منحت منظمة اليونسكو السلطات اليمنية مهلة أخيرة قبل أن تباشر في إجراءات شطب مدينة زبيد من قائمة التراث الإنساني بصورة نهائية. وقال مسؤولون في الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في صنعاء ل "رأي نيوز" بأن المنظمة الدولية وجهت تحذيراً شديد اللهجة إلى الحكومة بالبدء في إجراءات الشطب لزبيد إذا لم تبدأ هذه الأخيرة وبشكل فوري في تنفيذ برنامج إنقاذي شامل لحماية ما تبقى من المعالم الأثرية في المدينة التاريخية والتي باتت مهددة بالاندثار. وأدرجت زبيد ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي في العام 1993م قبل أن يتم وضعها قبل سنوات ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر وهي الخطوة التي تسبق عادة قرار الشطب النهائي من القائمة الإنسانية نهائياً إذا لم تبادر السلطات المحلية بتنفيذ برامج عملية وسريعة للحماية والحفاظ على شرط أن تقنع تلك الإجراءات خبراء المنظمة العالمية. وأشار مسؤولو هيئة الحافظ على المدن التاريخية التي تتخذ من صنعاء القديمة مقراً رئيسياً لها إلى أن تهديد اليونسكو بني على أساس معلومات تضمنها تقرير مرفوع من خبراء دوليين قاموا بزيارة مدينة زبيد خلال الأشهر الماضية وخلصوا إلى أن المعالم الأثرية والتاريخية آيلة للاندثار التام في ظل الإهمال واللامبالاة من قبل الحكومة والسلطات المحلية في الحافظ على معالم وأثار المدينة التاريخية. ويؤكد هؤلاء بأن من شأن شطب زبيد من قائمة التراث العالمي أن يؤدي إلى تشويه سمعه اليمن في الخارج وكذا حرمان البلاد من مساعدات مالية وفنية تقدمها اليونسكو ومنظمات دولية ذات صلة بالإضافة إلى حرمان اليمن من إضافة أي مدينة أو معلم تاريخي إلى القائمة العالمية مستقبلاً. وتعاني مدينة زبيد التاريخية الواقعة على بعد 100 كيلو متر إلى الجنوب من مدينة الحديدة من انتشار البناء الإسمنتي والأنماط المعمارية الحديثة وكذا غياب شبه كامل للمشروعات الخدمية والحيوية .. فيما تتداعى أبنيتها الأثرية وسط صرخات المواطنين الذين يؤكدون بأن لا أحد يستجيب لاستغاثاتهم والعمل على إنقاذهم من كارثة وشيكة وهي النداءات التي تتكرر باستمرار وخاصة مع موسم هطول الأمطار. وحددت اليونسكو مهلة زمنية أمام السلطات المحلية لتنفيذ برنامجين إنقاذيين الأول يستمر سنة فيما يستمر الثاني 3 سنوات كحد أقصى لتلافي إقدام المنظمة الأممية على شطب زبيد من قائمة التراث الإنساني بصورة نهائية.. مؤكدة بأنها سترسل خبراء ومختصين لتقييم الخطوات الإنقاذية خلال هذه الفترة وكل 6 أشهر بالتحديد وبدأت النداءات الدولية تتصاعد بضرورة العمل السريع لحماية وإنقاذ المعالم التاريخية والأثرية بزبيد قبل بضع سنوات خلت غير أن السلطات اكتفت كما يقول مختصون ومهتمون بوضع الخطط دون أن تجد طريقها للتنفيذ. يذكر بأن القائمة الدولية للتراث الإنساني تشمل إلى جانب مدينة زبيد المهددة مدينتي صنعاء القديمة وشبام حضرموت فيما تسعى اليمن حالياً لإضافة مدن ومناطق أخرى إلى هذه القائمة والتي من أبرزها مدينة سقطرى.