون بالتعليم وتوحيد جهود المانحين وسد الفجوة التمويلية والتعليم المرتبطة بتحسين الأداء ورفع معدلات الانجاز والمعونات طويلة الأجل إضافة إلى دعم الدول عبر برامج ناجحة مثل مبادرة المسار السريع ومبادرات منظمة الأممالمتحدة وذلك من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. ورأى أنه إذا لم يتم ذلك فإن كثيراً من مثل هذه اللقاءات ستطغى فيها الأطر التنظيرية والنظرية على البرامج العملية وبذلك لن يتم تسجيل أي نجاح يذكر على مدى السنوات القادمة وعندها ستزداد التحديات في الوقت الذي يكون فيه القطار قد فات. وأكد على أن برامج محو الأمية وتعليم الكبار في بلادنا حظيت باهتمام الحكومة من خلال إصدار التشريعات وإنشاء جهاز متخصص يعني بمحو الأمية وتعليم الكبار كذا إقرار إستراتيجية وطنية لذلك منذ أكثر من 4 سنوات تتوافق مع استراتيجيات التعليم الأساسي والثانوي والتعليم العالي والتعليم الفني، موضحاً أن كل هذه الاستراتيجيات الوطنية ستظل عبارة عن أطر نظرية ما لم يكن هناك تطبيق عملي لها ملمحاً في الوقت ذاته إلى الدعم المحدود للغاية لإستراتيجية محو الأمية والذي لا يمثل إلا بمجموعة من البرامج بعضها نفذ عبر الدم المقدم من USAID وكذلك من البنك الإسلامي إضافة إلى برامج محدودة في مشروع تطوير التعليم الأساسي، متطرقاً إلى وجود هذه الإستراتيجية ضمن برنامج معد من قبل اليونسكو وضمن المجموعة المختارة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي ذكر أنه سيعكس نفسه إيجابا على تبني برامج تنفيذية تساعد على إنجاز الأهداف المتعلقة بمحو الأمية وتعليم الكبار. وكان السيد مايكل جيفورد سفير المملكة المتحدة بصنعاء ذكر أن هناك عديد من التحديات التي تواجه عملية التعليم في المنطقة وليس بقدرة أي دولة أن تواجه ذلك بمفردها، متطرقاً إلى مبدأ الشراكة واصفاً إياه بمفتاح النجاح الذي تحتاج إليه الدول في السنوات المقبلة، مشيراً إلى دعم حكومة بريطانيا لمحاولات الحد من الأمية بالشراكة مع المجتمعات الدولية والحكومات وأن لدى الحكومة البريطانية تعاوناً مزدهراً مع الحكومة اليمنية فيما يتعلق بتطوير برنامج التعليم الأساسي. وعن هذا اللقاء فقد اعتبره السيد جيفورد مبادرة شراكة حقيقية ليس بين الحكومات فقط ولكن بين الدول في المنطقة وبين الدول الداعمة التي ذكر أنها كثيرة في هذا المجال، موضحاً في كلمته أن التنسيق المستمر والجهود الدولية تؤدي إلى نجاح كبير في عملية تطوير هذا التعاون، مشيراً إلى توصية اجتماع دول الثمان التي من أهمها ضرورة تطوير تعليم الكبار من النساء كذا الفتيات لأن هذا سيؤدي إلى تطوير نواحي أخرى كالتعليم والصحة وامتلاك الوسائل فيما يتعلق بربط التعليم في تطوير القدرات الاقتصادية للمرأة وبالخصوص في المناطق الريفية إلى جانب تطوير الاحتياجات المحلية وتوفير مطالب المجتمع المحلي. الأستاذ أحمد عبد الله رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار في بلادنا أوضح أن تركيز برامج محو الأمية كله يصب في كيفية محو أمية المرأة الريفية، مشيراً إلى أن حجم الأمية في المرأة أكبر من حجمها لدى الذكور، موضحاً أنه تم تحقيق انخفاض ما نسبته 75.7% بحسب نتائج المسح السكاني لعام 2004م متفائلاً بالأيام القادمة وما ستقدم في هذا المجال خاصة في ظل وجود الدعم والإمكانات اللازمة بهذا الخصوص. هذا وألقيت العديد من الكلمات من كل من السيد ديجبى سويفت من وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، والدكتور رأفت رضوان الرئيس المشارك لفريق عمل تعليم الكبار من مجموعة الدول الثمان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدكتور فيجيثا ايانجو الرئيس المشارك لفريق عمل تعليم الكبار من مجموعة الدول الثمان والشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلها تطرقت لقضية محو الأمية وتعليم الكبار والسبل الكفيلة بالرقي بها. يذكر أنه وفي اليوم الأول من هذا الاجتماع سيتم استعراض التقدم المحرز في نماذج طرق الابتكار لتعليم الكبار في اليمن من قبل برنامج جهاز محو الأمية وتعليم الكبار في اليمن، ومشروع يالا، ومشروع منظمة سول، كما سيتم استعراض لمشاريع LAMP، إضافة إلى عرض عن التقدم المحرز ونماذج للطرق الابتكارية لتعليم الكبار على مستوى المنطقة من قبل هيئة تعليم الكبار بجمهورية مصر العربية، ووزراء التعليم بسلطنة عمان، ووزارة التعليم بالأردن، ومنظمة عمل النساء بالمغرب، ووزارة التربية والتعليم بباكستان، ومكتب التربية العربي لدول الخليج العربي.