تعهّد المشاركون في اجتماع "أصدقاء اليمن" بالرياض بتقديم 4 مليارات دولار لدعم التنمية في اليمن، من بينها 3.25 مليار دولار ستقدمها المملكة العربية السعودية. وأعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في ختام المؤتمر، الذي انعقد اليوم الأربعاء في الرياض، أن "اليمن يعوّل على الدول الصديقة في تحقيق التنمية". وكان الفيصل قد أشار في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إلى أن المملكة ستقدم 3.25 مليار دولار لدعم المشاريع الإنمائية في اليمن. وأكد الفيصل في المؤتمر الصحافي الختامي أن المشاورات شملت كافة محاور التنمية في اليمن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ونقل مراسل "العربية" في الرياض عن الأمير الفيصل قوله إن المساعدات تأتي مساهمة في دعم المشاريع الإنمائية التي سيتم الاتفاق عليها من قبل الجانب اليمني، وفق الخطة الانتقالية المقدمة من الحكومة اليمنية. الى ذلك حذرت سبع منظمات إنسانية اليوم الاربعاء من أن اليمن بات على شفير "أزمة غذاء كارثية"، بحيث لا يجد 10 ملايين نسمة يشكلون 44% من السكان، ما يكفي من الطعام في بلد هو الأفقر بين دول شبه الجزيرة العربية. ويتزامن التقرير مع انعقاد "مؤتمر أصدقاء اليمن" في الرياض اليوم الاربعاء بحضور حوالى 30 دولة ومنظمة تعنى بالشأن الانساني أبرزها دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية. وأفاد تقرير لهذه المنظمات حصلت "فرانس برس" على نسخة منه بأن "معدلات سوء التغذية التي سجلتها الأممالمتحدة في بعض مناطق البلاد بلغت مستويات مروعة، حيث يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد". وتطالب المنظمات، وهي أوكسفام وكير والهيئة الطبية الدولية والاغاثة الاسلامية وميرلين وميرسي كور وهيئة انقاذ الطفولة، المشاركة في المؤتمر لزيادة الجهود المبذولة لمعالجة الازمة. ويؤكد التقرير أن النداء الإنساني الذي أطلقته الاممالمتحدة "لم يحصل سوى على 43% من التمويل المطلوب، اي مع عجز بلغ 262 مليون دولار". ويوضح ان "الازمة السياسية فاقمت حدة الجوع مع ارتفاع اسعار الطعام والوقود حوالى خمسة ملايين يحتاجون الى مساعدات طارئة وخصوصا في الحديدة والحجة وحسب الاممالمتحدة، يواجه 267 الف طفل مستويات من سوء التغذية تهدد حياتهم". ويشير الى ان "النزاع في شمال البلاد وجنوبها اسفر عن نزوح 95 الف نسمة خلال الشهرين الماضيين، ليصل العدد داخل البلاد الى قرابة النصف مليون نسمة". ويشير الى ان "النساء خصوصا يتعرضن للخطر لانهن اقل وآخر من يأكل في العادة، وهناك زيادة في الزيجات المبكرة، حيث تلجأ العائلات الى تزويج الفتيات صغاراً للتخفيف من أعباء الازمة". وسيبحث المؤتمر اوضاع اليمن المهدد بانهيار اقتصاده وتفاقم الازمة الانسانية اذا لم يتلق مساعدات عاجلة، كما انه يواجه تحديات اخرى مثل القاعدة والتمرد الحوثي والحراك الجنوبي رغم انتهاء ازمته السياسية. وكان رئيس الحكومة محمد باسندوة اعلن قبل ثلاثة اشهر "لقد ورثنا خزينة فارغة". كما كان وزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي اعلن ان الفجوة التمويلية خلال العامين القادمين تصل الى عشرة مليارات دولار مشيرا الى ان اليمن سيطالب المانين بسد هذه الفجوة خلال المؤتمر.