عائل مريض ، وامرأة تعول أسرة ، وأخر لا يجد مهنة ..يطاردهم الفقر ويوعدهم بيوم جديد من الجوع والحاجة يصادقهم سنوات لتنهي مشاريعهم الصغيرة التي تمولها برامج الإقراض معاناة الخوف من شح الرغيف بعد ان مكنة فكرة بسيطة وإرادة قوية فضيلة وحميد قائد وكسوبه علي وشفيقة الحداد وسلامة الحالي رواد موضوعنا من محاصرة الفقر وطرد العوز من زوايا منازلهم وشبحه من مخيلتهم التي عانت منه أعوام طويلة قبل رحلتهم الناجحة. بدايات النجاح.. !! نبدأ أولى خطوات النجاح لأسر فقيرة تجاوزت ظروفها بمشروع بسيط وصغير مكنها من توفير ظروف معيشية مناسبة لأفرادها حيث تقول سلامة حالي من من اهالي قرية القطابا بمدينة الخوخة بمحافظة الحديدة انها اضطرت لاعالة اولادها الخمسة بعد تدهور صحة زوجها فبدأت باحتراف مهنة النقش بالخضاب ومع تراكم المسئوليات وغلاء المعيشة ضاقت عليها السبل وعندها اقترضت مبلغ ستةالاف ريال من برنامج الاقراض والادخار / حيس / وقامت بشراء اغنام وباعتها وسددت قيمة القرض وحققت دخلا جيدا ساعدها في اعالة اسرتها .. فيما اخذت القرض الثاني بمبلغ عشرين الف ريال واستفادت منه في شراء الموادالتي تساعدها في صناعة الخضاب والبخور وشيئا فشيء توسع دخلها وطموحها واقترضت مبلغ مائة الف ريال لشراء قارب لابنها للعمل عليه وأصبحت محط الإعجاب ومصدر للأمل في قريتها بعد ان نسجت واقع مشجع لأسرتها بعيدا عن معاناة الحاجة والفقر وانتظار المساعدة من الغير .. وقريبا من قصص النجاح نالت عثرات البداية من شفيقة الحداد التي اشتهرت بطاحونتها في منطقتها وبعد تعطل الطاحون مصدر كسبها الوحيد تملكتها الحيرة من إيجاد مصدر جديد للرزق وبعد بحث مضني لجأت الى فرع المؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر بذمار واقترضت اربعة وعشرين الف ريال لتصليح الطاحونة وفي القرض الثاني قامت بفتح محل العاب الكترونية وحققت عائد إضافي مكنها من بناء دور ثالث لمنزلها وتامين حاجاتها الأساسية .. لعل كسوبة اكثر المقترضات في عدد المرات من النساء حيث حصلت على سبعة قروض وتدرجت في الحصول عليها ابتداء من مبلغ ثلاثين الف ريال من صندوق تمويل الصناعات والمنشأت الصغيرة وصولا الى مائة الف ريال وخلال سبع سنوات تطور عملها لتعمل في بيع اللحوم وإنتاج الخبز للسوق كما قامت بتكملة بناء منزلها الذي كان عبارة عن غرفة وحمام الى جانب مطبخ من الزنك ليصبح بيتا جديد زاد غرفتين ومطبخ حديث.. الرجل اكثر مجازفة .. طموح الرجل اكثر مجازفة من المرأة كما حميد قائد الذي حصل على ستة قروض من صندوق تمويل الصناعات الصغيرة ،اصغرة مبلغ مائة الف ريال والقرض السادس بلغ مليوني ريال حيث عمل في مجال طحن البن وبيعه بآلة قديمة أولا وقام بشراء آلات حديثة للطحن والتغليف لرفد السوق بمنتجه كما توسعت تجارته وقام بفتح فرع جديد لمحله .. فيما انتقلت فضيلة السلامي من خلال قروضها الخمسة من منزلها في المحوى الى منزل جديد في منطقة السنينه واصبحت تملك محل لبيع المواد الغذائية بعد ان كانت تبحث عن مصدر للرزق اليومي بعدمرض زوجها وعجزهما حتى عن الحاق ولديهما بالمدرسة .. ودفعت قناعة عبده بعدم جدوى دخله في مجال البناء الذي يحالفه الحظ فيه يوما فيما يخذله اياما كثيرة الى البدء بمشروع صغير خاص ببيع السمك في مدينة سيئون من خلال قرض صغير ومن ثم التوسع لفتح ثلاث محلات لبيع السمك واللحوم ليصبح رجل اعمال ناجح في منطقته كما يحب ان يطلق على نفسه . صناديق التمويل الاصغر ... من قصص النجاح يرافقنا الامل بان الانتقال الى الافضل ليس حكرا على فئةمعينة وطرد الفقر ليس هم عالمي تحتكرة الدول فقط لتقدمة في اجندة اهتماماتها وتضعه ضمن عناوين حروبها على الارهاب والفساد والتخلف والجهل لتكون محاربة الفقر الاكثر سلما في قوائم حروبها .. وتسهم صناديق الاقراض لتشجيع الصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر في محاربة الفقر من خلال التمويل الاصغر الذي يعرف بانه تقديم الخدمات المالية المختلفة من قروض وادخار وتحويلات وتامين للفئات التي لاتتمكن من الحصول على هذة الخدمة من المؤسسات القائمة حيث يعتبر تقديم التسهيلات الائتمانية لأصحاب الأنشطة والمنشآت الصغيرة من أهم الخدمات التي تقدمها برامج التمويل الأصغر في بلادنا والتي بلغ عددها حتى عام 99م تسعة برامج فيما تجاوزخمسةعشر برنامجا بحلول عام 2004م تقدم خدمات التمويل الاصغر يساندها الصندوق الاجتماعي للتنمية منذ عام 98م حيث بادر بدعم عدد من المشاريع لاقامة برامج متخصصة لتقديم الدعم المالي لأصحاب الأنشطة الصغيرة والمدرة للدخل ليدعم جميع البرامج في هذا المجال .. وتشير الإحصائيات ان عدد المستفيدين من خدمات التمويل الاصغر في اليمن تدرج من اربعمائة وخمسة وسبعين مدخرا وخمسمائة وخمسة وخمسون مقترضا عام 97م الى خمسة عشر الف مقترض ونظيرهم مدخرين في عام 2004م كما تقدر عدد القروض الممنوحة باكثر من خمسة وثلاثين الف قرض باستثناء قروض صندوق الصناعات والمنشآت الصغيرة .. كما تشير تقارير الصندوق الاجتماعي للتنمية الى ان عدد القروض التي وزعتها البرامج التي مولها الصندوق حتى يونيو 2004م بلغ اثنان وثلاثون الف قرض بمبلغ تجاوز مليار ريال .. برامج الاقراض ..مشاكل وحلول وتعرض السطور القادمة نبذة عن برامج الاقراض حيث يشترط برنامج صنعاء للاقراض /ازال / الذي يستهدف مناطق شميله والصافية وشعوب وهبرة ان يحدد نوع القرض سواء كان فردي او نظام مجموعات للنساء وان يكون العميل ذو سمعة ائتمانية جيدة و لدية نشاط قائم و يقدم ضمانات مطلوبة تتناسب مع ظروفه وهي اما عينية او تجارية او وظيفية او ضمانة مجموعة بالنسبة للنساء كما يترواح سقف التمويل للقروض بخمسة الاف ريال كحد ادنى و اربعمائة الف ريال كحد اعلى فيما تترواح فترة السداد بين ستة الى ثمانية وعشرة اشهر وعام كامل .. برنامج تمويلي اخر هو مشروع القروض الصغيرة / جمعية سوفد / يهدف الى إيجاد فرصة للنساء اللاتي لديهن مهارة وقدرة على العمل وبحاجة لمبالغ مالية لتنمية أنشطتهن وتحسين مستوى معيشتهن وخلق فرص عمل جديدة بالمنشات الصغيرة وتحويل نشاط المراة من القطاع الغير رسمي الى الرسمي . وتفيد الدراسات ان عدد المنشأت الصغيرة والاصغر في اليمن تتجاوز ثلاثة الآف منشأة توظف خمسائة الف شخص وتمثل المنشأت الفردية حوالي 72% منها فيما تمثل المنشأت التي توظف من خمسة الى خمسين موظف 3% فقط .. وتوضح الدراسات ان قطاع المنشأت الصغيرة قطاع نامي حيث ان 70% من المنشأت بدأت منذ عام 96م حيث يسهم بشكل كبير في تشغيل الأيادي العاملة كما ينمو بشكل متسارع ووفقا لخطط التنمية فان المنشآت الصغيرة ستلعب دورا رئيسيا في تشغيل الايادي العاملة خلال السنوات القادمة . ويعتبرالتمويل المتوفر للمنشآت الصغيرة والاصغر احد اهم معوقات نموها ووفقا للمسح القاعدي للمنشأت ان 92%منها بحاجة لتوفير خدمات التمويل المناسبة.. ومع بدايات النجاح يشير المسح القاعدة الذي نفذه الصندوق الاجتماعي للتنمية ان غياب الابداع والتجديد وعدم توفر الخدمات غير المالية مثل الخدمات الاستشارية المتعلقة بتقينات الانتاج والتسويق بالإضافة لغياب التدريب وعدم توفره ..وهو ما يسعى الصندوق لتخلص منه لايجاد مشاريع قوية تستطيع المنافسة في السوق الذي لا يتقبل سوى الاقوى ..
